هل لنا في البداية أن نطمئّن على حالتك الصحية ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحقيقة أنني أحسست بآلام خفيفة عند إلتحاقي بالتربص أمسية الإثنين، مما جعل الطاقم
الطبي للمنتخب الوطني يقرر منعي من المشاركة في أول حصة تدريبية، و قد
خضعت صبيحة الثلاثاء لكشف « إيكودوبلير « من أجل الوقوف على مدى خطورة
الإصابة، حيث بينت هذه الكشوفات بأن إصابتي سطحية و لا تثير المخاوف،
الأمر الذي يدفعني إلى التأكيد على جاهزيتي للمشاركة في المباراة الهامة و
المصيرية المقررة يوم الأحد القادم، لأن المنتخب يمر بمرحلة حساسة، و
الوضعية التي يتواجد فيها تجبرنا نحن كلاعبين إلى تحدي كل العقبات، و
تجاوز الآلام الخفيفة، مادام المصير أصبح مرتبطا بنتيجة هذه المواجهة، و
عليه فإن غيابي عن التدريبات كان وفقا لقرار الطاقمين الطبي و الفني، من
دون أن تكون هناك مخاوف من إمكانية غيابي عن المقابلة ضد المغرب.
و ماذا عن زميلك مجيد بوقرة ؟
إن
شاء الله سيكون بوقرة حاضرا معنا في مباراة هذا الأحد، لأنني صرحت بأن
المنتخب بحاجة ماسة إلى جميع ركائزه، و إصابة بوقرة ليست خطيرة إلى الدرجة
التي تمنعه من المشاركة، و قد تعودنا على اللعب تحت تأثير الإصابات
السطحية، و الكل يتذكر بان ثمانية لاعبين خاضوا المقابلة الهامة و
المصيرية بالقاهرة و هم مصابون، و كذلك الشأن في نهائيات كأس أمم إفريقيا
بأنغولا، و بالتالي فإنني شبه متيقن من مشاركة « الماجيك « ضد المغرب،
لأنه ظل إلى جانبي منذ إنطلاق التربص، و لمست لديه رغبة جامحة في تحدي
الآلام التي يحس بها، مما سيدفعه إلى تحدي هذه الإصابة، و السعي لضمان
تواجده ضمن التشكيلة.
نعود الآن للحديث عن أجواء التربص، فما تعليقكم على الإستقبال الذي حظيتم به في عنابة ؟
توافد
الجمهور بأعداد غفيرة لإستقبال العناصر الوطنية و متابعة الحصص التدريبية
كان بالنسبة لي أمرا متوقعا و منتظرا، لأن المناصرين الجزائريين برهنوا في
الكثير من المناسبات على تعلقهم الوطيد بالمنتخب، من دون أن يكون لهذه
العلاقة صلة بالنتائج المسجلة، و شخصيا كنت أتوقع توافد الآلاف من
المشجعين و بأعداد قياسية على ملعب العقيد شابو، لما قرر الطاقم الفني
برمجة أول حصة تدريبية مفتوحة للجمهور، كوني أعرف الجمهور العنابي جيدا، و
أتذكر جيدا تلك الأجواء المميزة التي عشتها مع المنتخب في تصفيات مونديال
ألمانيا، خاصة في المباراة الأولى من التصفيات ضد أنغولا، حيث لعبت هذه
المواجهة أمام مدرجات مكتظة عن آخرها مع بقاء الآلاف من المناصرين خارج
الملعب، فما بالك الآن بعد نجاحنا في العودة إلى الواجهة، بعد المشاركة في
المونديال الأخير بجنوب إفريقيا، و عليه فإنني كنت أتوقع قيام المناصرين
بإجتياح أرضية الميدان، لأن الجزائريين قاموا بهذه التصرفات في أكبر
الملاعب في العالم، حتى في المونديال، فكيف لا يقوموا بذلك في ملعب عنابة.
ما إنعكاس ذلك على الحالة المعنوية للاعبين في تحضيراتهم لهذه المباراة ؟
فعلا
فإن بعض اللاعبين لم يعايشوا معنا أجواء تصفيات المونديال إندهشوا لما
شاهدوه بملعب العقيد شابو في اول حصة تدريبية، لأن الكثير منهم لم يكن
يتوقع أن يتوافد المناصرون بأعداد قياسية لمشاهدة العناصر الوطنية، لكن ما
أثار الدهشة أكثر تجاوب المناصرين مع المنتخب، لأن إقدام الأنصار على
إستعمال الألعاب النارية أمر لم يكن أحدا ينتظره في حصة تدريبية، لأن هذا
المشهد لا يحدث في أي ملعب في العالم، و قد كان لذلك إنعكاس إيجابي على
معنويات اللاعبين، حيث وقفنا على حقيقة الدعم الذي نحظى بها من طرف
جمهورنا الوفي، كما أننا فهمنا رسالة الأنصار بضرورة الفوز على المغرب
مهما كانت الظروف، لأن جمهورنا يتنفس كرة القدم، ويستحق فعلا ضمان التأهل
إلى أية منافسة قارية أو عالمية، و نحن الآن على دراية بالمهمة التي
تنتظرنا، و النقاط الثلاث ستكون الهدية التي لا بد أن نقدمها لأنصارنا،
على أن تكون تأشيرة التأهل إلى « الكان « الجائزة الكبرى لأنصارنا.
و كيف هي الأجواء السائدة وسط المجموعة الوطنية مع إقتراب موعد المواجهة الحاسمة ؟
كما
سبق و أن قلت فإن العناصر الوطنية مصممة على رد الإعتبار و تحقيق الإنتصار
في هذه المواجهة مهما كان حجم المنافس، لأن وضعيتنا الراهنة في ترتيب
المجموعة الرابعة تضعنا أمام خيار وحيد و هو الفوز و لا شيء سواه، و
الإستقبال الذي حظينا به في عنابة كان صورة واضحة على مطلب الجمهور، و
المتمثل في عدم التفريط في النقاط الثلاث، لتجنب الإقصاء المبكر من
التصفيات القارية، و كل الظروف مهيأة لتحقيق الهدف المنشود، لأننا سنخوض
هذه المواجهة بكامل إمكانياتنا بإستثناء الإصابة الخفيفة لبوقرة، و تواجد
اللاعبين في « فورمة « عالية سيساعدنا على الظهور بمستوانا الحقيقي، و
كامل التعداد عازم على رفع التحدي و تحقيق الإنتصار الذي يترقبه كل
الجزائريين، مع كسب المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات لبلوغ الغاية
المرجوة، لأننا في حاجة ماسة إلى إنتصار نضع به حدا لسلسلة النتائج
السلبية التي سجلناها، و بالمرة تفادي الخروج من تصفيات كأس انم إفريقيا
مبكرا، رغم أننا نبقى المرشحين للتأهل عن هذا الفوج، كوننا المنتخب الوحيد
الذي شارك في المونديال الأخير، و لا يعقل آن نقصى من التصفيات في مرحلة
الذهاب .
لكنك تبدي الكثير من التفاؤل بالفوز على المغرب . فما سر ذلك ؟
السر
الذي يمكن أن أتحدث عنه يتمثل في إصرار اللاعبين على رفع التحدي، و الجميع
يدرك بأننا و كلما تواجدنا في ظروف عصيبة نحسن تجاوز هذه المراحل، خاصة «
السيناريو « الذي عشناه في « كان أنغولا» بعدما دشننا مشاركتنا بهزيمة
بثلاثية أمام مالاوي، إلا أننا عدنا بقوة أمام مالي، لنفوز في ربع النهائي
على كوت ديفوار، و هذا كله بفضل سلاح الإرادة، لأن العزيمة الجزائرية
قادرة على صنع المعجزات في مختلف ملاعب العالم، و لكم في المباراة
البطولية التي أديناها ضد إنجلتر ا في المونديال مثال حي على هذا الطرح، و
عليه فإنني أطمئن الجمهور بأننا سنحاول أن نكون في مستوى الثقة التي وضعها
فينا، و النقاط الثلاث ستكون من نصبينا.
و ما هي المعلومات التي تمتلكها عن المنتخب المغربي ؟
الشيء
المؤكد أننا لا نفكر كثيرا في المنافس و قوته بقدر ما نفكر في كيفية
تواجدنا في « فورمة « يوم المباراة، لأن النتيجتين السلبيتين المسجلتين
أمام كل من تانزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى لم تكن بسبب قوة الخصمين و
إنما لعدم ظهورنا بالمستوى المعهود، و بالتالي فإنني أفضل أن لا نعطي
المنتخب المغربي قيمة تفوق حجمه الحقيقي، لأن هذا المنافس غاب عن الساحة
القارية، و فشل في التأهل إلى « الكان « و المونديال الأخيرين، لكنه يضم
في صفوفه لاعبين ممتازين ينشطون في أكبر الدوريات الأوروبية، و إشراف
المدرب غيريتس على عارضته الفنية أعطاه دفعا آخر، لأن هذا المدرب صاحب
خبرة طويلة، و قادر على الإستثمار في الفرديات العالية التي يمتلكها
اللاعبون « المغاربة «، و بالتالي فلا بد من أخذ الأمور بجدية، و التحضير
النفسي الجيد سيكون المفتاح الأساسي في هذا اللقاء، حيث نبقى بحاجة ماسة
إلى دعم أنصارنا طيلة فترات اللقاء.
هل من كلمة ختامية توجهها للمناصرين الجزائريين بمناسبة هذا اللقاء الهام و المصيري ؟
الأكيد
أن الجمهور الجزائري يترقب موعد هذه المقابلة بفارغ الصبر، لأن مرحلة
الفراغ التي مررنا بها جعلتنا مطالبين بالفوز و لا شيء سواه، و المصير
أصبح مرهونا بنتيجة هذا اللقاء، رغم أن المأمورية ليست سهلة بالنظر إلى
طابع « الديربي « الذي تكتسيه المواجهة، لكن و مع ذلك فإن الثقة التي
إكتسبناها بعد الإستقبال الحار الذي خصنا به الجمهور بعنابة تجعلنا على
أهبة الإستعداد لتحقيق الهدف المنشود، و الكل جاهز للمساهمة في تقديم
الإضافة المطلوبة للتشكيلة، لأن الإنتصار سيعيد خلط حسابات المجموعة
الرابعة، و نجاحنا في إحراز النقاط الثلاث يسمح لنا بإستعادة الثقة
المفقودة، و بالتالي العودة بقوة في النصف الثاني من التصفيات، مما يعني
بان مباراة هذا الأحد تعتبر بمثابة المنعرج الحاسم في مشوارنا، لأننا
قادرون على إقتطاع تأشيرة التأهل إلى « الكان « القادم، و كل شيء معلق على
مواجهة المغرب .