الاكتئاب والحياة اليومية

مع تزايد الضغوط الحياتية تزداد معها نسبة المشاكل للافراد. حتى لم يكن
هناك وقت كافي للاسترخاء دون التفكير، وعليه فليس من المستغرب أن يزداد
لدينا الإحساس بالتعب والإرهاق والتوتر.
واثبتت
الدراسات العديدة ان التوتر الدائم يعمل على تغذية المشاعر السلبية ويقلل
من مقاومتنا للاكتئاب. كما ان شعورنا بقلة الحيلة امام القضاء والقدر،
والخوف من المستقبل، وأضافة إلى ذلك تغييرات الحياة، كلها عوامل تسهم في
إصابة الكثيرين منا بالاكتئاب. يأتي هنا دور الثقافة فيجب على المرء ان
يثقف نفسه في هذا المجال، فإن افضل وسيلة لحماية نفسك من الاكتئاب بمعرفة
مسبباته وتفاديها، كما ان من الواجب على المجتمع بكامله ان يهتم بالناحية
النفسية للفرد
الاكتئاب هو مرض يشمل نطاقا واسعا من الاضطرابات النفسية. وفي أخف
حالاته، فإن الاكتئاب يتسبب في تعكر المزاج وهبوط المعنويات، مما يصعب من
القيام بأمور الحياة الطبيعية ويجعلها تبدو أقل قيمة. أما في اشد حالاته،
فإن الضرر النفسي للاكتئاب يؤثر على الوظائف الحيوية، وقد يهدد الحياة، كما
يرافقه التفكير في عدم الرغبة في الحياة والرغبة في الموت.
الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
1- الاكتئاب.
2- ثنائي القطبية.
3- الانفصام.
4- أمراض القلق.
5- الخرف.
وبحسب احدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، فإن الاكتئاب يفوق أمراض السرطان والقلب من ناحية التسبب في التقليل من الإنتاجية.
النساء أكثر عرضة من الرجال


ونبه اختصاصي الطب النفسي، الدكتور عبد الله الشماع في مقابلة مع جريدة
الوطن الكويتي بان الاكتئاب هو المرض النفسي الأكثر شيوعا ويصيب 15 % من
الرجال و25% من النساء. ولذلك علاقة بعدة عوامل تتعلق بطبيعة تكوين المرأة
ومنها اختلاف الهرمونات والحمل والولادة والظروف النفسية والاجتماعية لها.
كما ان المرأة عادة تمر بضغوط نفسية اكثر نظرا لطبيعتها العاطفية الحساسة.
والمتزوجون أقل


بالإضافة إلى أن نسبتها تزداد عند الأشخاص المطلقين والأرامل أكثر ممن
لم يسبق لهم الزواج ومن ثم يأتي المتزوجين بكونهم الأقل عرضة للاكتئاب.
وذلك بغض النظر عن كون حياتهم الزوجية غير خالية من المشاكل. فعادة ما يكون
المتزوجون أكثر صحة نفسية.
أسباب أنتشاره ؟


تدل الإحصائيات العالمية على ارتفاع أعداد المصابين في الشعوب التي
تعرضت للحروب والغزو والأزمات السياسية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبته
المكتئبين في الدول التي تمر بمرحلة من عدم الاستقرار السياسي أو
الاقتصادي. ونظرا لكون دولة صغيرة تقع في منطقة غير مستقرة ومحاطة بثلاث
دول اكبر حجما منها وتمر بمشاكل كثيرة. فقد يعد ذلك سببا لانتشار حالة
التذمر من نواحي الحياة. وأن ذلك قد يدل على مرحلة ما قبل الاكتئاب، مما قد
يعد تفسيرا جزئيا لارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب.
اختلف الدور الذي تلعبه الديوانية في حياة الافراد، بحيث أصبحت ملاذا
للهروب من المسؤولية تجاه أسرته مما يسبب وقوع مسؤولية البيت والأسرة على
عاتق المرأة. وهو الأمر الذي زاد من حجم ضغوطها النفسية. كما يتسبب غياب
الزوج بصورة يومية عن المرأة، في إحساسها بالفراغ العاطفي، وتظهر أعراض هذا
الفراغ على هيئة اكتئاب وأعراض جسمانية تشعرها بأنها مريضة، وعليه يكثر
ترددها على الأطباء. وقد لا ترضي او تصدق المريضة بأن حالتها الصحية سليمة،
مما يجعلها تكرر الاستشارات الطبية. ويرجع ذلك لكون مرضها في حقيقة الأمر
نفسيا وليس بدنيا. وتسمى هذه الحالة لدى أطباء النفس بحالة ‘العش الخالي،
أو الفارغ’.