إطلاق مجس الفضاء «جيونو» لاكتشاف أسرار جديدة عن كوكب المشتري

طلقت
وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» NASA الاسبوع الفائت المجس «جيونو» Juno
Probe، ومن المتوقع وصوله إلى كوكب المشتري سنة 2016 إن شاء الله.

عندما
نرصد كوكب المشتري من خلال أي تلسكوب بغض النظر عن حجمه وقوة تكبيره،
نشاهد قرص المشتري بوضوح ونرى أحزمة داكنة متوازية تقريبا مع خط استواء
الكوكب، وهذه الأحزمة هي عبارة عن غازات كثيفة جدا تغطي سطح الكوكب لذلك
فان سطح المشتري لا زال خفيا عن علماء الفلك وهو سر من أسرار الكوكب حتى
الآن، ولهذا السبب قررت «ناسا» إطلاق المجس «جيونو» للكشف عن هذه الأسرار
والإجابة عن سؤال لطالما طرحه الفلكيون على أنفسهم وهو: ماذا يوجد داخل
المشتري؟

يقول الفلكي «سكوت بولتون» Scott Bolton المحقق الرئيس
لمشروع المجس «جيونو» والباحث في معهد الجنوب الغربي للأبحاث في سان
انطونيو بولاية تكساس قال: إن معرفتنا عن المشتري لا تزال تشبه معرفتنا عن
القشرة نسبة إلى حبة التفاح، والمجس الفضائي «غاليليو» Galileo Probe الذي
غاص في أعماق كوكب المشتري سنة 1995 لم يتمكن من دراسة سوى 0,2 % من نصف
قطر الكوكب.

هنالك العديد من التساؤلات يسعى علماء الفلك للبحث عن
إجابة من خلال المجس «جيونو» وهو إلى أي عمق تغطس «البقعة الحمراء»
Jupiter›s Red Spot في كوكب المشتري؟ والى متى يستمر وجود المياه في
الغلاف الغازي للكوكب؟ وما هي المادة الأساسية التي تشكل نواة كوكب
المشتري؟

يوضح «بولتون» أن المجس سيقترب على مسافة 5 آلاف كيلو متر
فقط من القسم العلوي من الغلاف الغازي للكوكب، ويستمر لمدة عام كامل في
مسح جميع خطوط الطول والعرض لكوكب المشتري، وهي مهمة لم يقم بها أي من
المجسات السابقة التي زارت المشتري، وتكون النتيجة رسم خريطة جيدة وواضحة
لسطح الكوكب، وهذا يساعد على تفهم حقيقة باطن الكوكب.

يتكون
المشتري بشكل رئيس من غاز الهيدروجين، ونظرا للضغط الشديد الذي يقع على
طبقات الكوكب الداخلية بسبب ضخامة الكوكب وحرارته المرتفعة، فانه يتحول
إلى حالة تعرف «بالهيدروجين المعدني السائل» liquid metallic hydrogen وهو
يشبه الزئبق في ميزان الحرارة، ونتيجة لضخامة الكوكب وسرعته الشديدة في
مداره حول محوره (9) ساعات و (55) دقيقة، فانه يتولد نتيجة لذلك حقلا
مغناطيسيا مميزا.

ويضيف «بولتون» أن المجس «جيونو» سيدرس سطح
المشتري بواسطة أشعة «المايكروويف» وأجهزة استشعار سوف تمكننا من دراسة
الحرارة والمياه على مسافة أعمق بحوالي 50 مرة من العمق الذي درسه المجس
السابق «غاليليو» كما سيحاول المجس الإجابة عن كيفية تشكل «الشفق» Aurora
على المشتري والتي ربما نتجت بسبب سرعة دوران الكوكب حول نفسه بحيث يصبح
وكأنه مولد كهربائي.

على كل حال، فان «بولتون» و زملاءه يتوقعون أن
يجيب «جيونو» عن الكثير من الأسئلة والألغاز عن كوكب المشتري، وسيكون
المجس «جيونو» وكأنه رائد فضاء يدور حول كوكب المشتري