السلام وعليكم ورحمة الله و بركاته
اما بعد اترككم مع الموضوع
نظام واحد يدلّ على خالق واحد : إنّ الذي سَنَّ قانُونَي الجاذبيَّة والحركة في السَّماء حَسَبَ كلَّ شيء حسابًا
دقيقًا
يعجزُ عن تصوُّره العقل فجعل قُوَى الجاذبيَّة تتوازن مع قُوَى الطَّرْد
ليتماسك الكون بل ووضع كلَّ شيء في المكان الذي يجب أن يكون فيه بالضَّبط
فلو أنَّ الأرض مثلاً كانت أقرب إلى الشَّمس مِمَّا هي عليه الآن لاحترقَتْ بِمَنعليها ولو أنّها كانت أبْعَد منها ممَّا هي عليه الآن لَتَجمَّد كلُّ شيء فوقها
والذي سَنَّ هذين القانونَين عَلِم أنَّ الأرض ستمارسُ جاذبيَّتها على كُلّ مَن فَوقها من أحياء وجماد فيَلتصقُوا بها لا يستطيعون
حراكًا لذلك جعلها تدور حول نفسها لِتَكْتسب قوَّة طَرْد مضادَّة لجاذبيَّتها فيحصلُ التَّوازن ويستطيع الأحياءُ المشيَ والحركة
وهذا الدَّورانُ محسوب أيضا بدقّة بحيث لو كان أسرع مِمَّا هو عليه الآن لَتَناثر كلُّ مَن على الأرض
مِن بَشَر ودوابّ وغير ذلك ولو كان أقلَّ مِمَّا هو عليه الآن لَوَجد النَّاسُ صعوبة كبيرة في الحركة
ولأنَّ الكونَ يسيرُ وفْقَ نظام واحد فقد سَنَّ خالقُه سُنَّةَ الدَّوران أيضًا على
كلّ الكواكب والنُّجوم والأقمار الأخرى فجعلها كلُّها تدور حول نفسها
والأعجب من هذا أنَّها كلُّها تدور من الغرب إلى الشَّرق على عكس دَوران عقارب السَّاعة إذا نظرنا إليها
من فوق سواء عندما تدور حول نفسها أو عندما تجري في مدارها حول النَّجم أو المركز الذي تدور حولَه
فالأرض تدور حول نفسها من الغرب إلى الشَّرق وتدور في مدارها حول الشَّمس أيضًا من الغرب إلى الشَّرق والقمر يدور حول نفسه
من الغرب إلى الشَّرق ويدور مع الأرض حول الشَّمس أيضًا من الغرب إلى الشَّرق ! وكلُّ كواكب المجموعة الشَّمسيَّة تدور حول نفسها
من الغرب إلى الشَّرق ويدور كلٌّ منها في مداره حول الشَّمس أيضًا من الغرب إلى الشَّرق
والشَّمس تدور حول نفسها من الغرب إلى الشَّرق وتدور في مدارها حول مركز مجرَّة
درب التّبَّانة أيضًا من الغرب إلى الشَّرق
والأعجب من العجب أنَّنا إذا انتقلنا من المجرَّة التي هي أكبر شيء في هذا الكون ، ونظرنا في أصغر شيء فيه وهو الذَّرَّة التي هي
أَصْل كلّ مادَّة لَوَجدناها تتكوَّن من نَواةٍ في الوَسط تدور حولها إلكترونات أيضًا من الغرب إلى الشَّرق في مداراتٍ كما تدور
الكواكب حول الشَّمس فالنَّواة هي شمس هذه الإلكترونات و من الغرب إلى الشَّرق هي قاعدة ثابتة في هذا الكون
ومن اللاّفت للانتباه حقّا أنَّ المسلمين عندما يؤدُّون فريضة الحجّ
يقومون بالطَّواف بالكعبة فيدُورون حولها من الغرب إلى الشَّرق
نعم مثل الكواكب والنُّجوم والإلكترونات
أفلا يدعو هذا الأمر إلى التَّساؤل : أيكونُ المسلم هو الإنسان الوحيد الذي ينسجم
مع هذه القاعدة الكونيَّة فيدور مع كلّ شيء في هذا الكون من الغرب إلى الشَّرق
أيكون الإسلام هو الدّينُ الحقُّ الذي اختاره خالقُ هذا الكون لعباده فبعثَ به كلَّ أنبيائه وسنَّ لكلّ نبيٍّ
تشريعات تُناسب عصره حتَّى اكتمل الإسلامُ ببعثة محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم آخر الأنبياء والمرسلين
حقّا إنّه أمرٌ مهمٌّ لا بُدَّ من الوقوف عنده
المقال منقول عن الأستاذ عامر ابو سمية
تحياتي ............................. عقبة
.................................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]