[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مفهوم التصحر
هو
انخفاض أو تدهور قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض ، مما قد يفضي في النهاية
إلى خلق ظروف شبه صحراويــة ، أو بعبارة أخرى تدهور خصوبة أراضي منتجة
سواء كانـــت مراعي أو مزارع تعتمد على الري المطري أو مزارع مروية ، بأن
تصبح أقل إنتاجية إلى حد كبير ، أو ربما تفقد خصوبتها كلية (2) .
ويعرف
التصحر : بأنه عملية إيجاد نظام بيئي جديد يسير نحو الصحراء ، وبمعنى آخر
امتداد مكاني للظروف الصحراوية في اتجاه الأقاليم شبه الجافة وشبه
الرطبة(3) .
ويعرف التصحر أيضا بأنه ظاهرة معروفة باسم " الزحف
الصحراوي " أي طغيان الجفاف على الأراضي الزراعية أو القابلة للزراعة ،
وتحويلها إلى أراض قاحلة وسببه الجفاف الطويل من جهة ، ونشاط الإنسان غير
المسؤول من جهة أخرى (4) .
التوزيع الجغرافي للتصحر في الوطن العربي :
في
بداية القرن العشرين ، كانت سهول الاستبس ، المغطاة بحشائش الحلفا تغطي
مليونين ونصف هكتار في المملكة المغربية ، 4 ملايين هكتار في الجزائر ،
وأكثر من مليون هكتار في تونس ونصف هكتار في الجماهيرية الليبية ، حيث بلغ
مجموع ذلك كله حوالي ثمانية ملايين هكتار .
أما في السودان فتدل
التقديرات على أن الزحف الصحراوي يتجه من الشمال إلى الجنوب بمعدل نحو
خمسة آلاف كيلو مترات سنويا ، كذلك تدهور المرعى إلى درجة مذهلة .
أما
في الأردن : فقد سبب التصحر تغيرات خطيرة في النظم البيئية ومن أمثلتها
تغير الغطاء النباتي حيث أخذت النباتات الأقل أهمية اقتصادية ، وأقل قدرة
على صيانة التربة ، تحل محل النباتات الكبرى مثل غابات السنديان ، وتدهور
المناطق الرعوية وحلول نباتات أقل في القيمة الغذائية ، بدل نباتات
المراعي الجيدة ، وتدهور التربة وانخفاض قدرتها على الاحتفاظ بماء المطر ،
وزيادة انسياح ماء المطر والتعرية وزيادة الملوحة في مياه الآبار واختفاء
بعض الحيوانات البرية مثل الفهد الصياد والبقر الوحشي ونقص شديد في أعداد
الغزلان والأرانب البرية.
أما في العراق فنجد أن حوالي 60% من
الأراضي الزراعية فيها متأثرة بالملوحة مما حدا بالحكومة العراقية إلى عمل
برامج مكثفة لاستصلاح الأراضي الملحية والقلوية ، وفي مصر تبذل ضخمة لدرء
خطر التملح الذي يهدد مساحات زراعية واسعة نتيجة ارتفاع المياه الجوفية .
وكذلك تبين أن الصحراء تزحف على دلتا النيل الخصبة بمعدل 13 كم في السنة .
أما سوريا وفلسطين والتي كانت بعهد ليس ببعيد مغطاة بمختلف أنواع النباتات
من حشائش وأشجار وشجيرات ، ولكن نشاط الإنسان المخرب الذي تمثل بقطع هذه
الثروة النباتية دون أن يعوضها بالزراعة والغرس يعرض التربة للتعرية
الهوائية ، فنقلت الرياح ذرات التربة الجافة وغير المتماسكة فتحولت إلى
صحراء أو شبه صحراء .