[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يعتبر
شح الامطار وعلاقته بالحرارة السائدة وارقام (قيم) النتح والتبخر من
العوامل الاساسية في خلق المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية . فغالبا ما
تكون المناطق ذات الأمطار القليلة بعيدة عن البحار وفي قلب القارات ،
ويتضح الجفاف ويعظم عندما تعترض الارض المرتفعة سبيل الرياح الهابة على
يابس الارض من المسطحات المائية . وغالبا ما يتوافق توزيع المناطق الجافة
مع المناطق ذات الضغط المرتفع الدائم ، وان كان من المحتمل نقصان بعض
الامطار على بعض المناطق ذات الضغط المنخفض الفصلي وذلك فيظل ضروف مناخية
معينة . كما توجد بعض المناطق الجافة مجاورة للمصدر الأول للرطوبة الجوية
ألا وهو المسطحات المائية الحيطية . وما هو جدير بالملاحظة ان السياج
الرطب في غرب الكتلة الاوراسية يتدرج الى نظام انتقالي للمناطق الجافة حيث
يتدرج المناخ القاري ومناخ البحر الابيض المتوسط في العالم القديم صوب
الشرق حتى قلب القارة .
فعلى
سبيل المثال غالبا ما تتطابق القارية مع الجفاف فكثير من مناطق آسيا
الوسطى لا يسقط عليها من الامطار إلى مادون 204 ميليمتر ، ولا تكون هذه
الكمية ذات تأثير واضح خاصة عندما تركز فترة سقوطها في فصل الشتاء فتقترب
نظم الرياح المرتبطة بالمنطقة ضد الاعصارية في شرق سيبيريا من المناطق
الجافة في آسيا الوسطى ىتية من الشمال ومخترقة بذلك مئات الاميال من الارض
اليابسة . وعندما تصل هذه الرياح الى الداخل الجاف ، تنخفظ رطوبتها
النسبية و تعظم بها درجة التبخر وذلك لانتقالها من العروض العليا الى
العروض الدنيا اي من مناطق باردة الى مناطق أدفأ . ولا يصيب هذه المناطق
الداخلية سوى بعض الامطار الاعصارية من الهواء الرطب الآتي من المحيط
الاطلنطي الى صحراء زنجاريا الى الشرق من بحيرة بلكاش . اما الصحاري في
شرق اوراسيا ، فإنها توجد تحت تأثير دورة الرياح الموسمية ، وهنا يزداد
جفاف الصيف كلما ابتعدنا عن المحيط الهادي ، وذلك على الرغم من ان الجزء
الشرقي من صحراء تكلا مكان يعكس التأثير الموسمي في النهاية العظمى للمطر
الصيفي . وعليه فليس البعد المطلق من المحيطات هو وحده الهام ، لكنه البعد
عن المسطح المائي الذي تأتي منه الرياح محملة بالرطوبة .
ويزداد
الجفاف في وسط اسيا لوجود الحواجز الجبلية الضخمة المتمثلة في كل من جبال
تين شان والبامير في الغرب التي تمنع توغل الرياح الرطبة الآتية من المحيط
الاطلسي فيما عدا منطقة زنجاريا . اما في الجنوب فيحد الحاجز الجبلي
المتمثل في جبال الهيملايا من أثر الهواء الموسمي الدافئ والرطب الآتي من
المحيط الهندي .
ومن
ثم فإنه يمكن القول ان هناك عوامل كثيرة يمكن ان تؤدي الى جفاف مساحات
كبيرة من الاراضي ، غير ان دوائر العرض وحدها لايمكن ان تشرح لنا توزيع
وامتداد المناطق الجافة . كما لا يستطيع الموقع الداخلي ولا توزيع مناطق
الضغط المرتفع والمنخفض شرح هذا التوزيع وحدها . ينبغي ان تضاف الى هذه
العوامل عوامل أخرى بدات خلال الأزمنة الجيولوجية السحيقة كتوزيع الكتل
القارية والاحواض المحيطية .