علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: ما بعد و ما قبل الباكالوريا الجمعة 14 يونيو - 16:12 | |
| [rtl]على بضعة أيام من اجتياز امتحانات البكالوريا ، و بعد سنة مضنية من العمل و الكد و التعب ، و أمام الهالة الإعلامية المسلِّطة أضواءَها على هذا الامتحان الوطني ، تنتابُ تلاميذَنا حالةٌ من الترقب و الانتظار و كثرة الحديث حول ما قبل و ما بعد البكالوريا ، خاصة أن القيمة الكبرى لهذا الامتحان – كونه قاطرة بين التعليم المدرسي و التعليم العالي ـ تجعل تلاميذنا مشدوهين للمراحل القبلية و البعدية لامتحان البكالوريا ، فترى مجموعة كبيرة منهم في هذه الأيام يتهافتون على ملخصات الدروس ، و كثرة التمارين و التطبيقات ، و في أحايينَ أخرى على استنساخ أوراق صغيرة مزركشة بملخصات الدروس التي صعُب عليهم استيعابُها و فهمُها داخل أقسامهم ، ليكون موعد 11 يونيو حاسما إن لم نقل تاريخيا يفصل بين سنين مديدة منذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي ، و من التعليم الثانوي الإعدادي و التأهيلي ، و بين آفاق أخرى سيلجها طلاب و طالبات ، و سيفتحون بها أبوابا أخرى تحقق طموحات كانت مجرد أحلام في وقت مضى و انقضى .[/rtl] [rtl]حديثي سينصب على ما قبل و ما بعد امتحانات البكالوريا ، كون النتيجة السديدة محصلةً لمقدمات سليمة و صحيحة ، أما المآل الفاشل فما هو إلا نتيجة مقدمات غيرِ سليمة و صحيحة البتة ، و من ثم ليس غريبا أن نجد محصلات الامتحانات الدوريةَ بائسة ، في أغلب السنوات الدراسية ، فترى إجاباتٍ متعثرةً و ضعيفةً غايةَ الضَّعْف ، و استنتاجاتٍ مجانبةً في كثير من الأحيان للصواب ، و إجابات تضرب أخماسا في أسداس ، و كأنها تعبر عن أمخاخ لم تمتلئْ بمعين معرفة لم تتلقها فقط في سنة الباكالوريا ، و لكن منذ بداياتها الأولى في تعلم أبجديات العلم و المعرفة ؛لأن مقدمات هذه النتائج لم تنبنِ على أساس صحيح و سليم . إذاً فنحن بصدد الحديث عن أزمة البكالوريا إن شئنا أن نقول ، أزمةٍ لم تأتِ أبدا في الظرفية الراهنة ، بل هي نتيجة تراكمات كثيرة تبدأ من أزمة المناهج التعليمية و ضرورة إيجاد بدائل لها ، و من المشاكل الجمة التي تعانيها المدرسة المغربية ، و التي لا تخفى على أي قاصٍ أو دان خَبِرَها ، و درس في حجراتها ، أو تخرج منها ، أزمةٍ عادت سلبا على ميادين الشغل ، فلا عجب أن لا نجد كفاءاتٍ متميزةً في الصحة أو التعليم أو القضاء و الهندسة و هلم جرا – عدا استثناءات لا ننكر كفاءتها و فضلها – فما هي إلا انعكاسات لمنظومة تعليمية عقيمة و متدنية تهتدي بمنهاج عقيم و متواكل في حاجة إلى التجديد و التطوير و التحديث .[/rtl] [rtl]ينبغي التفكير مليا في استراتيجيات قبلية و تحضيرية قادرة على نقل مستويات المترشحين و المترشحات لأن يكونوا قادرين على إنجاز هذه الامتحانات إنجازا بعيدا عن التيه الذي يتخبطون فيه , و على الإبداع فيه, و تحقيق تفوق ليس كميا فقط كعادة امتحاناتنا الإشهادية , و لكن تفوقا كيفيا يركز على الذات المبدعة و الخالقة التي تستوعب المعرفة المقدمة لها , و تتعامل معها بقدرة على التحليل و الاستنتاج و البرهنة ،و الخروج بآراء شخصية تثبت أنها قادرة على مناقشة الدرس و انتقاده و إسقاط أحكام قيمية عليه .[/rtl] [rtl]إن إفساح المجال للمتعلمين لتأثيث الدرس ، و التعامل مع أخطائهم أنها تصور أخر للصواب ، خاصة في مرحلة مناقشة الدرس و تأثيثه ، و عدم إسقاط النعوت القدحية و المقذعة حال أي إجابة لا تعبر عن سوء سريرة من التلميذ ، و إنما عن خلاصة بناء عقلي تم من خلال تحليل و استنتاج و مقارنة ، إن هذا كلَّه لينمي ملكة التفكير المبدع و الخلاَّق لدى تلاميذنا ،و يجعلهم قادرين على المضي بعيدا ، و جاهزين لتحقيق نتائج كمية و كيفية موفقة في امتحانات البكالوريا ، و الذهاب بعيدا بعدها ، لصقل مواهبهم ، و إنتاج أفكار جديدة، و ما أحوجنا إليها في عصرنا الحاضر ، خاصة في مرحلة التعليم العالي . فالعمل على تغيير المنظومة التعليمية الحالية و جعلها قادرة على إنتاج متعلمين محاورين و مناقشين و قادرين على تبني الآراء و الدفاع عنها كفيل بالرفع من جودة شهادة البكالوريا لمغربية , في حين إذا ما تم الإبقاء على تبني هذه السياسة الرتيبة التي تمشي بها منظومتنا التعليمية فلن يحقق إلا ما نراه حاليا من ضعف في الجودة و الأداء سواء في مراحل ما بعدالبكالوريا, و حتى في ميدان عالم الشغل .[/rtl] | |
|