[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إطلالة على أهم الضرائر الشعرية
من كتابي تعلم أوزان الشعر بلا معلم، ولا صياريف ولا دراهيم فيها، بل فيها أهم وأسوغ الضرائر
الضرائر
(الضرورات) تصرفات في اللغة، يأتي بها الشاعر ليقيم الوزن، وقد تأتي من
أجل التوافق اللفظي، هي كالزحاف، يلجأ إليها شاعر، لكن لا يشترط أن يلتزم
بها، حتى في خلال البيت الواحد. ومنها المشهور، ومنها ما هو قبيح. وأغلب
الضرائر محكي كأصول في معاجم كثيرة، ومشهور في لغات العرب، ولو سردنا
أنواعها كلها بتفصيل، لم يكفنا كتاب. ونتعرض الآن لأشهرها.
أولا- ضرائر غير مختصة بالضرب
قد يحدث أن تأتي ضرورة تغير قواعد النحو والصرف، منها:
- صرف الممنوع: ويكثر في أسماء الأعلام، مثاله، والبيت ليزيد بن معاوية:
ولي صبر أيـّوبٍ، ووحـْشة يونسٍ، وآلام يـعقوبٍ، وحســرة آدمِ
،
فكل الأعلام التي في البيت صرفت، وكان أصلها الجر بفتحة واحدة، نيابة عن
الكسرة، ومثاله عندي في مدح من أعزني مديحه: بوركْتَ، بُوركَ للأنام نواجذ
ٌ بسمَتْ؛ فلألأت الدُّنا شفتاها... فـ (نواجذٌ) التي نوّنت جمع على الوزن
الصرفي (مفاعل) ممنوعة من الصرف وأصلها (نواجذُ). وقد تصرف الكلمة لإقامة
القافية، فكلمة: أُخـَر (بضم الهمزة وفتح الخاء) ممنوعة من الصرف، لكني
صرفتها في قولي:
خبـّريني، هندُ، من يرسم في
عينك السـَّوْدا جبينَ القمرِ
سهمها مزّق صدري، فاحلفي
إنه مـا من سهـامٍ أُخَـرِ
- حذف فاء اقتران جواب الشرط يقول شوقي:
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران، لي أملٌ في الله يـجعلني في خـير معتصَمِ
وجواب الشرط (لي أمل) جملة اسمية، الأصل فيها الاقتران بالفاء (إن جـَلَّ ذنبي عن الغفران، فلي أمل).
-
حذف الفاء في جواب "أمَّا" مشددة الميم، فالمعروف أن حرف "أمّا" يقترن
جوابه بالفاء، كقوله تعالى {أما السفينة فـكانت لمساكين} الكهف (79)، وفي
القرآن أمثلة لحذفها، كقوله تعالى {وَأَمَّا الَّذِين كَفَرُوا أَفَلَم
تَكُن آَياتِي تـُتـلَى عليكُمْ} الجاثية (31)، والشاعر يحذف هذه الفاء،
كقول أحدهم: أمـّا الحقيقة من منا سيعرفها؟ ،،،، وكان أصلها: أمـّا
الحقيقة فــمن منا سيعرفها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [/center]