«»--¦[••»| | علم جغرافيا التربة ||«••]¦--«»

للتربة
تأثير سحري على الانسان فهي تجذبه اليها بين الحين والآخر . فالفلاح في
حقله و زارع الزهور في بستانه والمهندس في مشروعه يتعاملون مع التربة كل
من زاوية تخصصه . والاطفال يحفرون فيها لخلق منزل او قناة . ومما يؤسف له
ان بعض الناس والاسيما الامهات ينظرن الى التربة كمصدر للقذارة . والاجدر
بهم ان يتفهموا ان التربة لها دورها الحيوي في توفير الغذاء للانسان
والحيوان في كل العالم . وهنا نشير الى ان "سير جون رسل Sir John Rusel "
، قد اشار في كتاباته بلباقة ان قطعة من ارض قد تبدو الاول وهلة انها تشكل
مقبرة لانسان او حيوان ولكنها واقعيا هي شكل معقد في تكوينها طبيعيا
وكيميائيا وحيويا . والانسان يعتمد عليها في حياته . والتربة لها دورها
الرائد كمصدر للغذاء للانسان والحيوان .

علم جغرافيا التربة

وهنا يستحسن ان نفرق بين علم التربة كعلم Science قائم
بذاته Science of Pedology وعلم جغرافيا التربة Geography of soils فالاول
يتركز على الجانب التحليلي من زاوية التركيب الكيميائي والفيزيائي ونسيج
التربة وقطاعها بطبقاته المختلفة وانواع الاملاح بها وطرق علاجها فنيا
بالاضافة الى التصنيف العام للتربة . أما علم جغرافيا التربة فيتعرض
باختصار الى صفات التربة ولكنه يركز على :

أ-دراسة مقارنة بين انماط التربة .

ب-التصنيف الجغرافي لانواع التربة عالميا والمقومات الجغرافية التي تتحكم في هذا التوزيع .

ج-مشكلات التربة في الاقاليم الجغرافية المختلفة وطرق علاجها .

د-التربة وانواع الدورات الزراعية .

هـ - التربة ومدى التخصص في الانتاج الزراعي والرعوي ولاسيما في مناطق التوسع الزراعي الحديث .

و-التربة والسياسة المائية ممثلة في شبكات الري والصرف
ولاسيما المصارف المغطاة في المناطق المزدحمة بالسكان كالهلال الهندي
الخصيب ودلتا النيل والسهل الصيني الكبير . وفي هذا المجال نلاحظ ان كلا
من العلمين يكمل الاخر . كما يشترك العلمان في ان كلا منهما يعتمد على عدد
من العلوم الاخرى . فكل من العلمين يتأثر بعلوم الكيمياء والفيزياء
والتاريخ الطبيعي والجيولوجي والهيدرولوجيا وفلاحة الارض وكذلك علوم
الغابات والمعادن والتاريخ والآثار .

ولاشك ان الخرائط التفصيلية للتربة بانواعها المختلفة
كخرائط القدرة الانتاجية للتربة ، وانواع الاملاح بها ، وسمك قطاع التربة
، كلها تساهم في تفهم مشكلات بعض العلوم الاخرى كالزراعة والبستنة
والغابات والهندسة كهندسة الري وبناء الجسور . كما تساهم هذه الخرائط في
تحديد مدى استثمار الاراضي في مشروعات التوسع الزراعي الحديث ، وحجم او
مساحة المزرعة ونوع المحاصيل من زاوتي سمك قطاع التربة وتوزيع المعادن
والمواد العضوية بها . ونخص بالذكر ان تصنيف التربة يلعب دورا اساسيا في
توزيع شبكات الري والصرف ومدى اعماقها والنوع المناسب فنيا من انواع الري
والصرف كالري بالرش ومد المصارف المغطاة وتوزيع طلبات سحب مياه الصرف
وتجميعها لمعالجتها كيميائيا واعادة الاستفادة منها .

عوامل نمو التربة

ويلاحظ ان العوامل الجغرافية الرئيسية التي تتحكم في نمو التربة تتمثل في :

أ-عمال التفاعل المناخي ممثلا في المدى الحراري ونسبة الاوكسيجين وكميات الامطار او الثلوج المتساقطة .

ب-عامل الغطاء النباتي الطبيعي والمزروعات .

ج-عامل روث الحيوانات والبقايا الحيوانية .

د-عامل الاشتقاق الصخري ممثلا في التفتتات الصخرية وما تحتوي عليها من مواد معدنية مختلفة سرعان ما تساهم في تكيون التربة .

هـ -عامل التدخل التكنولوجي او التقنية الحديثة ممثلة
في استخدام الاسمدة المناسبة ، والدورات الزراعية ، والتقنين المائي
الدقيق وفقا لنوع الزراعة وقطاع التربة ، وشبكات الصرف للتخلص من فائض
المياه مع غسل التربة احيانا لتخفيف نسبة ما بها من املاح قد تضر نسيج
التربة .