مقدمة:
أن
الإنسان في أي مرحلة من مراحل تاريخه لم يكن بعيدا عما يمكن اعتباره
ممارسة لعملية التفكير واستخدامه في التغلب علي مشكلات الواقع الذي كان
يعيش فيه, وبمرور
الزمن استطاع بالفطرة والخبرة أن يصل تدريجيا إلي قدر من المعرفة العقلية
أو العلمية التي أفاد منها في التمييز بين الموجودات وتطويعها لخدمة
أغراضه ومصالحه فهو عندما اهتدي إلي إيقاد النار من تطاير الشرر الذي
يحدثه احتكاك الأحجار بقوة نجده قد استخدم هذه النار للدفء ولطهو الطعام
ولإنارة الكهوف التي سكنها.
بالرغم أن هذا النوع من التفكير من تلك المرحلة البدائية كان ساذجا وعفويا ومشوبا بالأوهام والخرافات, لكنه
كان ضروريا لمساعدة الإنسان علي تفسير الظواهر التي يراها ويتعامل معها
بعد أن لاحظ تجانس العالم من حوله واسترعي انتباهه تواتر الظواهر الطبيعية
أمام عينيه. فكان مثلا يري أنه بحاجة إلي تفسير الحركة والحياة في الاشياء, وهداه خياله البدائي إلي أن يعزي الحركة إلي أرواح أو آلهة تجعل الشيء متحركا, ولذلك كان طبيعيا أن تتعدد الآلهة بالنسبة للإنسان البدائي بتعدد ظواهر الطبيعية, إذ لم يكن قادرا علي أن يفرق بين الحركة والحياة .
فكل ما هو متحرك أمام ناظريه, كالشمس والكواكب والرياح والمياه والصخور المتساقطة من أعلي الجبل, يعتبر في رأيه حيا, ومادام حيا فهو ذو نفس, والنفس لاتتلاشي أثناء النوم ولابعد الوفاة ـ حسبما كان يعتقد ـ فهي إذن من طبيعة علوية أو إلهية،
ومن هنا نشأ الدين الوثني في المجتمعات البدائية ليؤدي مهمة عقلية تتفق
ومستوي تفكير الإنسان البدائي للإجابة علي كل ما يستعصي عليه فهمه من
مظاهر الكون .
لكن الإنسان تكونت لديه بعض المعارف والتصورات عن ظواهر الطبيعة المرتبطة بحياته وحاجاته واستطاع أن يرقي إلي حد المعرفة الحقيقية, فتوصل إلي عجز الأوثان عن تقديم حلول مقنعة يقبلها عقله, وكشف وراء الفوضى غير المفهومة نظـاما وانسجاما في الكون وأدي ذلك إلي رفض القول بنزوات الآلهة وتعددها.. وإلي
الاتجاه نحو الوحدانية ، وانبثقت الفلسفة في تفكيره للتعبير عن شعور العقل
بعد ارتقائه بالقدرة علي تقديم إجابات وحلول مقنعة لمشكلات الوجود والفكر. وبعد أن كثرت المعلومات وتشعبت الموضوعات التي خاض فيها الفلاسفة, استقل كل موضوع بمجاله متخذا صورة العلم, واتخذ كل فرع من فروع المعرفة البشرية اتجاها مميزا له موضوعه ومنهجه وغايته. وعلي هذا النحو نشأت الفلسفة لتنظر إلي الكلي المعقول فيما وراء الجزئيات المحسوسة, ونشأت العلوم مع الفلسفة لتلبية حاجة الإنسان إلي الارتباط بالواقع, باعتباره موضوع النشاط الإنساني اليومي ومصدر كل ضروريات الحياة البشرية, وتبلورت
من هذه المعارف وتطبيقاتها مقومات الحضارات التي شرع الإنسان في تشييدها
علي مراحل متعاقبة تتناسب ومستوي الاستيعاب المعرفي والتقني للعلوم في
المرحلة التي تبلغها من تطورها.
فالفلسفة
تعتبر عند القدماء محوراً لكافة العلوم الحقيقية أو المعارف العقلية، مما
يرتبط بالطبيعة أو ماوراء الطبيعة منها، كالطبيعيات والرياضيات والالهيات،
فانتظمت في إطارها تمام المعارف. وان
الأمثلة لعديدة إذ يمكن العودة بها الى بدايات الفلسفة الطبيعية الأولى في
اليونان القديم عندما كان التأمل الفلسفي يشكل عاملا أساسيا في بناء
التصورات العلمية.
الفَلـْسَفَةُ
حقل للبحث والتفكير يسعى إلى فهم غوامض الوجود والواقع، كما يحاول أن
يكتشف ماهية الحقيقة والمعرفة، وأن يدرك ماله قيمة أساسية وأهمية عُُظمى
في الحياة. كذلك تنظر الفلسفة في العلاقات القائمة بين الإنسان والطبيعة، وبين الفرد والمجتمع. والفلسفة نابعة من التعجّب وحب الاستطلاع والرغبة في المعرفة والفهم. بل هي عملية تشمل التحليل والنقد والتفسير والتأمل.
أما المعرفة
هي عبارة عن مجموعة المعانى والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتصورات
الفكرية التى تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر
والأشياء المحيطة به.
إن مفهوم المعرفة ليس مرادفاً لمفهوم العلم. فالمعرفة أوسع حدوداً ومدلولاً وأكثر شمولاً وامتداداً من العلم. لأن المعرفة فى شمولها تتضمن معارف علمية ومعارف غير علمية. والتفرقة بين هذين النوعين تقوم على قواعد المنهج وأساليب التفكير التي تتبع في تحصيل المعارف. فإذا ما اتبع الباحث قواعد المنهج العلمى فى التعرف على الأشياء، والكشف عن الظواهر، فان المعرفة حينئذ تصبحعلمية.
تعريف العلم بأنه "المعرفة المصنفة التي تم الوصول إليها بإتباع قواعد المنهج العلمي الصحيح، مصاغة في قوانين عامة للظواهر الفردية المتفرقة".
نظرية المعرفة:
يدور
البحث في نظرية المعرفة حول منابع التصورات والتصديقات في الذهن البشري،
وقيمة هذه المعارف ومدى مطابقتها للواقع وكشفها عن الحقيقة، وطبيعة هذه
المعرفة وحقيقتها، وحدودها، وهل بامكانها تجاوز دائرة ماهو محسوس والتعرف
على ما وراء الطبيعة؟
وعلى هذا تدرس في نظرية المعرفة المسائل التالية
:
أ ـ مصدر المعرفة
.
ب ـ قيمة المعرفة
.
ج ـ طبيعة المعرفة
.
د ـ حدود المعرفة
.
نظرية المعرفة: هدفها
تحديد طبيعة المعرفة وأساسها ومجالها، كما تستكشف الطرائق المختلفة
المؤدية إلى المعرفة وجوهر الحقيقة والعلاقات بين المعرفة والإيمان. إن نظرية المعرفة تطرح أمثال الأسئلة الآتية: ما
العلامات الدالة على المعرفة الصادقة من أجل تمييزها عن المعرفة الكاذبة؟
ما الحقيقة، وكيف يمكن أن نعرف الصواب والخطأ؟ هل هناك أنواع مختلفة من
المعرفة؟ وهل لكل واحدة منها حُجج وخصائص؟
كثيرًا ما يميز الفلاسفة بين نوعين من المعرفة: القَبْلية، والتجريبية. نتوصل
إلى المعرفة القبلية بالتفكير من غير أن نستعين بالتجربة، مثلا، نعرف أن
الدقيقة تشتمل على ستين ثانية، عن طريق تعلمنا لمعنى كل من العبارتين. بالطريقة نفسها نعرف أن الساعة فيها أيضًا ستون دقيقة، ومن هاتين المسألتين نستنتج أن الساعة تشتمل على 3,600 ثانية، ونتوصل إلى هذا الاستنتاج بمجرد عملية فكرية. أما المعرفة التجريبية فنكتسبها من الملاحظة والتجربة. مثلاً، نعرف بالملاحظة كم مفتاحا في الآلة الكاتبة؟ كما نعرف بالتجربة أيّ المفاتيح يطبع أي حرف؟
يعد ديكارت رائد الفلسفة العقلانية في العصر الحديث، وكان في الوقت نفسه رياضياً ممتازاً حيث ابتكر الهندسة التحليلية .
يرى بعض الباحثين ان الكوجيتو الديكارتي (انا افكر فانا اذن موجود) هو نقطة بداية الوعي الأوروبي العقلاني الحديث .
استهدفت فلسفة ديكارت تحقيق ثلاثة أمور:1. إيجاد علم يقيني فيه من اليقين بقدر ما في العلوم الرياضية، بدلاً من العلم الموروث من الفلسفة المدرسية.
2. تطبيق هذا العلم اليقيني تطبيقاً عملياً يمكّن الناس (من ان يصيروا بمثابة سادة ومالكين للطبيعة) .
3. تحديد العلاقة بين هذا العلم وبين الموجود الأعلى أي الله، وذلك بايجاد ميتافيزيقا تتكفل بحل المشاكل القائمة بين الدين والعلم .
وتتحقق هذه الغايات بإيجاد منهج علمي دقيق، وهذا ما عرضه ديكارت في كتابه: (مقال في المنهج) و(قواعد لهداية العقل) .
أنواع المعرفة
يمكن تقسيم المعرفة إلى ثلاثة أنواع
:
1.المعرفة الحسية التجريبية.
2.المعرفة الفلسفية.
3.المعرفة العلمية.
أولا: المعرفة
الحسيةيطلق هذا الاسم على المعرفة التى تقتصر على مجرد ملاحظة الظواهر
ملاحظة بسيطة تقف عند مستوى الإدراك الحسى العادى دون أن تتجه إلى إيجاد
الصلات أو تسعى إلى إدراك العلاقات القائمة بين الظواهر، مثلماً ينظر
الرجل العادى البسيط إلى الكون، فيرى الليل والنهار يتعاقبان، وهما غير
متساويين، بل يختلفان فى الطول والقصر، وفى الحرارة والبرودة.
ثانيا: المعرفة
الفلسفيةتعتبر المعرفة الفلسفية المرحلة الثانية من مراحل التفكير
الإنساني فوراء الأمور الواقعية المكتسبة بالملاحظة تأتى مسائل أعم،
ومطالب أبعد تعالج بالعقل وحده وتتناول الفلسفة هذه المسائل بالدراسة
والبحث، ولا تقتصر على العالم الطبيعى وحده، بل ترتقى إلى عالم
الميتافيزيقى أى بحث ما بعد الطبيعة. فتبحث عن الوجود بالإجمال وعلته، وعن صفات الموجد، وكثير من المسائل التي تتصل بمعرفة الله، واثبات وجوده. ومسائل
الفلسفة يتعذر الرجوع فيها إلى الواقع، وحسمها بالتجربة، فيجتهد الفلاسفة
في حلها كل على قدر طاقته، وتبعاً لمزاجه ومواهبه ونشأته وحسب المنهج الذى
يتبعه.
وتختلف
المناهج بحسب الفلاسفة أنفسهم ، فعند فلاسفة الهند يلاحظ أن منهجهم
الفلسفى هو التأمل، فهم ينعطفون على أنفسهم لالتماس الحقيقة الكبرى في
داخلها ، أما منهج اليونانيين فكان عقلياً، وقد انتهى عند أرسطو ليكون هو
القياس المنطقي وظل القياس الأرسطوطاليس "الصوري" هو المنهج المتبع في التفكير الفلسفى أكثر من عشرين قرناً. والبحث الفلسفي لا يهتم بالجزئيات، وإنما بالمبادئ الكلية كما يحاول تفسير الأشياء بالرجوع إلى عللها ومبادئها الأولي.
ثالثا: المعرفة العلميةتقوم المعرفة العلمية على الأسلوب الاستقرائي Induction الذي يعتمد على الملاحظة المنظمة للظواهر، وفرض الفروض وإجراء التجارب وجمع البيانات وتحليلها للتحقق من صحة الفروض أو عدم صحتها. ولا
يقف العلم عند المفردات الجزئية التى يتعرض لبحثها بل يحاول الكشف عن
القوانين والنظريات العامة التي تربط بين هذه المفردات بعضها ببعض، والتى
تمكن من التنبؤ بما يحدث للظواهر المختلفة تحت ظروف معينة.
والاستقراء نوعان: أحدهما تام Complete، والأخر ناقص Incomplete. وفى الاستقراء التام يقوم الباحث بملاحظة جميع مفردات الظاهرة التي يبحثها ويكون حكمه الكلى مجرد تلخيص للأحكام التي يصدرها على مفردات البحث. وقد
يكون من هذا القبيل ما فعله عالم الفلك الألماني كبلر حينما وضع قانونه
القائل بأن جميع الكواكب تدور حول الشمس فى مدار بيضاوى الشكل، فهو لم يضع
هذا القانون، إلا بعد ان أحصى الكواكب السيارة جميعاً بما فيها الأرض
والمريخ وزحل وعطارد، والزهرة ... الخ . فتحقق من أن كلاً منها على حده يدور فى مدار بيضاوى الشكل. وواضح
أن هذا النوع من الاستقراء لا يضيف معرفة جديدة، ولا يفيد بالانتقال
بالنتائج والأحكام من المعلوم إلى المجهول لأن جميع الحالات خضعت للملاحظة
وأصبحت معلومة ، ويرى بيكون أن نتائج هذا النوع من الاستقراء عرضة للخطر
متى وجدت حالة جزئية واحدة مضادة لها.
أما
الاستقراء الناقص يكتفي الباحث بدراسة بعض النماذج، ثم يحاول الكشف عن
القوانين العامة التي تخضع لها جميع الحالات المتشابهة، والتي لم تدخل في
نطاق بحثه ، وبفضل هذه القوانين يستطيع الباحث أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث
للحالات المتشابهة والتي لم تدخل في دائرة بحثه، وأن ينتقل بأحكامه من
الحالات المعلومة إلى الحالات المجهولة.
هل تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة الفلسفية ؟
تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة الفلسفة فيما يلي:
المسائل
العلمية محسوسة ملموسة يمكن الرجوع فيها إلى الواقع وحسمها بالتجربة،
بخلاف مسائل الفلسفة التي تتصف بأنها مجردة لا يمكن إخضاعها للتجربة.
تتميز المعرفة العلمية بأنها موضوعية Objective فالباحث
العلمى يتناول الظواهر والأشياء كما هى وفى حالاتها الراهنة، كما أنه
حينما يدرس الظاهرة يوجه عنايته إلى موضوع البحث دون التأثر بأفكاره
ومعتقداته التى كونها من قبل حتى يستطيع أن يرى الأشياء على حقيقتها لا
كما يود هو أن يراها. وهو يعمل على استخلاص القوانين من الوقائع المشاهدة دون أن يهتم بأن تكون هذه القوانين أو الوقائع حسنة أو قبيحة، خيراً أو شراً. أما
الفلسفة، فإنها تخضع الأشياء لمعايير ذاتية، وتضيف المعانى الأخلاقية
والفنية إلى الحقائق العلمية، وتضفى عليها معنى إنسانياً، ولذا يمكن وصفها
بأنها شخصية، إنسانية، ذاتية.
يستعين
العالم فى بحثه بالحقائق والنتائج التى وصل إليها العلماء السابقون له فى
ميدان بحثه، أما الفيلسوف فإنه يتمكن من إقامة دعائم مذهبه الفلسفى دون
الاستعانة بالنتائج التى وصل إليها الفلاسفة السابقون.
الأسلوب
الاستقرائي عن الأسلوب القياسى يختلف الأسلوب الاستقرائى عن الأسلوب
القياسى فى البحث؛ فى أن الاستقراء يبدأ بالجزئيات ليتوصل إلى القوانين،
أما القياسى فإنه يبدأ بالقوانين ليستمد منها الحقائق الجزئية. ولكن: ليس بوسع العلم أن يستغنى عن القياس بالاستقراء. فبالاستقراء
يتوصل العلم إلى القضايا العامة، وعن طريق القياس يستطع العلم أن يتحقق من
صدق القوانين العامة باختبارها على حالات جزئية لم تتناولها الملاحظة من
قبل. والقياس والاستقراء يقطعان طريقاً واحداً إلى المعرفة ولكن فى اتجاه مضاد. وذلك إذا كان الطريق مجهولاً ولم يطرق من قبل. فإن
العقل يفضل أن يقطع هذا الطريق فى اتجاه الاستقراء، بمعنى أنه يبدأ من
ملاحظة الظواهر متجهاً نحو الفروض للوصول إلى القوانين العامة. أما إذا كان الطريق معروفاً، فإن العقل يستطيع أن يرتكز على القوانين العامة، ويهبط منها إلى الحقائق الجزئية.
إنه
العقل هو الذي أثبت أن الأرض تدور حول الشمس، وإن كانت تدور قبل إثباته
ذلك، وهو نفسه العقل الذي آمن بهذه الحقيقة، قبل أن يُثبت العقل ذلك، كانت
الأرض تدور نعم لكنها لم تكُن حقيقةً مُدركة، إذاً لتصبح الحقيقة تامَّة،
يجب أن يكون الشيء موجودٌ أولاً، وأن نُدركهذا الوجود ثانياً، وهذا ليس دليل على قصور العقل، بل دليل أهميته المطلقة في هذه الحياة .
تناولت الفلسفة عبر عصورها الممتدة _ بدءاً بنشأتها الى عصرنا الراهن _ مسائل
كثيرة، استوعبت فيها تمام المعارف البشرية، وان استقلت منها بعض المعارف
والعلوم منذ عصر النهضة في أوروبا، ومن أبرز القضايا التي انبسط عليها
البحث الفلسفي منها نظرية المعرفة
من خصائص الفلسفة أن السؤال: ما الفلسفة؟ هو في حد ذاته سؤال فلسفي، لكن السؤال: ما الفن؟ ليس سؤالاً فنيًا بل سؤال فلسفي. نفس الشيء يقال عن الأسئلة الأخرى مثل: ما التاريخ؟ و ما القانون؟ فكل واحد منهما سؤال فلسفي. لذلك فأمثال هذه الأسئلة تنطبق على فلسفة التربية وفلسفة التاريخ وفلسفة القانون وغير ذلك من ميادين العلوم. إن كل واحد من هذه الميادين، يحاول أن يحدد الأسس والمقولات الجوهرية والمناهج الصالحة لمؤسسة ما أو لقطاع خاص من الدراسة. لذلك توجد علاقة قوية بين الفلسفة والميادين الأخرى من النشاط. وهذا ما يتضح بالنظر في اثنين من الميادين: 1- الفلسفة والعلم. 2- الفلسفة والدين.
الفلسفة والعلم
"الفلسفة هي نظرة شاملة للكون" ، وأن الفلسفة "علم" والعلم يأخذ بالقوانين وبالمحسوس على مبدأ 1+1=2 ، بناءً عليه فإنني لا يمكن- علمياً- أن أؤمن أن الإنسان قد وُجد على قاعدة "آدم وحواء" في نفس الوقت الذي لا يمكن أن أؤمن أن الإنسان قد أتى "من تفاعلٍما" أوجد المادة الأولى والخلية الأولى...الخ ، حيث أن كلاهما ما زال في مجال "التوقُّع" وليس في مجال "المُثبت" علمياً، ولكن وبنفس الوقت أؤمن أن الإنسان قد أتى بالتطور ( الحلقات التي أثبتت علمياً، بدءاً من الهوموإريكتوس إلى الهومو ساباين، فالإنسان العاقل فالإنسان الحالي) .
إن الفلسفة هي عطاء العقل بأوجه نشاطه عن الكون والحياة، وان الصلة بين الفلسفة والعلم بدأت منذ كتاب بيكون (الآداب الجديدة) الذي هدم فيه الفلسفة اليونانية, قبل ذلك كانت العلاقة مظلمة وظلت كذلك حتى القرن ال16 حتى جاء بيكون وهاجم الفلسفة اليونانية وقال: انها تقوم على الثرثرة وليست الابداع.
انه
في القرون الوسطى كانت الكنيسة تحكم في الغرب ولأن الديانة المسيحية ليس
بها شيء عن الكون فقد تبنت الكنيسة الرأي اليوناني في مركزية الكون ودوران
الكواكب، وجاء بيكون وهاجم هذه الفلسفة واتبع كتابه الأول بكتاب آخر
عنوانه (أطلانطا الجديدة) حيث
تخيل رحلة قام بها مجموعة أفراد في المحيط ووصلوا إلى جزيرة اسماها
أطلانطس يحكمها رجل على درجة كبيرة من الحكمة والرشاد وفي كتابه هذا جاء
بصورة مغايرة عن الفكر اليوناني السائد حينذاك.
وفي القرن ال19 جاء
كويرنيكوس فوجد أن الخطأ نشأ من افتراض مركزية الأرض للكون وتوصل إلى ان
كوكب الشمس هو الأولى ان يكون المركز وكان كوبرنيكوس يعلم مدى تعارض ذلك
مع الكنيسة الكاثوليكية فلم يخرج بأبحاثه الا في أيامه الأخيرة وقد استطاع
كشف أربعة توابع تدور حول كوكب المشتري وهذا ما كشفه جاليليو في مرصده.
ثم
جاء بعد ذلك نيوتن بقوانيه الثلاثة وهذه القوانين حملت دلالة فلسفية
لتأثيرها على الإنسان وتصوره للحياة مثل القانون الأول الذي يقول لكل جسم
يبقى على حركته أو سكونه ما لم يؤثر عليه جسم غريب: هذا
التصور في الكون والذي تأثر به الفكر الفلسفي في أوروبا نشأ عنه المذهب
المادي والوضعي، وصار العلم يهتم بالإجابة على سؤال كيف؟ وليس لماذا؟ وصار
الكون في نظرهم آلة فصارت القطيعة بين العلم والدين، والعلم والفلسفة ،
ولكن
لحسن الحظ انه في أوائل القرن وجدت أمور منها كشف الوحدة الأولى الذرة
وأضافت معرفة أساسية للانسان ووجدوا ان كل قوانين الفيزيقاء لا تنطبق على
الظواهر الذرية بل وتتعارض كلية فوقع العلماء في حيرة، وثبت انه في العلم
الطبيعي ليس هناك شيئ مقدس وقد بدأ هذا الأمر بفرض جريء وضعه عالم ألماني
ماكسيلان وأنشأ علم آلية الكم ثم جاءت بعد ذلك نظرية التمدد وصعوبة التحكم
في نقل اليكترون على سطح أو شاشة حيث وجدوا ان الاليكترون يتغير سلوكه
ويتحول الى شيء موضوعي، وهذا يؤدي بنا الى القول ان هناك كائن يراقب
الحركة وبمجرد وجوده يتحول الاليكترون الى جسم موضوعي وعلى هذا فهناك من
يراقب الكون بأكمله ويحوله الى وجود موضوعي ولعلنا هنا نعرف الصلة بين
العلم والفلسفة في النظر الى الحياة.
لذلك
يمكن القول بأن العلوم انتهت نهاية فلسفية، وان النهضة الفلسفية بدأت
عندما تم استبعاد كلمة قال ارسطو واستبعاد الترجمات اليونانية، ويبقى أن
كل النظريات العلمية ليس بينها نظرية قاطعة والنظرية الموجودة هي نظرية
الاحتمالات .
في
تعليق للكاتب الكبير أنيس منصور في قوله أن النظريات العلمية ليس بها
نظرية قاطعة فكل شيء محتمل، وقال أنيس منصور انه لم يعد هناك وجود لمذهب
فلسفي
وإنما يوجد اجتهادات أفراد فمن الصعب على فرد واحد أن يلم
بظواهر كثيرة فأنا عقلي مثل كفي لا استطيع قياس الهواء أو السماء باليد
وهكذا العقل.
وكل اجتهاد يبقى افتراضا قابلا للخطأ ومحتملا لكن لا نستطيع التسليم به يقينا وتاريخ النظريات والفلسفات يؤكد ذلك.
ان العلم يدرس الظواهر الطبيعية والظواهر الاجتماعية. لكن العلم لا يدرس العلم في حد ذاته. وعندما يفكر العلم في ذاته، فإنه يتحول إلى ما يسمى فلسفة العلم التي تتناول عددًا من المسائل الفلسفية من بينها: ما العلم؟ ما المنهج العلمي؟ هل الحقيقة العلمية تطلعنا على حقيقة العالم والواقع؟ وما قيمة العلم؟فلسفة العلم
تعريف
لفلسفة العلم من منطلق أعم، يشير فيه إلى تنوع المنطلقات النظرية وأسسها
المعرفية، فالفكر البشري ينقسم بشأن العقل إلى أكثر من تيار ومدرسة، فهناك
النزعة النسبية والنزعة الحتمية والنزعة التفكيكية والنزعة التجريبية،
علاوة على أن هذه النظريات تعمم استعمالات شتى، فهناك من يقوم على
الاستنباط وهناك من يقوم على الاستقراء.. أو من يعتمد النتائج من منطلق الصلاحية أو عن طريق الإثبات والصحة فحسب...
ينتقل
بعد ذلك الباحث ليرى أن فلسفة العلم موزعة بدورها بين العديد من التيارات،
بحيث هناك من ينطلق في تحليله من النزعة الواقعية التي تحاول إعادة إنتاج
للعالم في قوالب ومنطلقات حسابية ورياضية، وهناك من يفضل منطلقات النزعة
الموضوعية التي تقوم آلياتها على منطق الملاحظة والرصد بمعزل عن أي رؤية
ذاتية. وعلى طرف نقيض هناك منهج النزعة التركيبية للظواهر والأشياء والعوالم الذي يسود اليوم. وذكر بأن طريق العلم تأرجح دائما منذ جاكوبي (1832) وجوزيف
فوريي بين المصلحة العامة ورد الاعتبار للعقل الإنساني، فمن سمات هذا
العقل أنه ينجز التراكم المبني على التطوير والابتكار وتصحيح العثرات. غير إن البعض يفسر ذلك بقصور العلم، مما يدفع البعض لاتهام العلم والمعرفة العلمية بالقصور والضعف. وهو
بذلك غير مدرك لسمة أساسية من سمات العلم أن العلم متحرك وغير ثابت، وهذه
الحركة الدؤوبة يجب فهما أنها دلالة قوة وتجدد لا دلالة ضعف وقصور.
والذي
يعنينا من هذا كله أن التنظيم القائم على المعرفة العلمية والتفكير العلمي
القائم على التنظيم يتيحان أفضل تخطيط في هذا العالم المليء بالتشابك
والتعقيد. ففكرة النظام والتنظيم هما أبرز إرث استخلصه الإنسان من المعرفة العلمية لتطويع هذا العالم والتحكم فيه. إذ
اقترنت هذه الغاية بمعرفته وسبر أغواره والتحكم فيه، فالعلم منذ فيتاغورس
غير منفصل عن هذا العالم حتى في أشد نظرياته تعقيدا، لدرجة أن هذا العالِم
كان يود أن يفكر في العالَم ويستنطقه من منطلقات رياضية وحسابية بحتة.
الصلات بين الفلسفة والعلم فتظهر بكل وضوح في ما يسمي بالإلتزام الأنثولوجي للغة العلم.
إن
المثال الأكثر أهمية للصلات بين الفلسفة وعلم الأحياءعلي سبيل المثال
نلقاه في فلسفة هيجل عن الطبيعة التي تتطور في المكان وليس الزمان،
فالنبات والحيوان لاينقلان تجاربهما ولذلك هما بدون تأريخ، وهكذا فالفعل
لايتطورهنا في الزمان. ويتمثل الإستنتاج الهيغلي في أن الطبيعة المحرومة من التأريخ هي غير عاقلة أي لا أخلاقية، كما أنها ليست حرة. ولو
كان هيغل قد وضع فلسفته بعد دارون ومندل، وخاصة بعد ربط نظرية الإرتقاء
بنظرية الوراثة في القرن العشرين، لكان قد تراجع عن فرضيته حول إنعدام
التأريخ في الطبيعة.
وتبدو
واضحة بشكل خاص علاقات الفلسفة بالرياضيات بدءا بفيثاغورس وإفلاطون عبر
ديكارت ولايبنتس وباسكال وإنتهاء براسل وهلبرت وغيرهما من المعاصرين .
ويكون
الموضوع الكلاسي الآخر المشترك بين الفلسفة والرياضيات هو أسلوب كينونة
الأشياء المجردة التي نلقي تمثيلها التقليدي في حقل المفردات الرياضية
وخاصة الأعداد. إن
هذا الوعي بوجود صلات بين الفلسفة والعلم يلقي تعبيرا واضحا له في أقوال
الكثيرين من ممثلي العلوم الإيجابية وخاصة الرياضية ــ الطبيعية. يقول جينز مثلا: تمتزج الفلسفة في كل حقبة بالعلم، فكل تغير أساسي في العلم لابد أن تكون له عواقب علي الفلسفة.
أما آينشتاين وإنفيلد فيجزمان في كتابهما المشترك: علي
التعميمات الفلسفية أن ترسي علي النتائج العلمية، إلا أنها حين تصاغ وتصبح
مقبولة عامة نجدها تؤثر علي التطور التالي للفكر العلمي.
أن
العلم ليس شر في حد ذاته وأن الغرب اليوم مصدر المعرفة العلمية، غير أن ما
يجب محاسبته عليه هو تخليه عن القيم الروحية والأخلاقية والسقوط في مستنقع
المادية
ما دام يعتبر أنه ليس هناك من طريق واحد في اتجاه العلم أو علما كونيا، بل يعتبر وفق النظرية التي قدمها الفيزيائي توماس كون (1922- 1996) والفيلسوف كارل بوبر (1902- 1994) وعالم الفيزياء الفوضوي بول فايربيند ( 1924- 1994)،
أن طريق العلم طريق منعرجات ومنحنيات، تارة يستقيم التوجه فتسود منطلقاته،
وتارة أخرى تهوي مسلماته وتنقلب على نفسها فاسحة المجال لأخرى تصحح وتقوم
ما بها من اعوجاج.
وهذه
الرؤية هي الأقرب لما وقع في تاريخ العلم لأن أي نظرية علمية غير كاملة،
فلقد سادت هندسة أوقليدس برهة من الزمن، غير أنها هوت على يد هندسة نيوتن
الميكانيكية التي اعتقدناها أزلية قبل أن تهوي بدورها أمام هندسة أينشتاين
النسبية...ولعل
أبرز فكرة يدافع عنها هذا الاتجاه في ظل سياق سيادة النسبية واللاحتمانية
أن الحقائق العلمية ليست مجردة كما نعتقد، بل هي مُحمّلة بعدة قيم وتنافح
عن عدة مصالح.
ويقول الله تعالى ( يَرْفَعِ اللهُ: الَّذِينَ آمَنُوا ـ مِنْكُمْ ـ ، وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ، دَرَجاتٍ وَاللهُ ـ بِما تَعْمَلُونَ ـ خَبِيرٌ ) الآية 11 سورة المجادلة .
الإنسان محدود بتكوينه المادي، ومحصور بنطاقه الكوني. والناس سواء في هاتين المحدودية والمحصورية، ولا يرتفع إنسان ـ فوق هذا المستوى ـ إلا بأحد أمرين:
1ـ
الإيمان، لأنه يربط الإنسان المحدود والمحصور، بما وراء تكوينه المادي وما
وراء نطاقه الكوني، فيتجاوز حده التكويني وحصاره الكوني، ويغدو قوياً بقوة
الله، الذي لا يوجد ـ أمامه ـ حد ولا حصار.
2ـ
العلم، لأنه يربط الإنسان المحدود والمحصور، بعمق تكوينه المادي وعمق
نطاقه الكوني، فلا يتجاوز حده التكويني وحصاره الكوني، وإنما يتجاوز جانبه
الفكري، ويبقى جانبه المادي محدوداً ومحصوراً.
الإيمان، ليس مفهوماً ميتافيزيقياً مجرداً غامضاً، وإنما هو: استيعاب فلسفة الكون والحياة والإنسان ـ بشكلها الواقعي المترابط ـ ، ومعرفة خالق الكون والحياة والإنسان، ثم: الانقياد لتلك الفلسفة... وهذه المعرفة... فالمؤمن، ليس مطلق من تعوَّد ترديد كلمة: (الله) ـ بمناسبة وبلا مناسبة ـ ، وإنما هو: الإنسان الواعي، الذي استطاع استيعاب تلك الفلسفة... وهذه المعرفة... بوضوح، ثم: انقاد لمقتضياتهما.
العلم، ليس مجرد نصوص ـ أو مفردات ـ معينة، وإنما هو: استيعاب الحياة ـ أو بعض جوانبها ـ ، ومعرفة ممارستها بالشكل السليم. فالعالم، ليس مطلق من حفظ نصوصاً ـ أو مفردات ـ ، وإنما هو: الإنسان الواعي، الذي استطاع استيعاب الحياة ـ أو بعض جوانبها ـ بوضوح، وعرف كيف يمارسها.
فالذين استوعبوا فلسفة الكون والحياة والإنسان، وعرفوا خالقها، وانسجموا مع ما استوعبوا ومع ما عرفوا... واستوعبوا الحياة، وعرفوا ممارستها... هم الذين يستطيعون تحديد: موقع كل فرد، ومنطلقه، والأسلوب الذي يوفق به للتحرك المنسجم مع إرادة الحياة.
وهؤلاء هم الذي يرفعهم الله فوق الآخرين، في الدنيا، بحاجة الناس إليهم... وفي الآخرة، بانسجامهم مع إرادة الحياة، المنبثقة من إرادة الله...
هل
يوجد القانون العلمي في الطبيعة ذاتها، أو في الذهن البشري؟ أو هما معا؟
فالقانون العلمي الذي كان عبارة عن إدراك حسي يتم عن طريق الاختزال
الذهني، فسح المجال للعلية (منطق العلية هو ملاحظة حدوث تعاقب معين وتكرار حدوثه ثم استمراره في المستقبل). غير
إنه لم يقف عند حد ذلك، بحيث يستحيل اليوم القبول بقاعدة على وجه المطلق
أو الجزم بها كليا، فالكل معرض للاحتمال وليس في وسع العلم أن يبرهن أو
يثبت شيئا على وجه المطلق ولا التكهن بالسير في اتجاه واحد أو مجرى دون آخر.
ويخلص
الباحث إلى أن العلم والنظرة الموضوعية للأشياء هي وسيلتنا الوحيدة لحل
مشكلاتنا، فالعلم أقرب طريق للإنسان نحو الموضوعية والنزاهة في الأحكام
دون تحيز أو ذاتية، وتخليصه من النظرة الشخصية للأمور. ولعل
الباحث يرى أن معالجة الأمور بالطريقة الموضوعية واستخدام آليات العلم
ستجعل الفرد يعالج ما يحيط به من مشكلات اجتماعية وفردية بنفس الأسلوب
الذي يعالج به العالم الطبيعي ما يعرض له من مشاكل، ومن دون الحاجة لأن
يتحول الجميع إلى علماء محترفين ومتخصصين.
اختلاف الفلسفة عن العلمتولّدت عن الفلسفة عدة ميادين مهمة من العلوم. ولم يكن هناك من تمييز بين العلم والفلسفة إلى نهاية القرن السابع عشر الميلادي. فعلى سبيل المثال، كانت الفيزياء تسمى الفلسفة الطبيعية. بينما كان علم النفس يشكل جزءا مما يسمى الفلسفة الخلقية. أما في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، فقد انفصل علم الاجتماع واللسانيات عن الفلسفة وصارا ميدانين متميزين من العلوم . وكان المنطق دائمًا يعتبرمن فروع الفلسفة، لكنه تطور كثيرا، حتى صار يُعد فرعًا من فروع الرياضيات التي هي من العلوم الأساسية.
الفلسفة
والعلم يختلفان من عدة وجوه، على سبيل المثال، فقد بلغ العلم الدرجة
القصوى في المعرفة الاختيارية بالنسبة للعديد من المواد، واستطاع بالتالي
أن يفصل في العديد من الخلافات حولها، عكس الفلسفة. وقد نتج عن ذلك أن الجدل كان دائمًا عن خصائص الفلسفة.
بالرغم من ذلك الا ان العلم والفلسفة يشتركان في هدف واحد مهم: فكل
منهما يسعى لاكتشاف الحقيقة، وحل المشكلات وإرضاء غريزة حب الاستطلاع، كما
أنهما يثيران المزيد من المسائل والمشكلات، بحيث يجلب كل حلٍّ معه المزيد
من المسائل والمشكلات.
استخدام العلم للفلسفات المختلفة.
الفلسفة التجريبية: تؤكد الفلسفة التجريبية على أهمية التجربة والإدراك الحسي مصدرًا للمعرفة وأساسًا لها. يُعتبر
الإنجليزي جون لوك، الذي عاش في القرن السادس عشر الميلادي أول الفلاسفة
التجريبيين الكبار، ثم جاء من بعده الأيرلندي جورج باركلي، والاسكتلندي
ديفيد هيوم، حيث توليا تطوير الفلسفة التجريبية في القرن الثامن عشر
الميلادي .
حاول لوك، في كتابه مقالة عن الفهم الإنساني الذي صدر عام (1690م)، أن يحدد منشأ المعرفة البشرية ومداها وصحتها. يقول لوك: إنه لا توجد أفكار فطرية: الأفكار المطبوعة في الإنسان قبل الولادة. ويعتقد أن الإنسان عند ولادته يكون عقله مثل الصفحة البيضاء من الورق. لذلك فالتجربة هي مصدر جميع الأفكار والمعارف .
الاكسولوجياالتي
تضم علم الأخلاق والقيم وعلم الجمال ، فالأخلاق تهتم بالعلاقات الإنسانية
بينما العلم يعرف الإنسان على الموضوع الذي لا يخضع للتقويم الأخلاقي ،
العلم هو انعكاس الواقع في وعي الناس. والعلم خاضع للتقويم الأخلاقي كأي نشاط إنساني فالأخلاق تقوم النشاط العلمي وتقويه. فمنجزات
العلم يمكن أن تستخدم لخير الإنسان أو لتدميره، إن استخدام منجزات العلم
لضرب هيروشيما وناغازاكي اليابانية واستخدامه في ضرب حلبجه الكردية
للإبادة الجماعية هي أعمال غير أخلاقية وتثير الضمير الإنساني.
يخضع العلم لنوعين من القوانين الاخلاقية :
1- قانون الصراع المدمروله سلوك أخلاقي يتوافق معه
2- قـانون الصراع البناءوله سلوك أخلاقي يتوافق معه