«»--¦[••»||تكون ثقوب الرياح والحصى ||«••]¦--«»

كثيرا
ما تظهر سطوح صخرية مكونة من مواد متلاحمة يبدو عليها آثار التحزز الناتج
عن الرياح والتي تقوم بما تحمل من مفتتات ببري هذه السطوح الصخرية
المتماسكة ، وان كانت تظهر سطوح ملساء يتدنى فوقها البري بالرياح الى ادنى
درجة .
وقد يزداد البري abrasion بفعل الرمال المثارة في فصل الشتاء
بسبب هبوب رياح شديدة البرودة والسرعة - وذلك في بعض المناطق بالعروض
العليا -تحمل معها حبات من البرد تكون في صلابة الصخور مما يجعلها تؤثر في
الصخور التي تصطدم بها . ففي الوادي الجاف باقليم فكتوريا الجنوبي بقارة
انتاركتيكا وجد ان الحجر الرملي يتميز باسطح ملساء كثيرة التحزز بسبب
تعرضها للبري بواسطة الرياح شديدة البرودة التي تهب فترات طويلة من السنة .
وحيث تزيل الرياح الرمال الدقيقة من فوق الاسطح الصخرية فانها
تترك تكوينات حصوية خشنة بعضها هرمي الشكل يطلق عليها التعبير الالماني
drickanter حيث تتميز باوجهها الثلاثة وحدودها الثلاثة . أما اذا كانت ذات
وجهين وحد واحد فتسمى بالالمانية zweikanter ، اي ثنائية الحافة .
وعموما ، تتميز هذه الصخور باشكالها الغريبة وسطوحها المسقولة
بفعل الرياح وانتشارها فوق مناطق صحراوية واسعة . ويرى كل من Flint &
Skinner ان الرياح اذا هبت من اتجاه واحد طول العام فانها تعمل على شطف
الحصى الذي يقابلها من جانب واحد بحيث يتشكل الحصى من وجه عريض منحدر في
مواجهة الرياح الهابة . اما في حالة تغير اتجاهات الرياح فيحدث شطف (تشظى)
للجوانب الاخرى بحيث تتقابل الاوجه المشطوفة في حد او اكثر تبعا لعدد
الاوجه او الجوانب التي تتعرض للرياح .
وعلى غير ما يذكر كل من فلنت وسكينر Flint & Skinner يرى
سوجدن Sugden عند دراسته لمثل هذه الاشكال الحصوية في الرواسب الحديثة
جنوب العراق ان اوجه هذا الحصى نتجت عن عمليات تكسر (ربما بسبب عمليات
تجوية ميكانيكية) . كما اظهرت دراسات جلليني Glennie لمثل هذه التكوينات
بصحراء عمان عدم وجود اتجاه محدد لاوجه الحصى الهندسي حاد الزوايا ، او
بمعنى اخر عدم اتخاذها شكلا محددا .
نخرج مما سبق بانه حتى الان لم يستقر رأي نهائي محددا كيفية
تكون هذه الاشكال الحصوية ، هل هي الرياح ؟ ام عمليات التفكك الميكانيكي
الذي له تأثير كبير في مثل هذه المناطق الجافة ذات المناخ المتطرف . ويرى
البعض من خلال مشاهدته العديدة في مثل تلك المناطق ان تعدد اشكال الحصى
الهندسي و وجوده في مناطق متباينة من حيث نظم الرياح السائدة ومن حيث حدة
عمليات التفكك وغيرها يدعم فكرة تعدد اسباب تكونها وتشكيلها فهي بلا شك
تكونت في البداية نتيجة للتفكك الميكانيكي لاسطح صخرية متماسكة ثم جاء دور
الرياح في ازالة الرواسب الاصغر حجما من رمال وغيرها لتنكشف على السطح
وتتعرض بالتالي لعمليات التفكك الميكانيكي السائدة وكذلك لهبوب الرياح وما
يرتبط بها من تصادم الحبات ببعضها وتصادمها بالاسطح المتماسكة .

وبالفعل هناك العديد من الدراسات الحقلية والتجارب المعملية
التي تهدف الى البحث عن كيفية تشكيل مثل هذه الملامح الدقيقة مثل تجارب
Sharp وكذلك تجارب كل من كوك Cook و ورن Warren عام 1983 وكلها اكدت
الحاجة الى المزيد من الاهتمام بدراسة العمليات الايروديناميكية المرتبطة
بالرياح وخاصة فيما يتعلق بالتيارات الهوائية والدوامات المضطربة وكذلك
التركيز على التركيب المعدني للصخر ودراسة زوايا الاصطدام بالنسبة
للحبيبات الصخرية وكثافتها النوعية وخشونة السطح وغير ذلك من الجوانب التي
تساعد في تفهم هذه الاشكال الحصوية .