الزرافة
حيوان طويل القامة يعد أكثر الحيوانات ارتفاعًا حيث يبلغ طول قامة الذكر
أكثر من 5,5م ـ أي أطول بمقدار 1,5م من الفيل الإفريقي، ثاني أطول حيوان
على سطح الأرض. ويبلغ ارتفاع معظم ذكور الزراف المكتملة النمو وهي قائمة
نحو 5,2م. أما معظم الإناث فيبلغ ارتفاعها نحو 4,3م. ويعزى ارتفاع الزرافة
الفارع إلى أرجلها التي يبلغ طولها 1,8م ورقبتها التي ربما كانت أطول من
ذلك. ورغم أن الزراف يطول الحيوانات الأخرى كافة إلا أن وزن الجسم في معظم
ذكور الزراف المكتملة النمو لايتجاوز 1,200كجم، مقارنةً بالفيل الإفريقي
الذكر الذي قد يزن خمسة أضعاف ذلك
جسم الزرافة
جسم الزرافة مكسو بغطاء جلدي مبرقع بألوان تتراوح بين البني والأصفر
الخفيف إلى الكستنائي أو البني المحمر تفصلها خطوط صفراء خفيفة أو بيضاء.
هذا التكوين اللوني حماية للزرافة حيث تصعب رؤيتها حينما تقف بين الأشجار،
وتتميز كل زرافة بطراز لوني معين.
وينمو من جمجمة الزرافة قرنان عظمّيان يغطيهما الجلد والشعر، مثل قرون
الغزال قبل تفرعاتها، فهي إذن ليست قرونًا حقيقية لأنها غير مغطاة بطبقة
قرنية، وقد يوجد في جباه بعض الزراف واحدٌ أو أكثر من النتوءات القرنية
القصيرة. والقرون في الأنثى أقصر منها في الذكر.
تستطيع الزرافة غلق فتحاتها الأنفية تمامًا لمنع دخول الرمال والأتربة.
وتستعمل الزرافة شفتها العليا ولسانها الذي يبلغ طوله نحو 50سم لجمع
طعامها من فروع الأشجار. وتستطيع الزرافة الرؤية والسمع جيدًا ونادرًا ما
تستعمل صوتها رغم أن في مقدورها إصدار العديد من الأصوات الدقيقة.
وعلى الرغم من طول عنق الزرافة فإن به سبع فقرات عُنقية فقط مثل العدد
الموجود في الإنسان، ومعظم الثدييات الأخرى. ينمو عُرف قصير على رقبة
الزرافة من أعلى يمتد من الرأس إلى الكتفين. ويبلغ طول ظهر الزرافة
المنحدر ابتداء من قاعدة الرقبة حتى قاعدة الذيل حوالي 1,5م. أما الذيل
فيبلغ طوله حوالي 90سم وينتهي بخصلة من الشعر الطويل الأسود. والحوافر في
الزرافة مشقوقة إلى نصفين ينتهي كل منهما بأصبع قوي.
ويعتبر الأوكاب أقرب أقرباء الزرافة ـ وهو العضو الوحيد الآخر في فصيلة الزرافة.
حياة الزرافة.
تحمل أنثى الزرافة صغيرها لمدة تبلغ حوالي 15
شهرًا قبل ولادته. وتضع الزرافة جنينًا واحدًا في كل مرة ما عدا بعض
الحالات النادرة من ولادات التوائم. ويبلغ ارتفاع عجل الزرافة ـ صغيرها ـ
عند الولادة نحو 18م أثناء وقوفه أما وزنه فيبلغ حوالي 68كجم. ويستطيع
الصغير الوقوف في غضون ساعة من ولادته. وتقوم الزرافة بإرضاع صغيرها لمدة
9 أو 10 شهور رغم أن الصغير يبدأ في تناول كميات صغيرة من النباتات
الخضراء من عمر أسبوعين. تحمل أنثى الزرافة لأول مرة في عمر 5 سنوات.
وتعيش الزرافة في البرية عمرًا طويلاً يصل إلى 28 عامًا. عند المشي تحرك
الزرافة إحدى رجليها الأماميتين في آن واحد مع الخلفية من الجانب نفسه إلى
الأمام ثم تفعل الشيء نفسه في الجانب الآخر. وحينما تندفع قدماها
الخلفيتان إلى الأمام وتهبطان إلى الخارج أمام قدميها الأماميتين. ويمكن
للزراف أن يعدو بسرعة تزيد عن 55كم في الساعة.
ولكي تشرب الزرافة فإنها تفرد رجليها الأماميتين بعيدًا أو تثنيهما للأمام
حتى يتمكن فمها من الوصول إلى الماء. وتنام الزرافة عادة وهي قائمة وحينما
تستلقي تجعل رقبتها منتصبة أو تريحها على فخذيها أو على فروع الأشجار
المنخفضة.
وغالبًا ما تعيش إناث الزراف وصغارها في مجموعات صغيرة شبه منظمة، ويلحق
بها ذكر مكتمل النمو من حين لآخر. وعمومًا يعيش الزراف معظم حياته في
منطقة واحدة، تبلغ مساحتها غالبًا حوالي 75كم². وقد يقاتل الثور ـ ذكر
الزراف ـ ثورًا آخر، وأثناء القتال يضع أحدهما رأسه في صدر خصمه أو عنقه
وعندما يشتد وطيس القتال يمكن سماع الضربات على بعد 90م. ومع ذلك فإن هذه
الحيوانات نادرًا ما تجرح بعضها بعضًا. أما الإناث فلا تتقاتل.
تعتبر الأُسُود الحيوانات الوحيدة التي تهاجم الزراف المكتمل النمو، ويمكن
للأسد قتل الزرافة إذا كانت نائمة أو إذا قفز على ظهرها من مكمنه. ويدافع
الزراف عن نفسه بالركل بأقدامه، وأحيانًا تكون الركلات من القوة بحيث تقتل
الأسد. ويستطيع الأسد والنمر الأرقط، والفهد الصياد والضبع والتمساح
اصطياد الزراف.
الزرافة والناس.
انخفض عدد الزراف في العالم كثيرًا بسبب قيام الناس باصطياد أعداد كبيرة
منه وبسبب تحويل المناطق التي كانت مأهولة بالزراف إلى مناطق زراعية.
واليوم يعيش معظم الزراف في المتنزهات العامة أو المناطق المحمية.
ويستعمل الناس الزراف لأغراض مختلفة. فبعض القبائل الإفريقية مثلاً تستعمل
شعر الذيل في عمل الأساور والحبال، والجلد في عمل الأغطية الواقية
والأربطة لعلاج التمزقات العضلية ـ وربط العضلات بالعظام ـ ولعمل أوتار
الأقواس.
ويُربى الزراف للحصول على اللحم في قليل من المزارع الإفريقية. وقد نادى
بعض الخبراء بزيادة الاستفادة في هذه الناحية من بعض الحيوانات، مثل
الزرافة وفرس النهر والغزال الإفريقي، فهذه الحيوانات بما توفره من لحم
يمكنها تحسين مستوى تغذية ملايين الأفارقة الذين يأكلون قليلاً من اللحم.
وهذه الحيوانات تنمو أسرع من الماشية والأغنام عند تغذيتها بالنباتات
الاستوائية. بالإضافة إلى أن الزراف، على العكس من بقية الحيوانات التي
يأكل البشرلحومها، يستطيع التغذية بما تحمله الأشجار العالية