ْ (( صحيفة الصباح .. في باص المساء )) ْ

في ساعات الصباح الأولى أخرج من بيتي متوجهاً إلى مقهى الحي الذي أسكن فيه ..

وفي منتصف الطريق بين بيتي والمقهى كشك الجرايد الذي أشتري منه

جريدتي المفضلة التي تصحبني كل يوم ..

وتكون رفيقتي الوحيدة مع فنجان قهوة الصباح في المقهى قبل ذهابي إلى عملي ..

أصل للمقهى وأخذ مكاني على طاولتي المعتادة..

والنادل عثمان ما أن يراني يعرف طلبي ويذهب ليحضر لي فنجان قهوتي كالعادة .

أبدأ التهام الصحيفة من العنوان العريض ( المانشيت ) الذي غالباً مايروقني ويعجبني

لأنها بالطبع الصحيفة التي تلائم آرائي وتوجهاتي ومبادئي ..

ومن ثم المقالات من الإفتتاحية إلى الأعمدة والأخبار المحلية والدولية والإقتصادية

وأخبارالمجتمع والرياضة والوفيات وأفراح المجتمع وأبراج الحظ والمسابقات إلى أن أصل للصفحة الأخيرة ..

مع إنتهائي من ارتشاف فنجان قهوتي ..

أفاجأ كما في كل يوم أن ما أقرأه في صحيفة الصباح

كنت قد سـمعته من ركاب الحافلات والباصات الثلاث التي اسـتقلها في المسـاء

قبل ليلة وقبل صدور الصحيفة في طريق عودتي لبيتي من عملي

في رحلة تستغرق أكثر من ساعتين .

وكأن ركاب الباصات الثلاث التي أستقلها مساءً حين أسمع أحاديثهم

كل يوم في رحلة عودتي من عملي هم مصدر أخبار صحيفة الصباح

ومراسلوها ومحرروها وكتابُّها ..

والفرق بين الباص ودار نشر الصحيفة المطبعة

التي تقوم بطباعة الصحيفة فقط .

فأتحسـرعلى ثمن الصحيفة الذي أدفعه كل يوم والذي يعادل شهرياً خُمْسَ مرتبي .

ولكن حب الصحيفة وتعود أناملي منذ عقود أربعة على ملامسة ورقها كل صباح

هوعندي ألذ من ملامسة أفخر وأغلى أقمشة الحرير ..

ورائحة حبرها الصباحي أطيب عندي من رائحة أفضل العطور الفرنسية ..

وصبغة حبرها الأسود في أناملي أجمل من كل أنواع الحناء العربي .

إنه عشق الصحيفة اليومي .