إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
على
الرغم من أن الاكتئآب يعد اضطرابا شائعا لدى كبار السن، إلا أنه في حالات
كثيرة لا يكتشف ولا يعالج. ويعود السبب وراء ذلك إلى تفسير بعض الأطباء،
فضلا عن من يقومون برعاية كبير السن، لأعراض الاكتئآب بأنها أعراض طبيعية
ناجمة عن تقدم السن. علاوة على ذلك، فإن أعراض وعلامات الاكتئآب لدى كبار
السن تختلف، إلى حد ما، عن ما هو الحال لدى الفئآت العمرية الأخرى.
ويذكر
أن الاكتئآب لدى كبار السن غالبا ما يكون مرتبطا بمرض جسدي، وذلك إما بسبب
ما تسببه الأمراض من آلام أو لما للأمراض من تأثيرات على الحالة النفسية.
فضلا عن ذلك، فإن الاكتئآب يعد عرضا جانبيا لاستخدام أدوية معينة أو لتعارض أدوية عديدة تستخدم معا.
وعلى
الرغم من أن الأعراض الجانبية للأدوية وتعارض بعض منها مع بعض قد يسبب
الاكتئآب لجميع الفئآت العمرية، إلا أن كبار السن يعدون أكثر عرضة لذلك
كون الجسم يصبح أقل قدرة على أيض الأدوية والتعامل معها مع تقدم السن.
أما
في ما يتعلق بأعراض الاكتئآب لدى هذه الفئة العمرية، فبالرغم من أنها
تتشابه إلى حد بعيد مع تلك التي تصيب الفئآت العمرية الأخرى، إلا أنها
تتضمن بعض الاختلافات، منها تركيز هذه الفئة العمرية على الموت والرغبة به.
وعلى
الرغم من أن الاكتئآب والشعور بالحزن يبدوان كالرفيقين، إلا أن بعض
المصابين بالاكتئآب من كبار السن يشيرون إلى أنهم لا يشعرون بالحزن. لكنهم
قد يشيرون إلى أعراض أخرى تعبر عن إصابتهم بالاكتئآب، منها أعراض نفسية
وأخرى جسدية. فمن الجدير بالذكر أن الآلام الجسدية، منها آلام المفاصل
والصداع، تعد إحدى العلامات المهمة التي تدل على إصابة كبار السن
بالاكتئآب.
وتتضمن الأعراض والعلامات التي يجب الانتباه إليها لدى كبير السن كونها تشير إلى احتمالية إصابته بالاكتئآب ما يلي:
- الإصابة بالآلام المتزايدة أو تلك التي لا تفسير لها.
- الشعور بالقلق والمخاوف.
- حدوث صعوبات ومشاكل في الذاكرة.
- فقدان الحماس والطاقة لممارسة النشاطات أو حتى الواجبات.
- تباطؤ في الحركة والكلام.
- سرعة التهيج.
- فقدان الاهتمام بالعناية الشخصية.
أما
عن علاج الاكتئآب لدى هذه الفئة، فهو يتم باستخدام الأدوية أو العلاج
النفسي أو بالخلط بينهما. لكن يجب على الطبيب أخذ الحذر عند إعطاء المصاب
الأدوية، كون كبار السن، يعدون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالأعراض
الجانبية الناجمة عن الأدوية.
وفضلا
عن ذلك، فينصح كبار السن، وجميع الفئآت العمرية من المصابين وغير المصابين
بالاكتئآب، بالقيام بما يلي، وذلك لعلاج الاكتئآب والوقاية منه:
- ممارسة التمارين الرياضية، وذلك بعد استشارة الطبيب حول نوع ومقدار
النشاطات التي يسمح لكبير السن بممارستها. ومن الجدير بالذكر أن النشاطات
الجسدية لها تأثير قوي محسن للمزاج يضاهي الأدوية المضادة للاكتئآب، وذلك
لدى جميع الفئآت العمرية.
- ممارسة النشاطات المحببة.
- التواصل الاجتماعي، ذلك بأن التواصل مع الآخرين يلعب دورا كبيرا في إزالة غيمة الاكتئآب وإبقائها بعيدة.
- الالتزام بنظام غذائي صحي.
- ممارسة الأعمال التطوعية لمساعدة الآخرين.
- تعلم مهارات جديدة. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بين العديدين بأن
كبار السن غير قادرين على تعلم مهارات جديدة، إلا أن الشخص، في أي سن كان،
قادر على تعلم المزيد دائما.