بطاقة تقنية للسيارة الرياضية شفروليه كمارو 2011

اسم كمارو الأسطوري يتمتع بشعبية كبيرة بين محبي السيارات الأميركية الرياضية، حيث يتنافس مع كل من فورد موستنغ ودودج شالنجر في فئة السيارات الأقرب الى قلوب محبي العضلات الميكانيكة الأميركية.وكمارو، التي قُدم الجيل الأول منها عام 1966 كرد على طراز موستنغ من
فورد الذي عرف نجاحاً منقطع النظير آنذاك، تعود اليوم بجيلها الخامس بعد
مرور 43 سنة على ظهورها الأول، وأيضاً 7 سنوات من الغياب عن الأسواق لتجدد
المنافسة في قطاع السيارات الأميركية الرياضية اثر النجاح الذي حققته موستنغ في السنوات الأخيرة، ولتؤكد شفروليه أن
غَريمَي الماضي سيعودان الى ساحات المنافسة من جديد.وبالرغم من أننا لم
نختبر قيادة موستنغ الجديدة حتى الساعة لنحكم بين الاثنين، الا أن هذا
الأمر لن يدوم طويلاً حيث سنتمكن قريباً من وضع يدنا على احدى طرازات موستنغ التي ستحتاج الى الكثير لتتمكن من مقارعة ما قامت به شفروليه مع كمارو الجديدة، التي أثارت الكثير من الاعجاب من خلال مشاركتها في أحداث فيلم المتحولون الذي، وان كان يُصنف في فئة الخيال العلمي الا أن كامارو ليست مجرد خرافة فهي سيارة حقيقية ذات أداء عالي، وهذا ما اختبرناه على طرقات دبي خلال تجرتنا هذه.
أما
بالنسبة للشكل الخارجي للسيارة، فبمجرد نظرة سريعة اليها يمكن ملاحظة ذلك
التناغم الكبير بين الماضي والمستقبل في خطوطها، حيث وان كانت لا تزال تحمل
العديد من لمحات السيارات الأميركية المفتولة العضلات بأكتافها العريضة
المرتفعة في مقابل سقفها المنخفض ومقدمتها الهجومية وأيضا مصابيحها
الغاضبة، الا أنها تبدو بالتأكيد عصرية تتناسب مع القرن الحادي والعشرين،
خاصةً فيما يتعلق بعوادمها المزدوجة وعجلاتها الكبيرة المصنوعة من
الألومنيوم قياس 20 انش التي تتوفر قياسياً. أما بالنسبة للأمور التي لم
ترق كثيراً لنا، فهي أولاً مآخذ الهواء المزيفة التي تتخذ من غطاء المحرك
مكاناً لها في فئة SS ، وثانياً تلك التموجات الغريبة المتواجدة على
الرفاريف الخلفية للسيارة أمام العجلات الخلفية.
وفيما يتعلق بالمقصورة
الداخلية، فهي تتمتع بجودة عالية قد لا تكون على نفس مستوى سيارات فولكس
فاغن أو تويوتا، الا أنها بالتأكيد أفضل مما عودتنا عليه شفروليه في
طرازاتها للأعوام الأخيرة. وبالرغم من وجود العديد من مكوناتها المصنوعة
من البلاستيك القاسي الا أنها موضبة بعناية فائقة. أما بالنسبة للمساحة
الداخلية، فهي على عكس حجم السيارة الكبير نسبياً لأنها لا توفر الرحابة
للسائق خاصةً اذا ما كان من أصحاب القامات الطويلة مثلي، فبالرغم من أنني
كنت أجلس على المقعد بعد تخفيضه الى أدنى مستوى ممكن الا أن رأسي كان
دائماً يحتك بسقف المقصورة بشكلٍ مزعج، ولكن ما ساهم بالتخفيف من هذا
الازعاج هو امكانية تعديل المقود بجميع الاتجاهات لأحصل أخيراً على وضعية
جلوس مقبولة.
وعلى غرار الخطوط الخارجية، فان المقصورة بدورها تُعتبر
مزيج بين القديم والجديد، فالعدادات المربعة الكبيرة الموجودة خلف المقود
يضاف اليها سلسلة من العدادات المربعة أيضاً والتي تتخذ من الكونسول الوسطي
مكان لها، تذكر بشكلٍ كبير بسيارات كمارو القديمة، ولكن بالرغم من هذا
الأمر فان المقصورة تتمتع بالعديد من التجهيزات العصرية كنظام تثبيت السرعة
على الطرقات السريعة، وقارئ الأسطونات الذي يتسع لستة منها، بالاضافة الى
امكانية تجهيز السيارة اختيارياً بجهاز بلوتوث ومقابص توصيل جهاز أي بود.
أما بالنسبة للمقاعد الأمامية المكسوة بالجلد والتي يمكن التحكم بها
كهربائياً، فهي توفر الراحة والثبات لأجسام مستخدميها، في حين أن المقاعد
الخلفية لا تصلح الا لبعض الأمتعة الصغيرة أو لأطفالٍ صغار، فالمساحة
المتوفرة هناك قليلة للغاية.
تتوفر كامارو 2010 في الأساس
بثلاثة طرازات بينما تتوفر في أسواق الشرق الأوسط بطرازين. يتألف طراز
القاعدة منهما او LT من محرك V6 سعة 3.6 ليتر يولد قوة 304 حصان ويتوفر
اختيارياً بواحدة من علبتي تروس، الأولى يدوية من ستة نسب أما الثانية فهي
أوتوماتيكية من ستة نسب أيضاً. والأمر نفسه يتوفر للفئة الثانية من كمارو
المزودة بمحرك V8 الا أن المحرك هنا يختلف بين الذي يتصل بالعلبة اليدوية
وشقيقه الذي يتصل بالعلبة الأوتوماتيكية، فالأول الذي تبلغ سعته 6.2 ليتر
يولد قوة 422 حصان تُعتبر أكثر من كافية لتوفير ذلك الشعور الكبير بالقوة
الذي يتوفر على دورات محرك منخفضة بالاضافة الى هديره المحبب من قبل
العديد، تماماً كما يجب على أي سيارة أميركية مفتولة العضلات أن تكون عليه،
كما أنه يعمل بتناغم كبير مع العلبة اليدوية التي يمكن التحكم بتعشيق
نسبها بكل سهولة.
أما بالنسبة للمحرك ال V8 الثاني والذي يتصل بعلبة
تروس أوتوماتيكية، فهو وان كان يحافظ على نفس سعة الأول التي تبلغ 6.2 ليتر
الا أنه فئة أخرى تدعى L99 ليولد معها قوة أقل بقليل من 422 حصان حيث لا
تتجاوز قوته ال 402 حصان، الا أنه يستفيد من تقنية ذكية للغاية حيث تمكنه
بالتعاون مع علبة التروس من استشعار أسلوب قيادة السائق ليتم التصرف على
أساسها، فعند القيادة الرياضية المتزامنة مع ضغط كبير على دواسة الوقود
يمكنه حجز نسبة علبة التروس للاستفادة منها الى أقصى الحدود، مما يجنب
السائق أي تعشيق في غير محله قد يؤثر على التوازن العام للسيارة ويحد من
انطلاقتها. كما ويمكن التحكم بتعشيق العلبة الأوتوماتيكية عبر عتلات مثبتة
على المقود، وفي سياق القيادة الرياضية نفسها تتوفر السيارة بجهاز تحكم
بالانطلاق يؤمن لها انطلاقة ممتازة من حالة التوقف.
اذا ما انتقلت
مباشرةً من قيادة الطراز اليدوي الى قيادة الطراز الأوتوماتيكي فستلاحظ على
الفور الاختلاف في القوة، الا أن كلا السيارتين يؤمنان متعة كبيرة خلال
القيادة وكلاهما أيضاً سريعتين للغاية، فبمجرد الضغط على دواسة الوقود حتى
تنطلق كمارو بسرعة لتجد نفسك ملتصقاً بمقعدك فيما الصوت القادم من عوادم
السيارة يصم آذانك. أما اذا كنت تتحلى بالشجاعة الكافية – التي يجب عليك أن
تملكها اذا ما قررت شراء هكذا سيارة – فما عليك الا أن توقف عمل جهاز
التحكم بالتماسك لتطلق العنان للعجلات النارية وتنطلق وسط سحابة من الدخان،
وعادةً فان ما يقلق في السيارات الأميركية القوية هو أنها مبسطة
ميكانيكياً مما يعني أنها تتمتع بقوة هائلة تسمح لها بتحقيق سرعات عالية
على الطرق المستقيمة، الا انها تكون مرعبة خلال دخولها في المنعطفات بسبب
تماسكها الضعيف، هذه الحالة لا تنطبق على كمارو فهي و بالرغم من أنها ليست
كسيارات بورش من حيث التماسك، ولكن مع تعليقها المستقل لكل عجلة من العجلات
الأربعة فهي تؤمن تماسك لا غبار عليه دون أن يؤثر هذا الأمر على راحة
التعليق. فخلال تجربتنا التي امتدت لكيلومترات و كيلومترات، انتقلنا خلالها
بين الطراز العادي و الطراز الأوتوماتيكي دون أن نشعر ولا بأي لحظة بشيءٍ
من قلة الراحة، فبامكانك حقاً أن تقود السيارة لمسافات طويلة دون الخوف من
أن يصيبك أي وجع في ظهرك.
و في الختام، يبقى أن نشير أن جي ام واجهت
مؤخراً العديد من المشاكل بسبب الأزمة العالمية، الا أننا نعتقد أن كمارو
الجديدة ستغير هذا الأمر و ستنال الاعجاب الكبير، فاذا كانت مسألة شكلها
الخارجي – الذي أعتقد أنه أجمل من موستنغ – نسبية بعض الشيء الا أنها من
المؤكد أقوى من موستنغ، فبمقابل أحصنتها التي تزيد عن 400 تكتفي موستنغ ب
315 حصان، ونحن سنقوم بتجربة موستنغ قريباً لنحكم عليها الا أننا اليوم تحت
تأثير سحر كمارو الى أقصى الحدود.














*****************************************