منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  الأهبة لشهر التوبة؛

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 الأهبة لشهر التوبة؛ 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 الأهبة لشهر التوبة؛ Empty
مُساهمةموضوع: الأهبة لشهر التوبة؛    الأهبة لشهر التوبة؛ I_icon_minitimeالخميس 28 يوليو - 17:42

الخطبة الأولى


أما بعد:

فاتقوا الله تعالى ـ أيها الناس ـ وراقبوه سِرًّا وجهرًا، واجعَلوا تقواكم لكم عدَّة وذخرًا، يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ [الحشر:18].

أيّها
المسلمون، يدور الزّمانُ دورتَه، وتذهب الليالي والأيامُ سِراعًا، وها هو
عامُنا يطوِي أشهرَه تِباعًا، وإذا بالأمّة ترقُب ضَيفًا عزيزًا قد بدَت
أعلامُه واقتَربت أيّامه والتَمَعت في الأفقِ القريب أنوارُه، إنّه شهرُ
رمضانَ المبارك، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185]،
شَهر الرّحمة والمغفِرة والعِتق من النّيران، شهرُ التّوبات وإجابة
الدّعوات وإقالة العثَرات. شهرٌ تصفَّد فيه الشياطين وتغلَق أبواب الجحيم
وتفتَح أبواب الجنة وينادِي منادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا
باغيَ الشرّ أقصر. شهرٌ يفرَح به كلُّ مسلم مهما كان حاله، فالمحسِن يزداد
إحسانًا وإيمانًا، والمقصِّر يستغفِر ويبتغي فيه من الله رحمةً ورضوانًا،
فهو شهرُ خيرٍ وبرَكة وإحسانٍ على كلّ المسلمين. شهرٌ تَبتَلّ فيه الأرواحُ
بعدَ جفافِها ورُكودِها، وتأنَس فيه النفوس بعد طولِ إعراضها وإِبَاقها.
رمَضان مِلءُ السَّمع والبصر، فهو حديث المنابِر وزينة المنائِر وحياةُ
المساجد، من صامَه إيمانًا واحتسابًا غفِرَ له ما
تقدَّم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه،
فيه ليلة القَدر، هي خيرٌ من ألف شَهر، مَن قامها إيمانًا واحتِسابًا غفِر
له ما تقدّم من ذنبه كما ثبتَ بذلك الخبَر عن النبيّ في الصحيحين وغيرهما[1].

أعظَم القُرُبات فيه الصوم الذي افترَضَه الله تعالى تحقيقًا للتقوى فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]،
فهو شهرُ تربية النّفوس وتزكِيَتها. رَمضانُ شهرُ القِيام والتراويح
والذِّكر والتسابِيح، شَهر البرّ والإحسان والعطفِ على الفقراء والمحتاجين،
شهرٌ جعَله الله مصباحَ العام وواسِطة النِّظام وأوسَطَ أركان الإسلام،
أنزَل الله فيه كتابَه، وفتَح للتائِبين أبوابَه، فالدّعاء مَسموع والعمَل
مَرفوع والخير فيه مَجموع، تُستَر فيه العُيوب وتغفَر الذنوب وتلين القلوب
وينفِّس الله عن الحزينِ المكروب، في صحيح مسلمٍ أنَّ النبيَّ قال: ((ورمضانُ إلى رَمَضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتنِبَت الكبائر))[2]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال: ((قال الله عزّ وجلّ: كلّ عمَل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنّه لي وأنا أجزِي به)) رواه البخاري ومسلم[3].

أيّها
المسلمون، إنَّ مَواسِمَ الخير فُرَص سَوانِح، بينما الموسم مقبلٌ إذ هو
رائح، والغنيمةُ فيها ومِنها إنما هي صَبرُ ساعة، فيكون المسلم بعد قَبول
عمله من الفائِزين ولخالقِه من المقرَّبين. فيا لله، كم تُستَودَع في هذه
المواسم من أجور، وكم تخفُّ فيها من الأوزارِ الظهور، فاجعلنا اللّهمَّ
لفضلك وشهرِك مدركين ولرضوانك حائزينَ، ووفِّقنا لصالح العملِ، واقبَلنا
فيمن قبِلَ، واختم لنا بخيرٍ عند حضور الأجل.

عبادَ
الله، وإذا نزَلَت بالمسلم مواسمُ الخيرات تهيَّأ لها واستعدِّ ونشطَ
لكسبها وجدَّ، والسَّعيد من وفِّق لاغتنامها وسلَك الطريقَ الموصِل
للقَبول، والمحرومُ من حرِمَ خيرَها، وكَم من صائمٍ حظُّه من صيامِه الجوع
والعطَش، وكم من قائمٍ حظُّه من قيامه التَّعب والسّهَر، نعوذ بالله من
الحِرمان؛ لِذا شمَّر الخائِفون، وفاز سراةُ اللّيل، ورَبِح المدلِجون،
وعند الترمذيّ بسند صحيح عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ قال: ((من خاف أدلَج، ومن أدلَجَ بلغ المنزِل، ألا إنَّ سلعةَ الله غالية، ألا إنَّ سلعة الله الجنة))[4].

ولقد وصَف الله تعالى أهلَ السعادة بالإحسان مع الخوفِ فقال سبحانه: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد:21]،
كما وصفَ الأشقياءَ بالإساءة مَع الأمن. إنَّ الخوفَ والرّجاءَ هما
الحادِيان إلى طاعةِ الله ورضوانه مع محبَّته سبحانَه، وفي قولِ الله عزّ
وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ
مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ
هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا
وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ
يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
[المؤمنون:57-61]، قالت عائشة رضي الله عنها: سأَلتُ النبيَّ عن هذه الآية:
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ قالت عائشة: أهُم
الذين يشربون الخمر ويسرِقون؟ قال: ((لا يا بنتَ الصدِّيق، ولكنّهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدَّقون وهم يخافون أن لا يُقبَل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات)) رواه الترمذي وغيره بسند صحيح[5].

أيّها
المسلمون، من أرادَ الصلاةَ تطهَّر لها، وكذا من أراد الصّيام والقيامَ
وقَبول الدعاء فعَليه أن يتطهَّر من أدرانِ الذنوب وأن يغسِلَ قلبَه من
أوحالِ المعاصي، والتي لها آثارٌ سيّئة على العبادَة خاصَّة، فالتّوبةُ
والاستِغفار من أولى ما تُستَقبَل به مواسمُ الخير، فكيف نلقَى الله تعالى
وندعوه ونَرجو خيرَه وبِرَّه وإِحسانَه ونحن مثقَلون بالأوزارِ، فالمعَاصي
تحرِم العبدَ من إجابةِ الدعاءِ كما في صحيح مسلم أنَّ النبيَّ ذكَر
الرّجلَ يطيل السّفَر أَشعثَ أغبر يمدُّ يدَيه إلى السّماء: يا رَبِّ، يا
ربِّ، ومَطعمُه حرام، ومَشرَبه حَرام، ومَلبَسه حَرام، وغُذِّي بالحرام: ((فأنَّى يستَجَاب لذلك؟!))[6].
كما أنَّ المصِرَّ على المعصية مخذول لا يوفَّق للطّاعات، فهو يشعُر
بالوَحشَة والانقِباض من صُحبَةِ الأخيار والصُّلَحاء، وينفِر من مجالسهم،
ولا يُشارِكُهم عبادَتَهم، ولا يصطَفُّ معهم في قيامِهم لله، ويستثقِل
العباداتِ، ولا ينشَط للطاعات، ولا تتَحمَّل نفسُه الصبرَ على الصّيام
وطولِ التضرُّعِ والقِيام، كما أنَّ المعاصيَ توجب القطيعةَ بين العبد
وربّه، فإذا وقَعَت القطيعة انقطَعَت عنه أسبابُ الخير واتّصلت به أسباب
الشرّ، فأيّ عيشٍ لمن قطِعَ عنه الخير والتوفِيقُ من مولاه الذي لا غِنَى
له عنه طَرفَةَ عين؟! ومِن آثارِ الذّنوب أيضًا الحِرمانُ مِن استغفارِ
الملائكةِ كما قالَ تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ
بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ
وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ
الَّتِي وَعَدْتَهُم الآية [غافر:7، 8].

وقد
أجمَع العارفون على أنَّ الذنوبَ تضعِف سيرَ القلبِ إلى الله وتعوقُه،
وأنَّ القلوبَ لا تعطَى مُناها حتَّى تصِل إلى مَولاها، ولا تصِل إليه
حتَّى تكونَ صحيحةً سليمَة؛ لذا قال الله عزّ وجلّ: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89].

فاتَّقوا
الله تعالى أيَّها المسلمون، واستقبِلوا شَهرَكم بالتّوبَةِ والاستغفار
وهجرِ الذنوب وردِّ المظالِمِ وإخلاصِ العِبادَة لله وحدَه واتِّباع
السّنّة والعَزيمةِ المقرونةِ بالهمَّةِ الصادِقة للظَفَر بخير هذا الشّهر
الكريم وإظهارِ الفرَح والاستبشار به والحذَرِ من التذمُّر والتسخُّط، قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].

كما
ينبغي الاستِعدادُ بالتفقُّه في الدّين ومعرفةِ الإنسان كيف يعبد ربَّه
كما أمرَه على بصيرة، فإنه يُؤتَى لمسلمٍ يمارِس عبادَاتِه من صلاة وصيامٍ
وزكاة وحجٍّ وغيرها على جهلٍ أو تقليدِ عوام، حتى إذا طافَت السّنين
وتكاثَرت المخالفاتُ جاء بعدَ الفواتِ يسأل: كيف يرقِّع ما فاتَ؟ ولو كانَ
الأمرُ لدنيا لرَأيتَه قُطرُبًا لا يتوقَّف عن السؤالِ والبَحثِ في كلِّ
صغيرةٍ وكبيرة، أوَلَيس الدين أولى بالبحثِ والسؤال والاستعداد والاهتمام؟!
خصوصًا وقد كثُرَت بحمد الله وسائل التعلُّم بما لا نظيرَ له في السابق،
ولكن أين الحريصُ على دينِه وصِحَّة عبادته؟! وقد قال الله عزّ وجلّ: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].

وبعد:
أيّها المسلمون، هذه إشارةٌ لبعض فضائلِ رمَضَان وحثٌّ على الاستعدادِ له
واجتِناب ما يحرِم فضلَه، فاللّهمّ بلِّغنا رمضان، ووفِّقنا فيه لصالحِ
الأعمال، وتقبَّل منّا يا ربَّ العالمين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ
الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا
هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].

بارَكَ الله لي ولكم في الكِتاب والسّنّة، ونفَعنا بما فيهِما من الآياتِ والحِكمة، أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ تعالى لي ولَكم.


الخطبة الثانية


الحمدُ
لله الواحدِ المعبود، والحمد لله الرّحيمِ الوَدود، أسبَغَ علينا نعمَه
ظاهرةً وباطنة، فكلُّ نعمةٍ من فضلِه وإلى فضله تعود، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله، أكرم من صلّى وصام
وتهجَّد لله وقام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

وبعد:
أيّها المسلمون، فإذا كان رَمَضان هو شهرُ الجدِّ والتّشمِير والمسارَعة
إلى الخيراتِ والتعرُّض للنّفَحات فليَحذَر المسلم من الإغراقِ في الترفيهِ
والاستعداد بجَلب الملهِيات التي تلهِي النفسَ عن العبادةِ وتبعِدها
وتصدُّها عن الطّاعة، سِيَما وأنَّ كثيرًا من الملهِيات اليومَ تحوِي
المعاصيَ والمنكرات، فمن الخُذلان أن تعمَرَ الأسواق وتهجَرَ المساجد أو
تهدَرَ الليالي الفاضِلَة في تقليب الفضائيّات، والتي تجلب بخَيلِها
ورَجلها في هذا الشهر الكريم، في ليالٍ تَنزَّل فيها الرّحماتُ وتفيض
النَّفَحات، فيا خسارةَ من أدرك رمضانَ ولم يُغفَر له.

عبادَ
الله، وكلِمةٌ أخيرة لا بدَّ منها، وهي أنَّه مع الوضوحِ الشّديدِ في
التوجيهِ النبويِّ حيالَ إثبات دخولِ الشهر حيث يقول النبي : ((صوموا لرؤيَتِه وأفطروا لرؤيته))[7]
وكثرةِ الأحاديث المتوافِقَة على الطريقةِ السّهلةِ الواضحة لإثباتِ دخولِ
الشّهر وبالرغم من إسنادِ هذا الأمرِ إلى جهاتٍ موثوقَةٍ عُليَا تتَّخِذ
كلَّ استِعداداتِها وتتابِع إثباتَ دخولِ الأشهر السابقة ودعوةِ جميع
المسلمينَ لتحرِّي رؤيةِ الهلال إلا أنّه مع بدايةِ كلِّ رمضان يحلو لبعضِ
العامّة التشويشُ والتشكيك بلا علمٍ ولا بصيرةٍ والخوضُ في صحّةِ دخول
الشهرِ، يتَّكِئ أحدُهم على أريكَتِه، يلوك ما لا يعلَم، يصوِّب ويخطِّئ
وهو يجهَل أبسَطَ مبادِئ الإثبات، كأنّه رأَى وعلِم، وهذا والله من
الخذلان، وهو من كيدِ الشيطان ليشكِّكَ الناس في عباداتهم ويكدِّر عليهم
صَفاءَ صِيامهم. فاتَّقوا الله عباد الله، وليحذَر المسلم أن يقولَ ما لا
يعلم، أو يكونَ وسيلةً لكيد الشيطان من حيث لا يعلم.

هذا وصلّوا وسلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد صاحبِ الوجه الأنوَر والجبين الأزهر، وارضّ اللّهمّ عن الأربعة الخلفاء...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]
صحيح البخاري: كتاب الإيمان، باب: قيام ليلة القدر من الإيمان (35)، صحيح
مسلم كتاب: صلاة المسافرين (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] صحيح مسلم: كتاب الطهارة (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] صحيح البخاري: كتاب اللباس، باب: ما يذكر في المسك (5927) واللفظ له، صحيح مسلم: كتاب الصيام (1151).

[4]
سنن الترمذي: كتاب صفة القيامة، باب: ما جاء في صفة أواني الحوض (2450)،
وأخرجه أيضا عبد بن حميد (1460)، والبيهقي في الشعب (1/512) من طريق يزيد
بن سنان التميمي عن بكير بن فيروز عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر"، وصححه الحاكم
(4/343)، لكن تُعقِّب، فإن يزيد بن سنان ضعيف، وبكير بن فيروز مقبول، قال
ابن طاهر كما في فيض القدير (6/123): "الحديث لا يصح مسندًا، وإنما هو من
كلام أبي ذر". ولكن للحديث شاهد يتقوى به، ولذا صححه الألباني في السلسلة
الصحيحة (2335).

[5]
سنن الترمذي: كتاب التفسير، باب: ومن سورة المؤمنون (3175)، وأخرجه أيضا
أحمد (6/205)، وابن ماجه في الزهد، باب: التوقي على العمل (4198)، وصححه
الألباني في صحيح سنن الترمذي (2537).

[6] صحيح مسلم: كتاب الزكاة (1015) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[7]
أخرجه البخاري في الصوم، باب: قول النبي : ((إذا رأيتم الهلال...))
(1909)، ومسلم في الصيام (1081) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.



ملتقى الخطباء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
الأهبة لشهر التوبة؛
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التوبة من حُسن ايمان العبد
»  مقاصد سورة التوبة
»  التوبة من الكسب الحرام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: السيرة النبوية والحديث-
انتقل الى: