الهجرة

قد يكون هاذا أطول موضوع أطرحه في المنتدى لحد الآن و-الحمد لله- ..بالرغم من أني حاولت الاختصار فيه لكوني
أدري أنه هناك من الأعضاء لا يحبون قراءة المواضيع الطويلة و التي تصيبهم بالملل !!!.. لكن و مع ذلك الإختصار
أحسست أن الموضوع يزداد طولا ... لأنه شائع و شائك في نفس الوقت ..بالإضافة لذلك وقعت في لبس و غرقت في
إستفسار عن أي منتدى هو الأجدر لأطرحه فيه فأحترت بين خيارين ..إما أن أطرحه في منتدى قضايا الساعة أو منتدى
الآفات الإجتماعية و وقع إختياري أخيرا في أن أطرحه في منتدى الآفات الإجتماعية ..لكن مع ترك حق الفيتــو
للأعضاءالكرام إذا رأو أن مكانه الأصلي في منتدى قضايا الساعة .. و لكمٌ الحكم بعد قرائته كاملا بطبيعة الحال ..
أضن أنه يستحق ذلك..أم أنني مخطأ ؟؟

حياتنا اليوم عبارة عن جولات متتالية من النزال.. نصارع بها مختلف التحديات و الأزمات .. قد نفلح و نكسب جولة من
من هاذا النزال كما قد نخسر أيضا..و حتى و إن كان للخسارة هنا معنى قد يترك أثرا سلبيا على نفوسنا فإنه سيكون مفيدا لنا..
لأننا بخسارتنا نكون قد عرفنا نقطة قوة و ضعف منافسنا تسمح لنا مستقبلا بعدم الوقوع في نفس الخطأ مرتين ..

و في حياتنا أيضا نجد الكثير من التناقضات و المفارقات ..نجد الكثير من الحقائق المزيفة و الحقائق الواقعية التي نعيشها
و نلامس جزءا منها ..فكثيرا ما نبتسم لهاذه الحقائق و كثيرا ما نحزن لها ..و قد يأتي يوم لنكره من هاذه الحقائق ..يوم نشعر
فيه بأن الحقيقة التي كنا نضنها واقعية أصبحت غير ذلك ...يوم يصبح كل شيء معكوس ..فالحلال يصبح حرام ..
و الحق يصبح باطلا ...يوم يُؤَوَلْ كلامك إلى معنى آخر و خاطئ يساء به ضنك .. يوم يصبح المتهم ضحية و الضحية متهما ..
يوم يجرم المدافع عن نفسه و يمجد المعتدي..يوم يصدق شاهد الزور و يُكَذَبْ قائل الحقيقة .. يوم يخلط فيما بين الحق و الواجب..
فالحق عندما يدافع عن الضالم و الواجب عندما يترك حقي مهضوما ..يوم يصبح قول الحقيقة في زمن الريبة كأنها مقصلة لا ينجوا
منها إلا من كان لا يعرف طريقـا و منعى لها ..و لا غير ذلك ..

بـُوصـلـة نحـو آلمجهــول..



لكل منا بوصلته في حياته يتبعها حسب الإتجاه الذي يريد الذهاب إليه ..فالبوصلة في حياتنا لها معاني كثيرة كما لها إتجاهات
كثيرة أيضا و كل هاذه الإتجاهات تصب في هدف معين يريد تحقيقه الفرد و قد تختلف هاذه الأهداف أيضا حسب رغبات الفرد ..
فمنها ما هي أهداف نبيلة و منها ما هي غير ذلك .. بوصلة الحياة قد تضل الطريق أحيانا إذا لم يحسن الفرد إستعمالها..
كتلك البوصلة التي يستعملها قاطعي البحور في متن قوارب في وجهة نحو الشمال مواجهين بها أمواج البحرالعاتية باحثين
عن حقيقة مزيفة غافلين عن حقيقة واقعية و عظمة في ان بوصلتهم تسير بهم نحو المجهول.




حـراڤــة... إبحــآر للمستقبـل آلغآمـض ؟؟



طبعا الكل يعرف بموضوع الحـراڤــة الذي أخذ نصيبه من الإهتمام من الآونة الأخيرة ..شباب و شابات في مقتبل الأعمار ..
خريجي الجامعات و المعاهد ..بطالون ..و غيرهم من الذين ضاقت بهم الأحوال و الضروف في بلادهم فقرروا شد الرحال
إلى ما وراء البحار لتحقيق حلم لطالما روادهم في الضفة الأخرى ببناء مستقبل زاهر بعيدا عن البلاد التي تربوا فيها و نموا
بين جدرانها تحت حجج لا ننكر بأنه منها ما هو حقيقي و لكن ليس لدرجة المخاطرة بالحياة ..فالهجرة الغير شرعية اليوم
أعتبرها من الآفـات التي أصبحت تنخر جسد مجتمعنا .. كيف لا و نحن اليوم نرى شبابنا يشقون البحار في قوارب الموت هروبا
من المآسي و التعفن ..هروبا من البطالة و الذل هروبا من الواقع المعاش و المزري الذي حطم كل أمالهم و أمانيهم ..فارين
من كلمة واحدة إسمها -الحـڨـرة- في رحلة محفوفة المخاطر سلاحهم الوحيد فيها ..الإرادة و الأمل

الهجرة الغير الشرعية .. جنـة الشـاب الجزائـري..؟؟أم إختصـار لمأسـآة ؟؟


الحـرڤـة كلمة أصبحت و تعششت في عقول الشباب الجزائري ..الحرڤـة تمثل معنى للحرية في عقل الشاب ..تمثل معنى آخر للحياة..
و تمثل أيضا معنى للقضاء على الحياة و العودة في صناديق ملفوفة بالأبيض إذا كان محضوضا و لم يكن طعاما للحيتان ..ربما لم
أعش و لم أتعرض لمواقف الشاب الحراق و لكن أقول أن كل هاذه الأسباب التي ذكرتها لا تدفعني للمغامرة و القضاء على حياتي
أو حياة أي شخص آخر معي بسببها .. فالحياة هي هبة من عند الله و أمانة في أعناق كل واحد منا وجب علينا الحفاظ عليها ..فكم
من أم فقدت فلذة كبدها و كم من أخ فقد أخوه و كم من صديق فقد صديقه ..كله بسبب مجرد حلم موعود و زائل في الجانب الآخر
من البحر ..هل يستحق الفرد أن يتكلف كل هاذا العناء للوصول إلى مبتغاه و أن يصبح عبدا مقيد الحرية في يد أسياده في البلاد الأخرى
مصيره السجون و العذاب ..أم أن يبقى مواطنا معززا مكرما في بلاده يحزن و يفرح مع أبناء وطنه ..يرأفون به و يساعدونه إذا
احتاجهم ..يأكل التراب على أرض وطنه أو أن يعيش عيشة تكره الكلاب حتى من عيشتها في البلاد الآخرى ..؟؟
هل الأمر يستحق كل هاذا العناء ؟؟

أيها الشـاب الحـراڨ ..وقفـة مـع النفس للتفكيـر..؟؟



كلنا نعلم الأسباب و الدوافع التي أحيانا تجعل الشخص يرتكب أفعالا آخرها سيكون ندما ..و لكن مهما كانت هاذه الاحوال فعليك بأن
تفكر في مصلحة ألناس الذين يحبونك و يحترمونك و تهمهم أمورك و أحوالك ..عليك وضع نصب عينك بأنك لن تجني أي شيء
إيجابي عندما تقطع البحور .. فأنت فلذة كبد والداك ..و لا يجب أن تتركهم يتعذبون و يتألمون لتألمك أنت ..كلنا معرضون للخطأ
و لا أحد معصوم ..و لكن وجب العمل على تفاديه ..لماذا تنسى النعمة الحاضرة بين أخوانك و تفكر في النعمة الغائبة مع الغرباء..
لماذا تحسد الناس الذين أعموا بصيرتهم بخروجهم عن الطريق و تغفل عما لديك في أرض الواقع ..فكن متأكدا بأنه لا مرض و إلا
تعقبه عافية ..و كذلك لا شر و إلا يعبقه خير ..و لا مأساة و إلا يعقبها فرج..كن قدوة كالنحلة ..تأكل طيبا و لا تعطي إلا طيبا ..
و كالنملة التي تثابر في صعودها للأعلى بعد أن تسقط عشرات المرات و لكنها لا تطلب أكلها من الآخرين بل تبحث عنه كما بحثوا..
فيا ايها الشاب أطلب كما طلبوا ..تجد كما وجدوا.. و درس كل مأساة لا ينسى و كل مصيبة تصيبك فهي محفورة في ذاكرتك ترجعك
إلى جادة الصواب و لتضع في بالك بأن الرزق على الله و ليس على أحد آخــر... و لا غيـــر ذلـك.


كنت جالسا بجانب قريب لي في إحدى الولايات الشرقية من الوطن ..و كان يتحدث في هاتفه مع أحد أصدقائه و لاحضت من
حديثه أنه كان يكرر كثيرا أحد أسألته عليه بقوله..أمازلت تصر على ذهابك ؟؟ و كل مرة يكرر عليه هاذا السؤال فتعجبت من
أمره و بعد أن أنهى كلامه سألته عن سبب تكراره لهاذا السؤال ..فقال لي أن صاحبه قد قرر شد الرحال إلى الضفة الأخرى
مع مجموعة أخرى و قد إتفقوا على المكان و موعد الإنطلاق ..و أضاف أن أحواله محمودة و لا بأس بها و لكن هو مصر
على ذهابه لأنه سمع بخبر وصول أصدقاء له إلى الضفة الأخرى و هم الآن بخير.. فقرر أن يلحقهم و حتى عائلته لم
يخبرها بالأمر.. فتعجبت كثيرا من هاذا الأمر و قلت أن الحرقة لا تتعلق أبدا بضروف الحياة القاسية و ليس كل من يشد
الرحال يكون قد تعرض للحقرة ..بل هناك من يفعل ذلك بدون سبب ..أو لنقل أنه يريد التخلص من نفسه و لم يجد من
طريقة للقضاء عليها سوى هاذه ليفعل ذلك.


موضـــوع بسيــط متـواضـع بقلمـي البسيـط المـتواضـع
شكـــرا لكـــم