[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] سر العربية في مجاري كلام العرب وسننها، والاستشهاد بالقرآن على أكثرها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 24- فصل في تذكير المؤنث وتأنيث المذكَّر في الجمع
- هو من سنن العرب، قال تعالى: "وقال نِسْوَةٌ في المدينة"، وقال: "قالت الأعرابُ آمَنَّا".
25- فصل في حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر
- من سنن العرب ترك حكم ظاهر اللفظ، وحمله على معناه، كما يقولون: ثلاثةُ
أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشّخص. قال
الشاعر:
ما عندنا إلا ثلاثة أنفسِ * مِثلُ النُّجومِ تلألأتُ في الحِندِسِ
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:
فكان مِجَنِّي دون ما كنتُ أتَّقي * ثلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعْصِرُ
فحمل ذلك على أنهن نساء. وقال الأعشى:
لِقومٍ وكانوا هُمُ المُنْفِدِينَ * شَرَبَهُمُ قَبْلَ تَنْفادِها
فأنَّث الشراب لما كان الخمر المعني، وهي مؤنثة، كما ذكر الكفّ وهي مؤنثة في قوله:
أرى رجلا منهم أسيفاً كأنَّما * يَضُمُّ إلى كَشْحيه كفَّاً مُخَضَّبا
فحمل الكلام على العضو وهو مذكر. وكما قال الآخر:
يا أيها الرَّاكب المُزجي مَطِّيته * سائلْبني أسدٍ ما هذهِ الصَّوتُ
أي ما هذه الجَلَبة. وقال آخر:
مِنَ النَّاسِ إنسانان دَيْنِي عَليهما * مَليئان لو شَاءَا لقد قَضَياني
خليلَيَّ أمّا أمُّ عَمروٍ فَواحِدٌ * وأمَّا عنِ الثاني فلا تَسلاني
فحمل المعنى على الإنسان أو على السخص. وفي القرآن: "وأعْتَدْنا لِمَنْ
كَذَّبَ بِالساعة سَعيراً"، والسَّعير مذكر، ثمَّ قال: "إذا رَأتهُمْ مِنْ
مَكانٍ بَعيدٍ"، فحمله على النار فأنثه، وقال عزَّ إسمه: "فأحْيَينا بهِ
بَلْدَةً ميتاً" ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان. وقال جلّ ثناؤه:
"السَّماء مُنْفَطِرٌ بِه" فذكر السّماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على
السقف وكل ما علاك وأظلك فهو سماء، والله أعلم.