نظرية الزهرة الزائفة : من حصرياتي بالأرشيف

نظرية الزهرة الزائفة :

يرى مؤيدو هذه النظرية بأن أزها مغلفات البذور
تمثل أزهارا زائفة. ، فالزهرة في مغلفات البذور من وجهة النظر هذه ناتجة
عن انكماش نورة من نورات عريانات البذور الممثلة بمخروط ذكري أو
أنثوي.فالسداة في مغلفات البذور تمثل وحدها زهرة كاملة ، وكذلك الأمر
بالنسبة للكربلة والزهرة المعروفة في مغلفات البذور تمثل نورة
منكمشة.تستمد هذه النظرية دعائمها من شكل نورات الفصيلة الأوفوربية التي
تبدو وكأنها زهرة عادية ، ومن نماذج المخاريط الأنثوية في الصنوبريات ،
ومن نماذج الأزهار الضامرة في رتبة الرجرجيات من غمديات البذور.ويمكن
اشتقاق نموذج لزهرة خنثوية في مغلفات البذور من نورة خنثوية لغمديات
البذور ممثلة بالقعود منحني الأرجل، حيث تتحول القنابات المقابلة للأزهار
الأنثوية إلى جدار للمبيض. هذا ويلاحظ في الرجرج تحول كل زهرة ذكرية إلى
سداة بعد فقدها الغلاف المشابه للكم ، كما يلاحظ تحول كل زهرة أنثوية إلى
بيضونة (غالبا واحدة) متوضعة في قاعدة المبيض.يستحيل علينا في هذه النظرية
مجانسة الكرابل بأوراق الأبواغ الكبيرة. وترى هذه النظرية اشتقاق الزهرة
الذكرية أحادية السداة في مغلفات البذور من اندماج نصفي سداة لكل منهما كيسان طلعيان.

من الصفات البدائية التي يعتمد بها مؤيدو
هذه النظرية نذكر: وحدانية جنس الأزهار، التشيم المحوري المركزي، توضع
الأسدية مقابل القطع الكمية وفي إبطها، هوائية الإلقاح ، وإلى آخر ما
هنالك من صفات يتميز بها صفيف عديمات البتلات أو أحادية الغمد المعتبر من
الصفيفات الأكثر بدائية لدى مؤيدي هذه النظرية.

لا يوجد اتفاق بين علماء التصنيف على صحة
أي من النظريين ( نظرية الزهرة الحقيقية والزهرة الزائفة). فكلتاهما تعالج
فقط أصل أسلاف أزهار مغلفات البذور، وكلتاهما تقر بحدوث كثير من التعديلات
الملحقة وبخاصة بالنسبة إلى حشرية الإلقاح التي عملت على تنامي الأزهار
الخنثوية المجهزة بطرق متنوعة جاذبة للحشرات.

3- نظرية أوراق الأنسال:
يرى مؤيدو هذه النظرية بناء زهرة مغلفات البذور من وحدات أساسية أطلق
عليها أوراق الأنسال (غونوفيل) .تتألف كل ورقة أنسال من ورقة ومن حامل
مغلفات بوغية متورقة.وهي نظرية حديثة نسبيا تحاول تعقب أسلاف مغلفات
البذور حتى التريديات ممثلة برتبة مشتركات الأجنحة ( Coenopteridales) ورتبة الجرداوات( Psilophytales).

4- نظرية النهاءات : لقد تأثر تطور مغلفات البذور بنظرية النهاءات .تعتمد نظرية النهاءات على طريقة تمايز مغلفات الرينيا (Rhynia) من الجرداوات التي كانت تجري في نهاية محور بسيط سبق تشكله تشكل الأوراق والمحاور المعقدة.

يتابع هذه المستوى من تعضي مغلفات أبواغ
الرينيا في الزمر النباتية حتى مغلفات البذور.وهكذا ينظر إلى البيضونة
الإنتهائية المحورية على أنها بدائية وليست مشتقة من ضمور ورقتها البوغية.
كما ينظر إلى السداة رباعية الأكياس الطلعية كمجموعة نهايات أصابتها
عمليات خمس: البروز ، الانبساط ، الإندغام ، الاختزال ،الالتفاف. يؤخذ
دعائم هذه النظرية من نماذج من الفصلية الكزورينية والقضبانية حيث الأسدية ثنائية الشعب بصورة منتظمة.

لما كان من المتعذر اشتقاق أغلب أحاديات
الغمد من أسلاف عديدات الكرابل من ناحية، ولما كان من المتعذر أيضا اشتقاق
عديدات الكرابل من معاصرات من ناحية ثانية ، ولما كانت كلتا المجموعتين (
مع مجموعة أحاديات الفلقة) قد مثلت في أقدم المستحثات المعروفة لمغلفات
البذور من ناحية ثالثة ، فهناك ميل شديد لدينا إلى اعتبار مغلفات البذور مجموعة ثنائية أو عديدة تكوين البطون ( di-or polyphyletic) . وأننا نعمل اليوم على تقسيمها إلى مجموعتين مستقلتين هما: عضويات التبوغ ( stachyosporae) حيث البيضونات الأساسية محورية ، الأمر الملاحظ في أغلب أحاديات الغمد، وورقيات التبوغ (phyllosporae) حيث البيضونات الأساسية ورقية ، الأمر
الملاحظ في عديدات الكرابل ومنفصلات البتلات المشتقة منها أغلب أحاديات
الفلقة. وقد قبل مثل هذا التقسيم في تصنيف عريانات البذور.

تؤكد بنية النبات العروسي في مغلفات
البذور ، وكذلك الإلقاح المضاعف ، على اشتقاق مجموعات مغلفات البذور من
عدد من بواكر ظاهرات إلقاح نظرية تمثل أصلا مشتركا لعريانات ومغلفات
البذور. وهكذا يمكننا تمثيل الكيس الجنيني برحمين اثنين متقابلين ظهريا :
يتمثل الرحم الأول بالبويضة الكروية ، والخليتين المساعدتين ، وإحدى
النواتين القطبيتين المسماة بالنواة الثانوية .ويتمثل الرحم الثاني
بالخلايا الثلاث المقابلة للقطب، والنواة القطبية الثانية المسماة بالنواة
الثانوية .

ويمكن من وجهة النظر هذه إقامة تجانس بين
عريانات البذور و بواكر الزهريات والتريديات من جهة ، ومغلفات البذور من
جهة ثانية على النحو التالي:

النواة القطبية في مغلفات البذور مجانسة
للبويضة الكروية من رحم التريديات و بواكر الزهريات وعريانات البذور
مجانسة للبويضة الكروية من رحم المقابلة للقطب من الكيس الجنيني لمغلفات
البذور مجانسة لخلية قناة البطن من رحم التريديات و بواكر الزهريات
وعريانات البذور، والخليتان المساعدتان والخليتان الجانبيتان المقابلة
للقطب مجنستان لخلايا غلاف قناة الرحم من التريديات و بواكر الزهريات.

يتميز التصنيف المعاصر للبذريات بعدم
وضوح الحدود الفاصلة بين الوحدات التصنيفية العليا كالرتب والصفوف ،
وبالميل إلى تميز عدد أكثر من الوحدات التصنيفية الدنيا كالفصائل والأجناس
والأنواع، وباستعمال عدد من الصفات القديمة المهملة كبنية حب الطلع.