السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اصمت تسلم
درب نفسك علي أن تصمت أكثر مما تتكلم فإن النفس إذا صمتت سكتت , فإذا طال
سكوتها تبين لها الكثير مما كانت تخوض فيه من الباطل , وعندها تنكسر , إذ
تعلم أنها متعرضة لسخط مولاها .
ثم عاود العتاب مره أخري , وذكرها بذنوبها ومعاصيها ذنباً ذنباً , وعرفها عقوبة كل ذنب من تلك الذنوب , حتى تعترف وتقر .
إنس طاعاتك
إذا اعترفت نفسك بالتقصير و الذنوب ؛فأدم تذكيرها بعظيم جرائمها وذنوبها
,وأوهمها أنها لم تعمل في حياتها إلا المعصية أنسها في هذه المرحلة
حسناتها وطاعاتها ؛
حتى توقن بالهلاك إن لم تنتب, ويستيقظ ضميرها , وتسيل دمعاتها.
فإذا ما أستيقظ ضمير نفسك , وسالت دمعتها وأيقنت بالهلاك فأخبرها بضرورة
الإقلاع عن المعاصي والاستدراك , وأن هذا لا يتأتي إلا بهجران كل أسباب
المعاصي..من أصحاب وأهل وقرابة وأدوات, وأخبارها أنها لا تَصِحُ توبتها
إلا بترك ذلك كله .
أذلها بالجوع
إذا نفرت نفسك من ذلك وأبت؛ فأكسرها بكثرة الصيام وأذلها بالجوع ؛ فإن النفس إذا آلمها الجوع تخشع وتستمع وتستسلم للمعاتبة فتقبل ,
فإذا لم تقبل فذكرها بعذاب الله وسوء المصير ؛ حتى تلين لك وعندها ستجدها
تطيعك وعداً بترك المعاصي, وتسوِّّف لك متعللة بقضاء بعض حوائجها.
قاوم التسويف
إذا وجدتها تسوِّف لك وتعدُّ لأمد طويل أو قصير , فأحمل عليها حمل شديد
بالزجر والتذكير بعد ضمان الأجل , وأنه لبرما تستوفي أجلها قبل أن يحين
الموعد , وأعد عليها ذكر العقوبات و النقم .
إياك والعُجْب
إذا وصلت نفسك لهذه المرحلة من الاستقامة علي طاعة ربها ؛ فربما نما فيها
العُجْب بطاعتها وتركها للمعاصي , فزجُرها عن ذلك , وذكرها بنظر الله –عز
وجل- إلي ضميرها , وخوفَّها بحبوط هذا العمل وشككها في قبوله .
تذكر ماضيك
وإذا نجت النفس من العُجب بأعمالها فربما وقعت في الكِبر والاستطالة علي
الناس لما تري من معاصيهم واستقامتها , فتزدري العاصين وتترفع عليهم عندها
ذكِّرها بماضيها وما كانت عليها ,
وأقرع سمعها بقوله –سبحانه- (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم )(ال
نساء:94),
وقول القائل رب معصيةً أورثت ذلا وأنكساراً خيراً من طاعةً أورثت عزاً
وأستكباراً, وخوفها من خاتمة السوء ؛حتى تعرف نفسها وتنفي الكبر عن ضميرها.
ولكم مني كل التحية والاحترام