حلّت
او تحلّ في الايام القليلة القادمة ساعات يعمل من اجلها طلبة العلم في جل
المؤسسات التعليمية.ساعات تحسم موسما دراسيا او مستقبلا دراسيا كاملا.هذه
الساعات هي التي تجلب اكبر قدر من اهتمام طوال السنة لانها بمثابة
المحصّلة التي يتوضح فيها عمل السنة الدراسية او المرحلة الدراسية
ككل.وهنا تزداد دقات القلب عند الغالبية ويتوثر الممتحن,خاصة من لم يجهز
شيئا لهذا الموعد. وحتى الاسرة تنكوي بنار هذه الاجواء فتعلن حالة من
الطوارء من اجل توفير الجو المناسب للامتحان.فهل طلبتنا في مستوى الرهان,
ام هم غارقون في اللامبالات ؟
في غالية الاسر التي لها تلاميذ مقبلون على الامتحانات هناك حرص كبير على تلبية جميع مطالب التلميذ الذي يحضر الامتحان من خلال توفير الهدوء في البيت وعدم تكليف المقبلون على الامتحان باشغال في البيت او خارجه حتى ينصب كل تركيزهم على الامتحان.ولكن هل يستغل الطلبة فعلا هذا الجو او انهم هائمون في عالم اخر اكثر اثارة ؟
ان
التحضير للامتحان لا يستوجب فقط الاعتكاف في البيت لمدد طويلة قبل
الامتحان بفترة قصيرة,بل هو برنامج سنوي مضبوط يجعل مراجعة الدروس هما
يوميا ومسؤولية طوال السنة الدراسية لكي لا يحدث هناك ضغط على التلميذ
جرّاء كثرتها في اخر السنة.وهذا مشكل يعاني منه كل من يأجل الدروس
والمرتجعة مرارا الى ان ينتهي به الحال الى تأجيل النجاح وتقبل الرسوب
والتكرار شيئا فشيئا.او التفكير في المغامرة بالغش كسلاح اخير او كمحاولة
يائسة للنجاح ضذا على القيم التربوية,التي اوجدت المدرسة لتفعيلها
وتثبيتها في شخصية المتعلم.
ان
الامتحان الحقيقي ليس ذلك الذي يجتازه التلميذ في ايامنا الحالية.فهذا ليس
الا مرحلة دراسية روتينية اكتسبت اهميتها من حساسيتها كمرحلة حاسمة لمصير
التلميذ.الامتحان الحقيقي هو امتحان تفعيل القيم التربوية التي باتت بالية
ولم يعد يهتم لها احد.حينما نجد ان التلميذ الذي نما بين اسوار المدرسة
لسنوات متعددة ولم تستطع هذه المدرسة اقناعه بالابتعاد عن الغش وتبني
الصدق فان ذلك دليل على فشل دريع في الامتحان الحقيقي.امتحان الفاعلية
التربوية والسلطة الرمزية للقيم التي تدعو لها المدرسة.فان كنا جهزنا
اوراقا للغش من اجا فائدة تعليمية رخيصة,ماذا ترانا جهّزنا في الميدان
التربوي من اجل تغيير سلوكنا.أم ان التربية غابت عن المدارس؟هل نريد جيلا
مسؤولا, ام مزيجا من الغشاشين والمدمنين ؟