منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  نوابغ من بين يديك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 نوابغ من بين يديك 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 نوابغ من بين يديك Empty
مُساهمةموضوع: نوابغ من بين يديك    نوابغ من بين يديك I_icon_minitimeالجمعة 5 أكتوبر - 16:20

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نوابغ من بين يديك



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد برز في تاريخنا الإسلامي رجال أفذاذ كان لهم الأثر
الواضح في الأمة، ولا تزال ذكراهم بيننا حية، وآثارهم فينا كذلك، وكان
الفضل في ظهور هؤلاء إلى الساحة بعد الله - عز وجل - عنصر المرأة، إما
أماً، أو جدة أو زوجة، ونحو ذلك، ومن هؤلاء الأفذاذ والأئمة الأعلام:

أولاً: أنس بن مالك -رضي الله عنه- من الصحابة المكثرين
رواية للحديث، "جاء في ترجمة أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن أمه جاءت به
يوم قدم الرسول يثرب وقالت له: "يا رسول الله، هذا ابني وهو غلام
كاتب"[1]، "وكان أنس يقول: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة
وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي يحثثنني على خدمة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، فصحب أنس نبيه - صلى الله عليه وسلم - أتم
الصحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، إلى أن مات"[2].

ثانياً: ومن الأئمة الأعلام الذين برزوا بسبب أمهاتهم:
الإمام الشافعي، محمد بن إدريس أحد الأئمة الأربعة، "كان أبوه قد هاجر من
مكة إلى غزة بفلسطين بحثاً عن الرزق لكنه مات بعد ولادة محمد بمدة قصيرة
فنشأ محمد يتيماً فقيراً، ولما بلغ سنتين قررت أمه العودة وابنها إلى مكة
ورحلت به أمه إلى المدينة ليتلقى العلم عند الإمام مالك، ولازم الشافعي
الإمام مالك ست عشرة سنة حتى توفي الإمام مالك"[3].

ثالثاً: ومن الأئمة الأعلام الذين برزوا بسبب أمهاتهم:
الإمام سفيان الثوري، فقد كانت أم سفيان تقول لسفيان: "يا بني اطلب العلم،
وأنا أكفيك من مغزلي، يا بني إذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل ترى في نفسك
زيادة في مشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك فاعلم أنه لا يضرك ولا
ينفعك"[4].

رابعاً: ومن الأئمة الأعلام الذين برزوا بسبب امرأة:
الإمام الكبير الحافظ ابن حجر، ربته أخته ست الركب، قال ابن حجر: "ولدتْ
في رجب سنة سبعين في طريق الحج وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء وهي
أمي بعد أمي أصبت بها في جمادى الآخرة من هذه السنة"[5].

خامساً: ومن الأئمة الأعلام الذين برزوا بسبب أمهاتهم:
الإمام النَّدْوي" تُوُفِّي أبوه عام 1341هـ - وهو لم يزل دون العاشرة،
فتولَّى تربيتَه أمُّه الفاضلةُ، أمه - رحمها الله - كانت من السيدات
الفاضلات، المربِّيات النادرات، المؤلِّفات المعدودات، تحفظُ القرآن
وتكتبُ وتؤلِّف، وتقول الشعرَ"[6].

كانت عزائمهم كبيرة، وقوية، وجدوا لهم أمهات ناجحات بحق
في تنشئة الأجيال أما الآن فقد خارت العزائم، ووهنت الرغبة، وكثرت
الأعباء، وصارت هذه ذريعة لنبرر عجزنا، وضعفنا، وإلا فالاستسلام بها غير
مقبول عند أصحاب الهمم العالية، وليس المجال مجال حصر لهم، بل هو على سبيل
ذكر الأمثلة الحية للنساء العظيمات، كالجبال الرواسي اللاتي أخرجن للأمة
قمماً لا تزال الأمة تستقي من نبعهم الصافي إلى اليوم، وإلى أن يشاء الله
- عز وجل -.

أيتها المربية الفاضلة، الأم الكريمة، الأخت الغالية،
والزوجة الحانية، إنا لا نريد منك اليوم أن تقطعي الفيافي والقفار بمن
تقومين على تربيتهم، ورعايتهم من مكانك إلى بلد آخر؛ ليطلبوا العلم، ولا
نريد منك أن تغزلي لتعيني من تعولينهم على أن يطلبوا العلم، ولا نريد
أيضاً أن تجهدي نفسكِ بما هو شاق عليكِ أو تكرهه نفسك، في سبيل أن يصير من
تعولينه إماماً، تقياً، أو نحو ذلك.

اعلمي أختي الكريمة أن مرحلة الطفولة مرحلة تلقٍّ لكل
ما يرد إلى الطفل سواء أخلاقيات، أو سلوكيات، أو تصرفات، وأنتِ، نعم، أنتِ
مصدر التلقي، والقدوة الوحيدة التي من خلالك يتم تأكيد كل ما يتلقاه الطفل
في هذه المرحلة من كل ما هو حوله، إن تلقى أموراً إيجابية وطيبة، فأنت من
سيؤكد ذلك، ويغرسه في نفس الطفل، فينتج لنا جيلاً مستقيماً بإذن الله - عز
وجل -، وإن تلقى أموراً غير حسنة، فأنت بسبب تجاهلك عن إصلاح هذه
السلوكيات السلبية سيأتي جيل منهدمة أخلاقه، معدومة قيمه، بعيد كل البعد
عن دينه، وفي نهاية الأمر شباب ضائع، وأسرة مفككة، أبناء بلا هوية، وأفكار
غريبة، ولا يدفع ثمن ما يحدث غير الأبناء الذين حرموا من حقهم الواجب
عليكِ في تعديل سلوكياتهم.

إن المطلوب منك أختي الكريمة أن تعيدي لنا دور المربية
الحقيقي في تنشئة جيل قرآني فريد، على ما كان عليه من كان قبلنا، من خلال
التربية الدينية المثلى لناشئتنا، والتي -وللأسف الشديد- اليوم تفتقر كثير
من الأسر إلى هذه التربية، وأصبحت الأفكار الواردة من أعداء الدين هي التي
ينشأ عليها ناشئتنا اليوم، وأيضاً غاب دور أولياء الأمور عن دورهم البارز
في إعداد الأجيال، ونسوا أو تناسوا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
الذي يقول فيه: ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن
رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها
راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن
رعيته))[7].

إن المرأة تعد الأساس الذي تقوم عليه تربية الجيل الإسلامي، وقد أحسن الأول حين قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق

إن الفرد اليوم ليتساءل لماذا لم نعد نر مثل أولئك
الأفذاذ، والجهابذة، هل لأن النساء عجزن أن يلدن أمثالهم؟، أم أن وسائل
العلم قد قصرت، أم أن الجيل لم يعد فيه أمثال أولئك؟

إن الفرد اليوم ليجد الجيل يشع ذكاءً، وفطنة، بشكل لافت
للنظر، فترى في الجيل من هو سريع الحفظ، قوي الذاكرة، ولكن وللأسف الشديد
نجد أن المربين -والأمهات على وجه الأولوية- لم يستغلَّ هذا الذكاء الحاصل
في هذه الجيل من قِبَلهم ويوظف في تنمية الأمور التي تفيد الطفل، وتعود
بالنفع على الوالدين أولاً، ثم على الأسرة، فالمجتمع ثانياً.

إننا نجد اليوم في الأطفال مثلاً- من يحفظ كثيراً من
الأغاني، وكثيراً من الأناشيد التي تبث على القنوات الفضائية إن صح
تسميتها أناشيد- ولكن في المقابل تجده قد بلغ من السن السادسة أو السابعة،
أو العاشرة، وتجده لا يحفظ من كتاب الله شيئاً، لا يحفظ من قصار السور
شيئاً، ولا يعرف كيف يقف في الصلاة، فضلاً عن أن يصلي كما هو مطلوب، في جو
غاب الوالدان عن مسؤوليتهما الملقاة على عاتقهما، بل المحزن في الأمر أن
الوالدين، أحدهما أو كليهما يسمع ابنه يردد تلك الأغاني، وإذا به يضحك،
ويبدي السرور والفرح، وكأن هذا الطفل قد قام بإنجاز عظيم، وأتى بما لم
تستطعه الأوائل.

إن التربية الإسلامية التي تغرسها الأم المربية في نفوس
الجيل هي الطريق الصحيح إلى التمكين، وإلى أن يأتي لنا جيل له أثره في
مجتمعه؛ إذ من السهل عليكِ أن تغرسي في نفس طفلك الالتزام بتعاليم الإسلام
والحب له، وكما قال الأول: العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

إن مهمة تربية طفل إنما هي مسؤولية الأم الرئيسة،
فالتوجيه الذي يتلقاه الطفل في بدء حياته من أمه يشكل أقوى أساس لتطوره في
المستقبل؛ لأن الأم هي التي تقوم بالتربية الأساسية للطفل الرضيع، فيجب
على الأمهات تربيتهم منذ البداية تربية إلهية، وذلك يعني: أن عليهن ذكر
الله والتحدّث عن عظمته وغرس خشية الله في قلوب الأطفال، وأنه ينبغي تربية
الطفل بكل لطافة ونظافة ومحبة؛ كي يستنشق كل طفل منذ بداية حياته نسيم
محبة الله ويهتزُّ بفرح من رائحة هداية الله، هذه هي بداية تأسيس التربية
وهي الأساس الكلي، لذا يجب أن تكون الأم واعية لدورها، مخلصة لله في هذا
الدور العظيم، محتسبة ذلك عند الله -تبارك وتعالى-؛ لأن طفل اليوم هو رجل
الغد، الذين ترفع بهم الأم رأسها عالياً؛ لأنها حصدت ما زرعت.

إن رسالة المرأة هي الأمومة بما تحمله، وهي أوسع من
مجرد الإنجاب فقط، بل يتعداه إلى التربية التي تعد الفرد الصالح، الذي
بصلاحه يصلح المجتمع.

نسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا إلى كل خير، وأن يجعلنا
هداة مهتدين غير ضالين، ولا مضلين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.

______________

[1] المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (11/456).

[2] سير أعلام النبلاء (5/392).

[3] الإمام الشافعي (ص: 1)، وانظر سير أعلام النبلاء (10/6).

[4] تاريخ جرجان (ص: 492).

[5] شذرات الذهب: (6/353).

[6] المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين (ص: 235).

[7] البخاري: (2278)، ومسلم: (1829).
موقع المحتسب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
نوابغ من بين يديك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ياله فلنكتشف خزينة نوابغ منتدانا
»  غرائب العالم بين يديك 2010
» حصريا طرائف وعجائب العالم بين يديك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: