منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  ابن تومرت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 ابن تومرت 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 ابن تومرت Empty
مُساهمةموضوع: ابن تومرت    ابن تومرت I_icon_minitimeالأحد 21 أغسطس - 12:24

ابن تومرت







في
تاريخ المغرب العربي، كثير من الصفحات المجهولة والمغيبة، قياساً بالمشرق
الذي كان يحتضن دول الخلافة الإسلامية، وكان مسرحاً للأحداث الجسام، ومع
ذلك، ففي المغرب أحداث كبيرة يجدر التوقف عندها، ودراستها وأخذ العبر
منها، حيث نتوقف في هذه السطور عند القرن السادس الهجري، وهو الذي شهد
سقوط دولة "المرابطين"، وقيام دولة "الموحدين" على أنقاضها، وقد برز في
تلك الفترة اسم ابن تومرت، مؤسس دولة الموحدين.
ودولة المرابطين هي
إحدى الدول السنيّة القوية التي قامت في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر
الميلادي) في شمال أفريقيا، في دول المغرب العربي، وإن كانت ولادتها قد
تمت خارج المغرب العربي حيث نشأت دولة المرابطين في بادئ الأمر في حوض
السنغال على يد يحيى بن عمر الجدالي (ت سنة 447هـ)، وبعد موته، خلفه أخوه
أبو بكر بن عمر(ت سنة 480هـ)، مواصلاً مسيرة الجهاد، وتوسعت دولته شيئاً
فشيئاً.
وبسبب ظروف معينة، انتقلت رئاسة هذه الدولة الناشئة إلى ابن
عمه يوسف بن تاشفين، وكان أبو بكر بن عمر ما يزال حيّاً، وبعد موته، أصبح
يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين بدون منازع، وكان قد بنى مدينة مراكش في
المغرب سنة 454هـ، واتخذها عاصمة له، واعترف المرابطون بالخلافة العباسية،
واتبعوا المذهب المالكي المسيطر في الشمال الأفريقي([1]).
ويذكر في
ترجمة ابن تاشفين، أنه كان "زعيماً نشيطاً قادراً ذكياً عميق
الإيمان"([2])، و "لم يتأثر طوال حياته بأية نزعة من ترف القصور، ولا
عيشها الناعم، ولا مغرياتها المفسدة، وقد كان يتمتع بكثير من الذكاء
والفطنة، والعزم والشجاعة ..."([3]).
وإضافة إلى جهاد ابن تاشفين في
بلاد المغرب العربي، وتمكنه من توحيد جزء كبير منه، إلاّ أن الإنجاز
الكبير الذي يحسب للمرابطين بقيادته هو انتقاله من أفريقيا إلى الأندلس
سنة 478هـ (1086م) لنجدته، وإنقاذ الإمارات الأندلسية الصغيرة أو ما يعرف
بدول الطوائف، واستطاع في العام التالي، في رجب سنة 479هـ (1086م) أن يهزم
ألفونسو السادس ملك قشتالة في موقعة الزلاّقة، وهي إحدى معارك المسلمين
الخالدة.
وبعد وفاة القائد يوسف بن تاشفين سنة 500هـ، تسلم قيادة
الدولة ابنه علي، وفي عهده بدأ يلمع نجم محمد بن عبد الله بن تومرت
الصنهاجي، الذي توجه إلى المشرق، وتنقل بين المدن والعواصم كالقاهرة ومكة
وبغداد، وظهر منه خلال تجواله الزهد والاشتغال بالعلم، والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، فذاع صيته، وتجمع حوله خلق كبير، وكان وضع معظم بلدان
العالم الإسلامي في مطلع القرن السادس الهجري مضطرباً، فالخلافة العباسية
بالمشرق دبّ فيها الضعف، ودولة العبيديين الفاطميين بمصر كرهها الناس بسبب
غلو حكامها المنتمين للإسماعيلية، وأعمالها العدائية ضد الإسلام
والمسلمين([4]) .
فكر ابن تومرت
أما دعوة ابن تومرت، فقد كان يشوبها
اتجاهات فكرية منحرفة، مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، فقد وافق الروافض
في مسألة الإمامة، إذ قال في كتابه (أعز ما يطلب) أنه لا يصح قيام الحق في
الدنيا إلاّ بوجوب الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، وأنه ما من
زمان إلاّ وفيه إمام لله قائم بالحق. كما وافق الروافض في القول بعصمة
الإمام([5]).
وكذلك تأثر ابن تومرت بمذهب المعتزلة، في نفي الصفات عن
الله سبحانه وتعالى، ولهذا سمّى أصحابه بالموحدين، لأنهم في رأيه هم الذي
يوحدون الله حقاً لنفيهم الصفات، كما نهج ابن تومرت نهج الأشاعرة في تأويل
بعض صفات الله سبحانه وتعالى([6]) وفي دعوته السرية بين الناس كما عدّه
شيخ الإسلام ابن تيمية من "أتباع الجهمية"([7]) .
أضاف ابن تومرت إلى تلك الانحرافات، فكرتين فاسدتين، هما:
1ـ ادّعاؤه العصمة، حتى كان أصحابه يلقبونه بـ "المعصوم"، ولكي يؤصّل هذا الادّعاء في نفوس أصحابه، ألف لهم كتابه (أعز ما يطلب).

ادّعاؤه أنه المهدي المنتظر الذي وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بخروجه
ليملأ الدنيا عدلاً، وقد قال في خطبته حينما بايعه أصحابه إماماً للموحدين
سنة 515هـ: "الحمد الله الفعّال لما يريد، القاضي بما يشاء، لا رادّ
لأمره، ولا معقب لحكمه، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالمهدى الذي
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، يبعثه الله إذا نسخ الحق
بالباطل، وأزيل العدل بالجوار، مكانه بالمغرب الأقصى، واسمه اسم النبي،
ونسبه نسب النبي...".
وقد كذب ابن تومرت على النبي صلى الله عليه وسلم
عندما ادّعى أن النبي حدّد مكان خروج المهدي، كما كذب ابن تومرت عندما
ادّعى النسب القرشي، وأنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من
قبيلة هرغة، إحدى قبائل المصامدة أو المصمودية البربرية، وكان يعرف بمحمد
بن تومرت الهرغي، وكان المؤرخ محمد عبد الله عنان يرى أن هذا الادعاء ما
هو إلاّ نحلة باطلة، وثوب مستعار، قصد من ورائها ابن تومرت أن يدعم بها
صفة المهدي التي انتحلها أيضاً شعاراً لإمامته ورياسته([8]) .
يقول
شيخ الإسلام ابن تيمية: "وممن ادّعى أنه المهدي: ابن التومرت... وكان يقال
له في خطبهم (الإمام المعصوم) و (المهدي المعلوم)... وهذا ادّعى أنه من
ولد الحسن دون الحسين، فإنه لم يكن رافضياً، وكان له من الخبرة بالحديث ما
ادّعى به دعوى تطابق الحديث. وقد علم بالاضطرار أنه ليس هو الذي ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم"([9]) .
وأخذ ابن تومرت يجوب البلاد، ويكسب
المزيد من الأنصار، وفي سنة 505هـ، عاد إلى المغرب، وظل يتنقل لمدة عشر
سنوات بين مدن وأقاليم المغرب الأقصى، لعرض دعوته على الناس، ولم يكن في
بادئ الأمر يظهرها للناس صراحة بسبب ما يشوبها من انحراف، لهذا انتحل صفة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر أحد تلاميذه، وهو أبو بكر البيذق،
أن شيخه نهج هذا الأسلوب في بادئ الأمر، وأنه كان إذا خشي بطش الناس خلط
في كلامه، حتى يظن الناس أنه مجنون([10]) .

وبهذه الأفكار، وهذه
الأساليب الملتوية، غدا ابن تومرت خطراً يهدد دولة المرابطين، فاستدعاه
السلطان علي بن يوسف بن تاشفين ليتبين حقيقة دعوته، فادّعى ابن تومرت أنه
يريد الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعقد السلطان بينه وبين
الفقهاء مناظرة ليتبين حقيقة الأمر، فأخذ ابن تومرت بالوعظ والإنكار،
فتأكد الفقهاء والعلماء، وعلى رأسهم الشيخ مالك بن وهيب، من مراد ابن
تومرت، وأنه يخطط لأمر ما، وأنه يريد الرئاسة، فاقترحوا على السلطان بأن
يسجنه ومن معه، خوفاً من إثارة الفتن.
وكان مما قيل للسلطان يومها أن
يسجن هؤلاء النفر، وينفق عليهم كل يوم ديناراً وإلاّ سوف ينفق عليهم جميع
بيت المال([11])، إن هو تركهم على حالهم، لكن وزير السلطان شفع في ابن
تومرت، وهوّن عليه الأمر، فاكتفى السلطان علي بن يوسف بإخراج ابن تومرت من
مراكش ولم يسجنه. وهكذا تتكرر الشفقة على المفسدين باسم الورع فتكون
العاقبة وخيمة على الإسلام وأهله!
يقول د. مؤنس في وصفه لترحال ابن
تومرت: "بعد ذلك نجد محمد بن تومرت يخترق المغرب الأقصى من شماله لجنوبه
يحيط لترحال ابن تومرت: "بعد ذلك نجد محمد بن تومرت يخترق المغرب الأقصى
من شماله لجنوبه يحيط به أتباعه، وعلى رأسهم عبد المؤمن بن علي، زاعماً
أنه آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، مهاجماً ما ادّعى أنه مخالفات
المرابطين للدين، رغم ما نعرف من أن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين،
ثاني أمراء المرابطين، كان من أصلح الحكام وأشدهم تمسكاً بالدين، ولكن
محمد بن تومرت كان في الحقيقة داعية سياسياً مصمودياً (نسبة إلى قبيلته)،
يسعى إلى توحيد صفوف قبائل مصمودة وحفزها على التخلص من سلطان صنهاجة
(قبيلة المرابطين)، والتغلب عليها، وإقامة دولة مصمودية مكانها"([12]).
ثم
تتوالى الأحداث، وكان ابن تومرت قد تعرّف على عبد المؤمن بن علي الكرمي،
الذي سيصبح أميراً للموحدين بعد وفاة ابن تومرت. فبدآ بالتحشيد ضد
المرابطين وبدعوة الناس إلى قتالهم، واعتبارهم كفّاراً، وبعد خروج ابن
تومرت طريداً من مراكش، أدرك الخطر الذي قد يصاب به من المرابطين، خاصة أن
دعوته خرجت من إطار السريّة والمراوغة، ووصلت إلى مرحلة الظهور والجهر
بالأهداف، وبدأ يشن ابن تومرت الهجوم تلو الهجوم على دولة المرابطين، حتى
موته سنة 522هـ، ليكمل خليفته عبد المؤمن المهمة، ويتمكن بعد سنوات قليلة
من القضاء على المرابطين وقتل آخر سلاطينهم، إسحاق بن علي بن يوسف، وغدت
دولة الموحدين شرّاً مستطيراً بعد أن كان لجمها في متناول يد السلطان علي
بن يوسف، لكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وهكذا تتكرر هذه المأساة
دوماً حين لا يتعظ اللاحق بالسابق ، فليس كل من أظهر الأمر بالمعروف صادق
، والعاقل من يستشرف الأمور ويربط القرائن ، فلقد حذر العلماء من ابن
تومرت وخطره على الدين والدنيا ، لكن الوزير بجهله هون أمر ابن تومرت ،
فضاع الدين والدنيا .
ونحن في زمان كثر فيه أمثال ابن تومرت أشخاصاً أو
جماعات وأحزاب ، فهل يقوم أهل العلم بواجب كشفهم ، وهل يقوم أهل الحكم
بواجب ردعهم قبل فوات الأوان ؟؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
ابن تومرت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: علوم ومعلومات عامة-
انتقل الى: