باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على رسول الله عليه الصلاة و السلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعتبر الماء من أكثر المركبات الكيميائية أهمية على وجه الأرض ، فهو عصب الحياة الذي لا بد من وجوده لكي تعيش جميع الكائنات الحية .
ويتركب
الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين بشكل هندسي يطلق عليه اسم منحنى زاوي
، وتبلغ الزاوية في داخل المركب 104.5 درجة ، وترتبط الذرات برابطة
تساهمية ، أما جزيئات الماء H2O فترتبط فيما بينها برابطة هيدروجينية تضفي
على المركب الكثير من الخصائص الفيزيائية والكيميائية المميزة .
يشكل
الماء حوالي 68 إلى 70 % من وزن جسم الإنسان البالغ ، كما يشكل من 90 إلى
95 % من وزن الجنين و من 70 إلى 75 % من وزن المولود الجديد ، هذا علما بأن
جسم الرجل يحتوي على نسبة من الماء أكبر مما يحتويه جسم المرأة وذلك بسبب
قلة الأنسجة الدهنية في أجسام الرجال بوجه عام .
ونظرا لخصائص الماء المميزة والتي تؤهله
لأن يكون مذيبا مناسبا للكثير من المواد ووسطا مدهشا لنمو الكثير من
الكائنات الحية ، لذلك فإن الماء العادي يحتوي على الكثير من هذه الشوائب
الضارة وغير الضارة بصحة الإنسان والتي يجب التعامل معها بحذر وانتباه
والتخلص منها وفق الطرق العلمية والصحيحة .
أنواع الشوائب الموجودة في الماء العادي
يكاد
لا يخلو أي مصدر للمياه من وجود بعض الشوائب ، والتي تتفاوت نسبتها ونوعها
بسبب اختلاف الظروف الجغرافية والجيولوجية والكيميائية للمصدر أو ما يحيط
بمصدر الماء ، ومن أهم هذه الشوائب :
المواد العالقة :
وهي
عبارة عن المواد الصلبة الغير ذائبة في الماء والتي يكثر وجودها في المياه
السطحية وفي بعض المياه الجوفية ، وتعمل هذه المواد على تغير صفات الماء
الكيميائية والفيزيائية كما تؤثر بشكل كبير على كفاءة عملية تعقيم الماء
،حيث توفر المواد العالقة الحماية للأحياء الدقيقة من المعقمات .
ويمكن التخلص من المواد العالقة الموجودة في المياه ، بالترشيح والفلترة أو بالتخثير .
المواد الذائبة :
وتتكون
هذه المواد أساسا من الأملاح وبعض المركبات الكيميائية الأخرى ، وهي تتفكك
وتتأين عند ذوبانها في الماء وبالتالي يتعذر فصلها بالترسيب أو الترشيح .
يتم
فصل المواد الذائبة في الماء بعدة طرق من أهمها طريقة التناضح العكسي
Reverse Osmosim ، وطريقة التبادل الأيوني ، أيضا يمكن فصل الكثير من
المواد الذائبة في الماء بإضافة بعض المواد الكيميائية إلى الماء والتي
تعمل على فصل وترسيب تلك المواد الذائبة.
المواد المشعة:
مما
لا شك فيه أن احتواء الماء على بعض العناصر المشعة يعتبر أمرا خطيرا
للغاية ، نظرا لما تشكله مثل هذه العناصر من مخاطر هائلة وعواقب وخيمة على
صحة الإنسان وحياته ، كما تشكل أيضا خطرا على كافة الكائنات الحية (
الحيوانية والنباتية).
ويمكن أن تتلوث المياه بالمواد المشعة بسبب بعض
الظروف الجيولوجية ، حيث يمكن أن يكون منبع تلك المياه من طبقات صخرية
تحتوي على بعض المواد المشعة أو يمكن أن تتلوث المياه بالمواد المشعة أثناء
جريانها فوق صخور ذات نشاط إشعاعي .
لقد دلت الدراسات أن نسبة الإشعاع
في الماء يجب أن لا تتجاوز 5 بيكاريل / لتر من إشعاعات ألفا ويجب أيضا أن
لا تتجاوز 1 بيكاريل / لتر من إشعاعات بيتا .
المواد السامة والمعادن الثقيلة :
المعادن
الثقيلة مثل الرصاص و الزئبق وبعض المركبات الكيميائية من أملاح الباريوم
ومركبات الزرنيخ وغيرها من المواد الكيميائية والتي تشكل عند وجودها في
الماء خطرا حقيقيا على صحة من يتناول مثل تلك المياه الملوثة ، لقد أكدت
كافة مواصفات مياه الشرب العالمية على ضرورة مراقبة مثل هذه المركبات
والتأكد من أن نسب تلك المواد في الماء لا تتجاوز الحدود المسموح بها دوليا
.
الغازات:
يمكن
أن تحتوي المياه على بعض الغازات الذائبة فيها ، كثاني أكسيد الكربون
والذي يتحول إلى حامض الكربونيك ، وغاز كبريتيد الهيدروجين H2S والذي يكسب
الماء رائحة كريهة ومذاقا منفرا للغاية ، كما تعمل بعض هذه الغازات على
إكساب الماء بعض الصفات الحامضية والتي تعمل على تآكل الأنابيب الناقلة
للمياه في حال كونها معدنية ، ويتم إزالة مثل هذه الغازات عن طريق تهوية
المياه وتقليبها بشكل جيد .
الملوثات البيولوجية:
تضم
هذه الملوثات ، البكتيريا وما ينتج عنها من مواد سامة ، والفطريات
والديدان والكائنات الحية الأولية والجراثيم ، وتسبب هذه الملوثات في إصابة
الإنسان بالكثير من الأمراض الخطيرة.
ويمكن تجنب مخاطر هذه الملوثات عن طريق تعقيم الماء بأحد الطرق التالية :
1-
التعقيم بالتسخين والغلي ، ويكون ذلك للكميات القليلة من المياه الملوثة
وللاستعمالات الشخصية والطبية المحدودة ، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة عند
الحاجة الملحة وفي حال تعذر توفر طرق أخرى للتعقيم.
2- العقيم بغاز
الكلور ، وهذه الطريقة يتم استخدامها منذ سنوات طويلة وفي شتى أنحاء العالم
، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها وقدرتها على القضاء على الكثير من
الملوثات البيولوجية ، وفي هذه الطريقة يتم استخدام غاز الكلور Cl2 بشكل
مباشر أو استخدام هيبوكلورات الكالسيوم أو هيبوكلورات الصوديوم ، هذا علما
بأن الكثير من الأبحاث الحديثة بينت مخاطر استخدام الكلور في التعقيم على
المدى الزمني الطويل .
3- التعقيم باستخدام غاز الأوزون ، يستخدم غاز
الأوزون لتعقيم مياه الشرب وقد أثبت هذا الغاز قدرة فائقة على القضاء على
الكثير من الملوثات البيولوجية الموجودة في المياه ، وتجدر هنا الإشارة إلى
أنه ينبغي التقييد التام بالنسب المحددة من غاز الأوزون ، حيث تبين أن
زيادة تركيز غاز الأوزون في المياه ينجم عنه تكون تفاعلات كيميائية جانبية
مع بعض المركبات الأخرى مما يكون كل من الفورملدهايد والأسيتالدهايد في
الماء.
4- التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية والأمواج فوق الصوتية والليزر ،
تعتبر هذه الطرق هي الأكثر تقدما والأحدث والأكثر أمنا بسبب عدم احتوائها
على مواد كيميائية للتعقيم ، وقد أثبتت الأشعة فوق البنفسجية قدرة متميزة
على القضاء على معظم الملوثات البيولوجية الموجودة في المياه ، هذا علما
بأنه قد تم تصنيع أجهزة صغيرة للتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية يتم تركيبها
داخل المنازل لضمان جودة ونظافة مياه الشرب .