لم يتمكن الإعلام الروسي من ردع أقلامه عن التعليق على زيارة مؤسس موقع
التواصل الاجتماعي «فايسبوك» مارك زوكربيرغ إلى موسكو، التي تخللها لقاء مع
رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف. والطريف هو ما اشتهر عن ميدفيديف
قبل هذه الزيارة بولعه في التكنولوجيا، إذ يذكر الجميع صورة الرئيس الروسي
وقتها خلال زيارته إلى وادي سيليكون في الولايات المتحدة خلال العام
الماضي، عندما تلقى من حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزينغر هدية قيّمة
هي عبارة عن جهاز «أي فون ـ 4».
وطوال مدة ولايته، التي اقتصرت على
سنوات أربع فقط، تمكن ميدفيديف من البروز كرئيس معاصر يعجب بكل ما هو حديث
وجديد خاصة في الانترنت والتكنولوجيا. من جملة الهدايا، حصل ميدفيديف أيضا
على أجهزة «بلاكبيري بلاي بوك» و«سامسونغ غالاكسي» و«أي باد». ومن أكثر
التقديمات طرافة كان بيت للـ«أي باد» قدم له في مدينة سانت بطرسبرغ
الروسية.
أما آخر الهدايا، فحملها معه الميلياردير الشاب مؤسس أشهر
مواقع التواصل الاجتماعي من الولايات المتحدة، إلا أنها بقيمتها لا تضاهي
ما حصل عليه ميدفيديف عندما كان رئيساً. لا تكنولوجيا ولا نانو ولا حداثة
في هدية زوكربيرغ ، بل هي عبارة عن قميص طبع عليه عنوان الصفحة الرسمية
للرئيس الروسي على موقع «فايسبوك». فهل خيبت هذه الهدية توقعات ميدفيديف
الذي اعتاد على هدايا الرخاء؟ وبالعودة إلى لقاء رئيس الوزراء الروسي
ميدفيديف مع الميلياردير الشاب، أشارت وسائل الإعلام إلى أن العالم رأى في
الصور التي أظهر تزوكربيرغ في حلة جديدة تليق بمقام اللقاء: بدلة مع ربطة
عنق. إلا أن هذا الزي لم يُغير على ما يبدو لب اللقاء وجوهره، إذ تمحور
الحديث حول التكنولوجيا ومختلف التطورات المتعلقة بها، والتي ربما أغفلها
ميدفيديف في الفترة الأخيرة أثناء انتقاله من الكرملين إلى البيت الأبيض
(مجلس الوزراء).
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الروسي في مؤتمر
صحافي تلا اللقاء أن زوكربيرغ أعلن أنه لم يكن ليتوقع أبداً تحول «فايسبوك»
إلى منبر تنهض منه الأفكار السياسية وتنتشر على صفحاته ما رسم ابتسامة رضا
على وجه رئيس الوزراء.تجدر الإشارة إلى أن ال تظاهرات الأخيرة التي عمت
البلاد والاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس فلاديمير بوتين تمكنت من جمع
مناصريها عن طريق «فايسبوك» على وجه التحديد، كما عن طريق مواقع تواصل
محلية أخرى منها «فكونتاكتي» أو «أدنا كلاسنيكي».
وخلافاً لبوتين، فإن
ميدفيديف موجود في كل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنه يمكنك أن
تلتقي بأحد ما وتجد بين أصدقائه على «فايسبوك» صفحة ميدفيديف الرسمية مليئة
بالتعليقات والكتابات والفيديو والصور.
انتهى اللقاء. ومن المتوقع أن
يعود زوكربيرغ إلى الولايات المتحدة، وأن يبقى ميدفيديف مع هذا القميص ربما
حالماً بأن يعود يوماً إلى الكرملين ويتدفق عليه الخير كما في السابق