السيارات الكهربائية تخترق الطرقات الصينية
سجل
أول مشروع لسيارات التاكسي الكهربائي في مدينة شينزين الجنوبية معقل
الصناعات الصينية، نجاحاً كبيراً. ويدلل المشروع على خطط الصين الطموحة
الرامية إلى طرح نصف مليون سيارة تعمل بالكهرباء بحلول 2015.
والصين
هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم الناجمة عن حرق الوقود
الأحفوري. وبوصفها أكبر سوق للسيارات وأسرعها نمواً في العالم، فلا خيار
أمام بصمتها الكربونية غير الزيادة. ولتعزيز تأمين الطاقة، أعلنت بكين عن
وضع السيارات الكهربائية في مقدمة أولوياتها. وخصصت مبدئياً مبلغ 1,5 مليار
دولار سنوياً لهذا القطاع على مدى العشر سنوات المقبلة، أملاً في تحويل
البلاد إلى واحدة من البلدان الرائدة في مجال السيارات النظيفة. وربما تشكل
السيارات الكهربائية 7% من جملة مبيعات السيارات بحلول 2020.
ورغم
الدعم الحكومي والحماس الشعبي لهذا النوع من السيارات، إلا أنه تعترضه بعض
التحديات إذا أراد كسب المزيد من القبول واتساع دائرة الاستخدام، حيث قلة
عدد محطات الشحن وتباعدها وصعوبة العثور على ورش الصيانة، بالإضافة إلى
ارتفاع تكلفة السيارة نفسها. ومع الدعم الحكومي السخي، تزيد تكلفة سيارة
التاكسي الكهربائية في شينزين بنحو 80% عن سيارة “سانتانا” فولكس فاجن
العادية.
وتعهدت شركات السيارات المحلية الكبيرة مثل “سايك
موتورز” و “دونج فينج” باستثمارات كبيرة في سيارات الطاقة النظيفة. كما
تسعى شركات السيارات العالمية مثل “بي أم دبليو” و “نيسان” للعمل مع
الحكومات المحلية لطرح مثل هذا النوع من السيارات.
وفي
أميركا، لا يوجد مثيل لاستثمارات الصين في السيارات الكهربائية على الرغم
من اعتماد الكونجرس لمشروع قانون يقضي بتخصيص 2,9 مليار دولار لبرنامج
يساعد في تطوير البنية التحتية لنشر استخدام هذه السيارات. ووافق مجلس
الوزراء الألماني في مايو الماضي على تشجيع قطاع السيارات الكهربائية عبر
مليارات اليورو من المساعدات التي تهدف إلى إطلاق مليون سيارة كهربائية في
الشوارع الألمانية بحلول عام 2020. وتعمل المساعدات على مضاعفة الدعم
المقدم للبحوث والتطويرات لنحو 2 مليار يورو “2,9 مليار دولار” حتى حلول
2013.
ويقول
مايكل ديون مدير شركة “ديون وشركاه” العاملة في استشارات القطاع في هونج
كونج “أعتقد أن المشروع يحتاج لوقت طويل؛ لأن المستهلك الصيني عملي بطبعه
ويميل لاقتناء سيارة تعمل بالجازولين يمكنه الاعتماد عليها وليس عنده
استعداد لخوض التجارب”. لكن من المرجح إقبال شركات المواصلات والحافلات على
شراء السيارات الكهربائية. واختارت حكومة الصين في 2009 شينزين، بجانب 12
مدينة أخرى لتكون الرائدة في مجال استخدام السيارات “الخضراء”. ومدينتا
شينزين وهانجزو هما الوحيدتان اللتان تحاولان تأسيس أسطول تاكسي من
السيارات الكهربائية.