تشير الإحصاءات الى ان 18 %
من سكان دبي مدخنون كما قارب معدل انتشار التدخين بين الإماراتيين 9 % في
وقت تسعى فيه الدولة إلى اتخاذ تدابير قانونية إجرائية و وقائية صارمة
لمكافحة هذه الظاهرة عبر التنسيق المستمر بين البلديات المحلية والهيئات
الصحية التابعة لكل إمارة لتطبيق قانون "مكافحة التبغ " واستهلاكه في
الدولة .
___________________________________________________________________-
التدخين بين مواطني دبي بلغ 6ر8 بالمائة
كشفت
دراسة حديثة أجرتها هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء أن معدل
انتشار التدخين وعوامل الخطورة المرتبطة به في إمارة دبي بلغ العام 2009
حوالي 2ر17 بالمائة مشيرة الى أن معدل انتشار التدخين بين الإماراتيين بلغ
6ر8 بالمائة وهو أقل بكثير من أي جنسية أخرى.
وأظهرت الدراسة أن ثلث
سكان دبي معرضون لمخاطر التدخين إما عن طريق التدخين المباشر أو التدخين
السلبي وأن المواطنين الذكور أكثر ممارسة للتدخين مقارنة بالنساء
المواطنات بعشر مرات حيث بلغ بين الرجال 5ر15 بالمائة مقارنة مع 5ر1
بالمائة فقط بين النساء.
وللتعليق على نتائج هذه الدراسة التقت "
إيلاف" المتخصص في أمراض الجهاز التنفسي والناشط في مجال مكافحة التدخين
ثروت عبد الله الذي أشار إلى أن :" آفة التدخين ليست حكرا على دولة دون
أخرى " مشيرا إلى أن معظم الدول العربية تعاني من ذلك قائلا :" الأمر
كارثي في سوريا مثلا حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية أخيرا أن نسبة تفشي عادة
التدخين وصلت إلى 60 % بين الرجال و23 % بين النساء وزيادة تدخين (الشيشة)
بنسبة 20 % بين الرجال و6 % بين النساء فضلا عن تعرض 98 % من غير المدخنين
لدخان السجائر ." مؤكدا "أنها أرقام مقلقة أي أن حوالي نصف الشعب مدخن "
وردا
على سؤالنا حول انحسار معدلات التدخين في أوروبا والدول المتطورة بينما
نجد تنامي لأعداد المدخنين في الدول العربية و الدول النامية قال : "للأسف
أكثر من 80 % من المدخنين في العالم هم من الدول الفقيرة وهذا ينم أيضا عن
الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأن التدخين أحيانا يشكل متنفسًّا سلوكيا سيئا
للتعبير عن الرفض والكبت وعدم الرضى، فكثرة الضغوطات المادية أحيانا تدفع
بالمرء إلى تبني عادات سيئة كشرب الكحول والتدخين للهروب من واقع سيئ،
علاوة على أن الرخاء الاقتصادي والتواصل الجيد مع مؤسسات المجتمع المدني
وانتشار الوعي واحترام الحريات الفردية من شأنه أن يحد من تنامي ظاهرة
التدخين"
من جانب آخر فإن منظمة الصحة
العالمية توقعت في تقاريرها أن تعاطى التبغ سيتسبب في وفاة أكثر من ثمانية
ملايين نسمة كل عام بحلول عام 2030 وسيهلك نحو نصف مدخني العالم بشكل مبكر
نتيجة مرض له علاقة بالتبغ. ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يوجد
في العالم الآن أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مدخن يحرقون حوالي خمسة
تريليونات سيجارة كل عام ويتركز 84% منهم في البلدان ذات الدخل المنخفض
والمتوسط.
وتهدف الدراسة الإماراتية التي نفذها
باحثون مدربون على خمسة آلاف أسرة من خلال مقابلات فردية مع بالغين تتراوح
أعمارهم بين 18 سنة فأكثر إلى تقييم عدد من قضايا الصحة والرعاية الصحية
بما في ذلك معدل انتشار التدخين وعوامل الخطورة المتعلقة به حيث تضمنت
الدراسة مجموعة الأسئلة المتعلقة باستهلاك التبغ والتدخين السلبي .
وبينت الدراسة أن معدل انتشار
التدخين بين الأفراد ذوي التعليم والدخل المنخفض في دبي يصل إلى ضعفي
أقرانهم من ذوي التعليم والدخل المرتفع حيث كان معدل انتشار التدخين بين
الأفراد من ذوي الدخل المنخفض 9ر18 بالمائة في حين ان معدل انتشار التدخين
بين الأفراد من ذوي الدخل المرتفع بلغ 10 بالمائة .
وأشارت إلى أن معدل انتشار التدخين
بين غير المتعلمين بلغ 9ر26 بالمائة وبين الجامعيين 1ر12 بالمائة وأن هناك
حوالي 67 بالمائة من سكان دبي غير المدخنين حاليا يتعرضون للتدخين السلبي
في الأماكن العامة.
ويعد المسح الصحي للأسر بدبي واحدا من الأنشطة
المهمة التي ينفذها قطاع السياسات والإستراتيجيات الصحي بهيئة الصحة بدبي
لتوفير بيانات دقيقة وأدلة واقعية لعدد من قضايا الصحة والرعاية الصحية
بما في ذلك تعاطي التبغ والتعرض له حيث يجري حاليا تحليل هذه البيانات
لفهم احتياجات الرعاية الصحية الحالية لسكان إمارة دبي.
قانون مكافحة التبغ صارم ولا يستثني حتى المتنزهات المفتوحة
بالعودة إلى قانون "مكافحة التبغ"
الذي أصدره رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان،العام الماضي فانه
يقضي بحظر ترخيص المقاهي أو ما يماثلها التي تقدم أي من أنواع التبغ أو
منتجاته داخل البنايات السكنية أو الأحياء السكنية أو بجوارهما. ويحظر
القانون إدخال التبغ ومنتجاته إلى الدولة إلا إذا حملت عبارات وصور
تحذيرية واضحة على عبواته، كما يمنع كافة أشكال الإعلان والترويج والدعاية
أو الرعاية لأي من منتجات التبغ في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة
والمقروءة، ويمنع بيعها لمن لا يتجاوز 18 سنة كما يحظر زراعة التبغ و
استيراد وبيع الحلوى والألعاب التي تكون أشكالها على شكل علبة دخان .
وكانت البلدية قد منعت تدخين الشيشة
في المنتزهات العامة والأماكن المفتوحة والشواطئ والحدائق وجميع المرافق
الترفيهية منذ أواسط 2009 فيما شهد عام 2010 إطلاق عدة قوانين رادعة حيث
تم حظر التدخين في وسائل النقل العام والأماكن العامة المغلقة، كما منع
التدخين أثناء قيادة السيارة الخاصة حال وجود طفل لا يتجاوز عمره الثانية
عشرة عاما كما منع التدخين بالكامل في المراكز التجارية .
وحددت الغرامة المالية ما بين
1000درهم الى 5000 درهم على الخيام في رمضان الرمضانية المخالفة للقوانين
واللوائح المعمول بها وقد قامت بلدية دبي بالتعاون مع دائرة الصحة
والخدمات الطبية بتكوين فريق تفتيش فني للتنسيق والتحاور حول الخطوات
اللازمة لتفعيل قرار الحظر