منذ ما يقارب 30 عاما ، والنجم الشاب TYC 8241
2652 يجذب انتباه علماء الفيزياء الفلكية إليه ، كما أن القمر الصناعي
إيراس رصد حوله قرصا من الغبار. ومن خلال متابعته الحثيثة اكتشف الباحثون
أن قرص الغبار المحيط بالنجم اختفى مؤخرا وفي أقل من سنتين . وحتى اللحظة
لم تصدر عن العلماء أية تفسيرات منطقية لهذا الحدث الفلكي الغامض .
أمام هذا الاختفاء الغامض لقرص الغبار المحيط بالنجم
TYC 8241 2652 يمكن للمرء أن يتساءل إن كان ذلك الاختفاء ، إشارة على
وجود حضارة خارج الأرض ، أو أنه دليل آخر على وجود لآلة فون نيومان
القادرة على التحرك لمسافات بعيدة بين النجوم أو الكواكب والاستفادة من
المواد المحيطة بها لانتاج نسخ جديدة من نفسها . يشار إلى أنه تم تسمية
هذه الآلة باسم فون نيومان تعود إلى مخترع الفكرة وهو فون نيومان عالم
الرياضيات الأمريكي المجري المولد الذي كان أول من وضع نظرية رياضية لهذا
النوع من الآلات والتي يمكن أن تستنسخ نفسها من خلال جوها المحيط بها
أثناء السفر في الفضاء .
وثمة تفسير آخر أقل غرابة على الأرجح ،
لكنه يفتقر في الوقت الحالي إلى الدليل لدى علماء الفيزياء الفلكية . هذا
التفسير يقول: لماذا نلجأ إلى التفسيرات الغريبة كملاذ أخير ، ونحن أمام
نجم شباب يبلغ من العمر 10 ملايين سنة على الأكثر ، ويقع في كوكبة قنطورس
على بعد 460 سنة ضوئية , يذكر انه في العام 1983 اكتشف القمر الصناعي
الفلكي إيراس سلف القمر الصناعي سبيتز التابع لوكالة ناسا والذي يعمل
بالأشعة تحت الحمراء ، قرصا غباريا حول النجم: 8241 2652 TYC وذلك في
منطقة تماثل في النظام الشمسي ، المنطقة التي تتشكل فيها الكواكب الصخرية
.
وبالنظر إلى قصر عمر النجم والمناطق المجاورة له ، كان الأمر
بمثابة المختبر المناسب لدراسة طفولة النظام الشمسي وهذا يعني بشكل أكثر
دقة الفترة التي شهدت تبدد القرص الأولي الغني بالغاز الذي نشأ عنه النظام
الشمسي ليتشكل بعد ذلك قرصا من الحطام والبقايا الغبارية ولينتهي الأمر
بتشكل الكواكب عن طريق ظاهرة التراكم .من هذا المنطلق ومنذ أكثر من 25
عاما ، خضع النجم 8241 2652 TYC وقرصه المكون من الحطام والبقايا
الغبارية لأرصاد منتظمة إلى أن كانت المفاجأة: ففي الفترة الواقعة بين
عامي 2008 - 2010 رصد العلماء النجم بالقمر الصناعي وايز ، ولاحظ هؤلاء
اختفاء القرص تماما .
يشار إلى أن درجة حرارة هذا
القرص تبلغ نحو 180 درجة مئوية وهو يقع على مسافة من نجمه تماثل المسافة
بين كوكب عطارد والشمس ، وحتى شهر مايو وأيار 2012 لم يعاود القرص الظهور
حسب أرصاد الباحثين الذين استخدموا بدورهم الأجهزة المتخصصة المركبة على
التلسكوب المتطور جيميني .ويشير الباحث بنيامين زخرمان الذي يشرف على
عمليات رصد النجم منذ 30 عاما إلى أنه لم يشهد مثل هذه الظاهرة طوال فترة
دراسته لتشكل أقراص الغبار حول النجوم . ويضيف الباحث أنه بالنظر إلى أن
النجوم الشابة تكون في حالة غير مستقرة ، فإنه يمكن أن نفترض حدوث انفجار
مفاجئ هائل أدى إلى اجتياح ذلك القرص الغباري ولكن ينبغي عند حدوث مثل هذه
العاصفة النجمية الهائلة أن نشاهد آثارا ما وهذا ما لم تتم مشاهدته بالفعل
. ويرى الباحث أنه ربما يكون هناك بعض الاضطرابات التي لا تزال غير مفهومة
في أقراص الأنظمة الكوكبية التي في طور التشكل ولكن إذا كان هذا هو الحال
، فإنه سيكون من المستغرب ، وفقا للباحثين ، أن نتصور أن حلقات كوكب
زحل ، يمكن أن تختفي فجأة في أقل من سنتين .
وحتى الآن ، لا توجد
نظرية خاصة بتشكيل الأنظمة الكوكبية ، تتنبأ بهذه الظاهرة ولذا فإنه من
الصعب وضع نظرية تكون ذات مصداقية . وإذا افترضنا أنه تم تشكل هذا القرص
، بعد تصادم بين الكواكب كما حدث في السيناريو المقترح لشرح تشكل القمر
، فإن هذا الافتراض قد يكون دليلا جديدا على عنف الظواهر سرعة وقوعها
خلال تشكل النظام الشمسي ولربما تشكلت أيضا في ذلك الوقت أقراص واختفت
بسرعة . وإذا كانت تلك هي الحالة ، فإن اختفاءات أخرى سريعة ينبغي
ملاحظتها حول نجوم عاشت في وضع مماثل ، وها نحن نكتشفها الآن .وأخيرا
يقول أحد العلماء :يمكن للمرء أن يحلم دائما ، وأن يتخيل هذه الظاهرة على
أنها أثر لنشاط حضارة فضائية غريبة تستخدم غبار القرص كمواد للبناء ،
كبناء كرة دايسون على سبيل المثال ، وذلك خلال عملية توسعها في المجرة .
فإذا كانت هذه هي الحالة ، وبالنظر إلى قربها من النجم الشاب TYC 8241
2652 فإنه من المفترض ألا يتأخر الجواب بالوصول إلينا لنعرف تفسيرا للغز
اختفاء قرص الغبار من حول هذا النجم اللغز .