المبيدات الكيمياوية بين المشروع والمحظور

بسم الله الرحمن الرجيم


الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين وعلى آله و صحبه والتابعين لهم بإحسان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين


أما بعد..
فلا
يخفى على أحد أن غذاء الانسان إما يكون مصدره إما حيوانيا أو نباتيا ،وحتى
الحيوان الذي هو احد مصادر غذاء الانسان ، فان مصدر غذائه يكون نباتيا
بالطبع
ولأهمية
ذلك البالغة فان لجوء بعض المزارعين وللاسف الشديد الى استخدام مبيدات
كيمياوية خطيرة لمكافحة مزروعاتهم والذي كما تقدم ذكره فالنبات يعتبر قاعدة
الهرم الغذائي للانسان فان ذلك الامر مهم وخطيرلتعلقه بغذاء الانسان
مباشرة.فليتصور احدنا أنه يتناول غذاء مسموما أو بمعنى آخر ملوثا
بالسموم.من هنا تأتي أهمية موضوعي هذا ومن منطلق المسؤولية تجاه الاسرةوالمجتمع والبيئة التي من حولنا،وأذكر هنا بعض مشاهداتي العملية فان بعض المزارعين يلجأ الى استعمال
مبيدات محظورة
أصلا دوليا -وهذا يعتبر جريمة بيئية -مثل مادة دايمثويت للقضاء على
الحشرات على سبيل المثال.أو مادة بينوميل للقضاء على الفطريات الناقصة في
التربة .وذلك كمثال والقائمة تطول اذا اردنا سرد هذه المواد .وأما الاكثر
خطورة فإن بعضا من المزارعين وأقول وللاسف الشديد الى استخدام مبيدات غير
مخصصة للاغراض الزراعية أصلا -كالادوية البيطرية مثلا- لمكافحة مزروعاتهم
من الافات .بل أن بعضا منهم قد استعمل مواد مخصصة للصحة العامة لمكافحة
مزروعاته.ولتوضيح الامر أكثر للقارئ فان هذه المواد ذات أثر متبقي طويل
الامد يمتد الى مابعد جني المحصول .وعندما يجني المزارع المحصول يكون قسم
من السم-المبيد -موجود في هذا المحصول الذي سيباع في السوق للمستهلك
المسكين.وقد وقعت حوادث في مجتمعاتنا جراء ذلك.وقد انتشرت بعض الامراض
السرطانية التي هي نتاج تراكمي لبعض هذه المواد السامة في خلايا الانسان.
أما الحلول فيكمن في نشر الوعي لدى المزارع المنتج والذي قد يكون هو الضحية
الاولى فضلا عن غيره.وكذلك يأتي دور رجال الدين والوعاظ للتحذير من هذا
الامر.ودورنا العلمي كمهندسين مختصين بالعمل الزراعي لارشاد وتوعية
المزارعين الجاهلين بالامر.وكذلك دور مكاتب بيع هذه السموم والمبيدات.
أما في النهاية فأتمنى أن تكون الزراعة نظيفة وخالية من أي كيماويات ضارة.