الحمد لله المحمود على كل حال، الموصوف بصفات الكمال والجلال،
له الحمد في الأولى والآخرة، وإليه الرجعى والمآل والصلاة والسلام
على خير خلق الله سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله
بمعيتكم نفتتح هذه السلسلة الطيبة بمناسبة حلول الشهر الفضيل
عسى أن تنال القبول وتبلغ المقصود
فعلى بركة الله
البيت ورمضان
<blockquote dir="rtl">
فإن من نعم الله على المسلم أن يبلغه صيام رمضان ويعينه على قيامه ، فهو شهر تتضاعف فيه الحسنات ، وتُرفع فيه الدرجات ، ولله
فيه عتقاء من النار ، فحري بالمسلم أن يستغل هذا الشهر بما يعود عليه
بالخير ، وأن يبادر ساعات عمره بالطاعة ، فكم من شخص حُرِمَ إدراك هذا
الشهر لمرض أو وفاة أو ضلال .
وكما
أنه يجب على المسلم أن يبادر ساعات عمره باستغلال هذا الشهر ، فإن عليه
تجاه أولاده واجباً لا بد له منه ، بحسن رعايتهم وتربيتهم ، وحثهم على
أبواب الخير ، وتعويدهم عليه ؛ لأن الولد ينشأ على ما عوَّده عليه والده :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
وفي هذه الأيام المباركة لا بد أن يكون للأب والأم دور في استغلال هذا الأمر ، ويمكن أن نوصي الأبوين بما يلي :
1. متابعة صيام الأولاد والحث عليه لمن قصَّر منهم في حقه .
2. تذكيرهم بحقيقة الصيام وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب وإنما هو طريق لتحصيل التقوى ، وأنه مناسبة لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ، فقيل له : يا رسول الله ، ما كنت تصنع هذا ؟ فقال : قال لي جبريل : أرغم الله
أنف عبد أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يغفر له ، فقلت : آمين ، ثم قال : رغم
أنف عبدٍ أو بَعُدَ أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة ، فقلت : آمين ،
ثم قال : رغم أنف عبد أو بَعُدَ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت : آمين " رواه ابن خزيمة ( 1888 ) – واللفظ له - ، والترمذي ( 3545 ) وأحمد ( 7444 ) وابن حبان ( 908 ) ، انظر " صحيح الجامع " ( 3510 ) .
3. تعليمهم آداب وأحكام الطعام من حيث الأكل باليمين ومما يليهم ، وتذكيرهم بتحريم الإسراف وضرره على أجسادهم .
4. منعهم من الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوتهم صلاة المغرب جماعة .
5. التذكير بحال الفقراء والمعدمين ممن لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم ، والتذكير بحال المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله في كل مكان .
6. وفي هذه الاجتماعات مناسبة لاجتماع الأقرباء وصلة الأرحام ، ولا زالت هذه العادة موجودة في بعض البلدان ، فهي فرصة للمصالحة وصلة الرحم المقطوعة .
7. إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها ، وكذا في رفع المائدة وحفظ الطعام الصالح للأكل .
8. تذكيرهم بصلاة القيام والاستعداد لها بالتقليل من الطعام وبالتجهز قبل وقت كافٍ لأدائها في المسجد .
9. بالنسبة للسحور يُذكِّر الأبوان ببركة السحور وأنه يقوي الإنسان على الصيام .
10. إعطاء وقتٍ كافٍ قبل صلاة الفجر لكي يوتر من لم يوتر منهم ، ولكي يصلي من أخَّر صلاته إلى آخر الليل ، ولكي يدعو كل واحدٍ ربه بما يشاء .
11. الاهتمام بصلاة الفجر في
وقتها جماعة في المسجد للمكلفين بها ، وقد رأينا كثيراً من الناس يستيقظون
آخر الليل لتناول الطعام ثم يرجعون إلى فرشهم تاركين صلاة الفجر.
12. كان من هديه صلى الله عليه وسلم في
العشر الأواخر أنه " يحيي ليله ويوقظ أهله " وفي هذا دلالة على أن الأسرة
يجب أن تهتم باستغلال هذه الأوقات المباركة فيما يرضي الله عز وجل ، فعلى
الزوج أن يوقظ زوجته وأولاده للقيام بما يقربهم عند ربهم عز وجل .
13. قد يوجد في البيت أولاد صغار وهم
بحاجة للتشجيع على الصيام فعلى الأب أن يحثهم على السحور ، ويُشجعهم على
الصيام بالثناء والجوائز لمن أتم صيام الشهر أو نصفه .. وهكذا .
عن الربيع بنت معوذ قالت : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : مَن
أصبح مفطراً فليتمَّ بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصُم ، قالت : فكنا
نصومه بعدُ ونصوِّم صبياننا [ الصغار ونذهب بهم إلى المساجد ] ، ونجعل لهم
اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند
الإفطار .
رواه البخاري ( 1859 ) ومسلم ( 1136 ) والزيادة بين المعكوفين له .
العِهن : الصوف .
قال النووي :
وفي
هذا الحديث : تمرين الصبيان على الطاعات ، وتعويدهم العبادات ، ولكنهم
ليسوا مكلفين ، قال القاضي : وقد روي عن عروة أنهم متى أطاقوا الصوم وجب
عليهم ، وهذا غلط مردود بالحديث الصحيح " رفع القلم عن ثلاثة : عن الصبي حتى يحتلم - وفي رواية يبلغ - " ، والله أعلم .
" شرح مسلم " ( 8 / 14 ) .
14. إن تيسر للأب والأم الذهاب بالأسرة إلى العمرة في رمضان فخيرٌ يقدمونه لأنفسهم ولأسرتهم ، فالعمرة في رمضان لها أجر حجة ، والأفضل الذهاب في أوله تجنباً للزحام .
15. وعلى الزوج أن لا يكلِّف زوجته بما
لا طاقة لها به من حيث إعداد الطعام والحلويات ، فإن كثيراً من الناس
اتخذوا هذا الشهر للتفنن في الطعام والشراب والإسراف فيه ، وهو ما يُذهب
حلاوة هذا الشهر ويُفوِّت على الصائمين بلوغ الحكمة منه وهو تحصيل التقوى .
16. شهر رمضان شهر القرآن ،
فننصح بعمل مجلس في كل بيتٍ يُقرأ فيه القرآن ويقوم الأب بتعليم أهله
القراءة ويوقفهم على معاني الآيات ، وكذا أن يكون في المجلس قراءة كتاب في
أحكام وآداب الصيام ، وقد يسَّر الله تعالى
لكثير من العلماء وطلبة العلم أن يؤلِّفوا كُتباً في مجالس رمضان ، ويحوي
الكتاب ثلاثين مجلساً ، فيُقرأ في كل يوم موضوعٌ ، فيتحصل منه خير عميم
للجميع .
17. يحثهم على الإنفاق وتفقد الجيران والمحتاجين .
عن ابن عباس قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " .
رواه البخاري ( 6 ) ومسلم ( 2308 ) .
18. وعلى الأبوين منع أهلهم وأولادهم من
السهر الذي تضيع فيه الأوقات من غير فائدة فضلا عن السهر على المحرَّمات ،
فإن شياطين الإنس تخرج من أصفادها في هذا الشهر لتقدِّم للصائمين الشرور
والفسق والفجور في ليالي رمضان ونهاره .
19. تذكر اجتماع الأسرة في جنة الله تعالى
في الآخرة ، فالسعادة العظمى هو اللقاء هناك تحت ظل عرشه سبحانه ، وما هذه
المجالس المباركة في الدنيا والاجتماع على طاعته في العلم والصيام والصلاة
إلا من السبيل التي تؤدي إلى تحقيق هذه السعادة .</blockquote>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] شمّـر يا مسلم واطـرد عنّـك الكسـل والشهــوات
ابدأ صفحة جديـدة مع الله في موسـم الخير والعطـاءات
عساك تفلح وتُكتـب آخر الشهر من الفائزين والفائـزات
ومـن الذين يستلمـوا بيمينهـم اثمن وأغلى الصحيـفات
ابتسم
مما نُقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هذه المواقف :
قابله أحدهم في المستشفى ، فسأله : ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ ؟
قال الشيخ : أحلل السكر .
فقال السائل : كلنا نعرف أن السكر حلال ،
ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا
<blockquote dir="rtl">
[ندعوك
للتسجيل في المنتدى أو
التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] style="width: 84px;height: 82px" border="0" alt=""/>التمر
يعالج
التمر الاضطرابات المعوية ويساعد الأمعاء على أداء مهامها بفعالية عالية،
كما يساعدها على تأسيس مستعمرة البكتريا النافعة للأمعاء. ولذلك يساعد
التمر على علاج الإمساك بشكل جيد ويقلص عضلات الأمعاء وينشطها بما فيه من
ألياف. ويمكن الاستفادة القصوى من شراب التمر لعلاج الإمساك بنقع حبات من
التمر خلال الليل وتناولها في صباح اليوم التالي كشراب مسهل. يمكن
استعمال شراب التمر لعلاج القلب الضعيف، كما يمكن استعماله للضعف الجنسي.
وإذا مزج التمر مع الحليب والعسل فسوف يشكل شراباً فعالاً لعلاج
الاضطرابات الجنسية لدى الجنسين ومشروب كهذا سيقوّي الجسم بشكل عام ويرفع
مستوى الطاقة فيه. ويمكن أن يتناوله المسنون أيضاً لتحسين قوتهم وتخليصهم
من السموم المتراكمة في خلاياهم طوال سنوات عمرهم. والعجيب
أن الذين يعالجون مرضاهم بالصوم وهم من غير المسلمين ينصحونهم بتناول
السكر الطبيعي الموجود في الفواكه والماء، وإذا علمنا بأن التمر يحوي نسبة
عالية من هذا السكر السهل الامتصاص فإنه بذلك يكون التمر والماء أفضل غذاء
للصائم. وهنا نتذكّر حديثاً شريفاً لنبينا عليه الصلاة والسلام: ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طَهور ) [رواه أبو داود]. وهكذا يكون الرسول الكريم علمنا أصول الصوم الفعال بتناول التمر والماء قبل أن يكتشفه الغرب بقرون طويلة! وقد
تكون الحكمة النبوية من تناول التمر عند الإفطار هي الحدّ من الجوع
وبالتالي تقليل كمية الطعام المستهلكة من قبل الصائم، وهكذا يكون الصيام
أكثر فاعلية وفائدة. وإذا تذكرنا أن الصوم يعتبر أفضل سلاح لاستئصال
المواد السامة من الجسم، فإن الإفطار على التمر المقاوم للسموم هو بحق
علاج متكامل للضعف والوهن الناتج من تراكم المواد السامة والمعادن الثقيلة
في خلايا الجسم. إن احتواء التمر على تشكيلة واسعة من العناصر الغذائية
يجعله غذاء مقاوماً للجوع! وإذا علمنا بأن السبب الرئيسي للسمنة هو
الإحساس بشكل دائم بالجوع والشهية للطعام وبالتالي استهلاك كميات أكبر من
الشحوم والسكريات أثناء الأكل، فإن العلاج بتناول بضع حبات تمر عند
الإحساس بالجوع سيساعد على الإحساس بالامتلاء والشبع، هذه الحبات سوف تمدّ
الجسم بالسكر الضروري، وتقوم بتنظيم حركة الأمعاء وبالتالي التخفيف بنسبة
كبيرة من الإحساس بالجوع. وبالنتيجة فإن المحافظة على عدة حبات تمر كل يوم
يخفف من استهلاك الطعام. وهنا يتجلى الهدي النبوي الشريف عندما قال عليه الصلاة والسلام: (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) [رواه مسلم]. وهنا نستنبط علاجاً للسمنة الزائدة بواسطة التمر! حيث إن تناول حبات من التمر كل يوم يقلل الوزن الزائد.
</blockquote>
إلى عدد مقبل بمشيئة الله تقبّلوا منّا أطيب المنى
بلّغوا عنّا يرحمكم الله
الى تقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال ووفقنا للطاعات