تكاثر السلاحف البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي

تعتبر
السلاحف البحرية من مجموعة الزواحف البالغة القدم، التي تعيش في المياه
وتتنفس الهواء، ويمكن أن تبقى في الماء دون تنفس لفترة قد تصل إلى ساعة.

تهاجر السلاحف مئات بل آلاف الكيلومترات من مناطق تغذيتها
إلى شواطئ التكاثر، إذ ترتاد إناث السلاحف البحرية الشواطئ الرملية لوضع
البيض، حيث تحفر السلحفاة حفرة كبيرة قد يصل قطرها إلى 1.5م، ثم تحفر في
وسطها حفرة على شكل اسطوانة لتضع بيضها الذي يبلغ في المتوسط 100 بيضة،
وتعود السلحفاة إلى نفس الشاطئ أو الجزيرة لوضع البيض خلال موسم التكاثر.

وتبيض السلاحف البحرية مرتين أو أكثر في موسم التكاثر، حيث
يفقس البيض وتتجه صغار السلاحف إلى البحر، حيث تعتمد علي نفسها بمنأى عن
الأمهات، وتعود إناث السلاحف إلى المكان الذي فقست فيه بعد البلوغ لتضع
بيضها.

تتغذى معظم السلاحف على الأحياء النباتية والحيوانية،
وبعضها يتغذى كليا على اللحوم أو الأعشاب، وبعض الأنواع يتغذى صغارها على
القشريات، ثم تتحول للتغذية على الأعشاب، والبعض الآخر قد يكون عكس ذلك.
وتتغذى
السلاحف الخضراء على الحشائش البحرية والطحالب وبعض القشريات وقناديل
البحر، بينما تتغذى السلاحف صقرية المنقار في مراحلها الأولى على النباتات،
مثل الحشائش البحرية والطحالب، وعند البلوغ تتغذى على الرخويات والقشريات
والأسماك الصغيرة, وهي كائنات مهددة بالانقراض ويحظر صيدها والاتجار,
ولقد وجد منها في البحر الأحمر خمسة أنواع، هي:
- السلاحف الخضراء
- السلاحف صقرية المنقار
- السلاحف كبيرة الرأس
- السلاحف الزيتونية
- السلاحف الجلدية
ويمكن
التفريق بين أنواع السلاحف الخمسة عن طريق شكل الرأس والدرقة، ويرتاد بعض
شواطئ وجزر البحر الأحمر والخليج العربي السلاحف الخضراء وصقرية المنقار
بينما ترتاد السلاحف كبيرة الرأس مناطق محددة.

وتعيش السلاحف عمرا مديدا. وهناك حالات معروفة لبعض السلاحف
عاشت لمدة 100 عام، كما أن هناك دلائل لبعض أفراد السلاحف عاشت 200 عاما،
ويمكن القول إن طول فترة الحياة تختلف من نوع لآخر، تبعا للنوع.
وتصل إلى النضوج الجنسي عندما يبلغ عمرها من 15 إلى 50 سنة، ولا يختلف عمر نضوج السلاحف صقرية المنقار كثيرا عن السلاحف الخضراء.

وقد أجريت دراسات عديدة على السلاحف البحرية، وتضمنت برنامج
تعليم للسلاحف، لمعرفة أعدادها وعمل المراقبة اللازمة عليها، لتحديد عدد
مرات وضع البيض خلال موسم التكاثر، والفترة الفاصلة لوضع البيض خلال موسم
التكاثر، والفترة الفاصلة بين مواسم التكاثر، كذلك يتم أخذ القياسات
المورفولوجية للسلاحف والبيض، وفقس السلاحف، ومعرفة نسبة الفقس، إضافة إلى
معرفة الضغوط الواقعة على السلاحف وبيئاتها.

ومن أجل جمع أكبر كمية من المعلومات في أقصر وقت ممكن، يجب
أن تتم الدراسة في ذروة موسم التكاثر, كما أن هناك دراسات وعمليات ترقيم عن
طريق وضع علامات للسلاحف، تمت في عدة دول في الخليج العربي والبحر الأحمر.

وتتكاثر السلاحف الخضراء في شمال البحر الأحمر في فصل
الخريف، أما في جنوبه فيعتقد أن يتم التكاثر في الأشهر الباردة. ولقد وجد
أن ذروة فترة التكاثر للسلاحف التي ترتاد الشاطئ لغرض التكاثر في رأس بريدي
شمال مدينة ينبع، بين أواخر شهر سبتمبر وأوائل شهر أكتوبر. وفي الخليج
العربي وجد أن ذروة التكاثر للسلاحف الخضراء، في شهر يوليو، والسلاحف صقرية
المنقار في شهر يونيو.

ودلت الدراسات في شرق البحر الأحمر على أن معظم السلاحف
ترتاد شواطئ التعشيش كل أربع سنوات، ويعتقد أن السلاحف الصقرية المنقار
ترتاد الشواطئ كل سنتين أو ثلاث سنوات، ولا تزال النتائج غير واضحة في
الخليج العربي والبحر الأحمر.

وتفضل السلاحف الخضراء ارتياد جزر معينة نتيجة لعدة عوامل،
أهمها معدل الفقس العالي وانخفاض ميل واجهة الشاطئ بهما. ويعتمد جنس فقس
السلاحف على درجة حرارة الرمل المحتضن للبيض، حيث يفقس من العش الدافئ
إناثا، بينما الفقس من العش البارد، يأتي بالذكور.