الخلايا الجذعية لاستعادة السمع والحصول على أوعية دموية جديدة
تحقق
كل يوم أبحاث الخلايا الجذعية تقدماً كبيراً ونجاحاً في تجاربها يبشر
بالخير بإذن الله فهي أمل البشرية في علاج الأمراض المستعصية والمزمنة
والخبيثة التي يقف الطب الحديث بكل ما حققه من تقدم وانجاز عاجزاً عن
شفائها.
وبدأت هذه السلسلة من الدراسات التفصيلية لهذه الوسيلة العلاجية
والوقائية التي يطلق عليها «سحر الطب» بالتعريف بالخلايا الجذعية وأنواعها
ومصادرها.
كما تناولت هذه الدراسة مصادر الحصول على الخلايا الجذعية
وكيفية الحصول عليها وتنميتها وماهي الأمراض التي يمكن شفاؤها بهذه الوسيلة
العلاجية.
وفي دراسة العدد الماضي تحدثنا عن امكانية علاج التلف الذي
يصيب عضلة القلب عند الإصابة بجلطة الشريان التاجي وامكانية أن يحل نسيج
وألياف من عضلة القلب جديدة مكان الخلايا التالفة باستخدام تقنية الخلايا
الجذعية.
ومن سحر الخلايا الجذعية شفاء العقم بهذه الوسيلة عن طريق تحويلها إلى حيوانات منوية في المعمل.
وكذلك تمكن العلماء من تحسين بعض المصابين بالعمى في انجاز طبي عظيم غير مسبوق.
وناقشنا
بالتفصيل موقف الشرائع السماوية وموقف الأديان من هذه التقنية التي ينظر
إليها العلم الحديث كأنها السحر الطبي لأنها تشفي من الأمراض المستعصية
والأمراض المزمنة الخطيرة والسرطانات والسكري كما يتوقع لها.
الخلايا الجذعية «خلايا المنشأ» المعروفة في الطب «Stem cell».
وهي عبارة عن خلايا منشئية تتكون منها أعضاء الجسم المختلفة أثناء التطور الجيني.
والخلايا الجذعية موجودة في أعضاء الجسم لإعادة تنشيط وتجديد الخلايا المصابة أو التي تتلف أو التي تشيخ.
ومصادرها
الخلايا الجذعية التي تؤخذ من الأجنة البشرية والخلايا الجذعية التي تؤخذ
من البالغين ومصدرها جسم الإنسان البالغ والخلايا الجذعية التي تؤخذ من
الحبل السري.
الخلايا الجذعية لاستعادة السمع
تمكن
باحثون بريطانيون من استعادة السمع لمجموعة من فئران التجارب باستخدام
الخلايا الجذعية ما فتح آفاقاً جديدة لعلاج أنواع معينة من الصمم لدى البشر
في المستقبل.
وأعرب مارتشيلو رينولنا كبير الباحثين والمتخصص في
بيولوجيا الخلايا الجذعية بجامعة سيفيلد في دراسة عن الأمل مستقبلاً في
استخدام خلايا جذعية بشرية جينية لم تنضج بعد لعلاج الصمم الذي يعاني منه
بدرجات تتراوح ما بين المتوسط والحاد أكثر من 275 مليون شخص في العالم
معظمهم نتيجة لوجود قطع في الوصلة بين الأذن الداخلية والمخ.
وأوضح انه
تمكن هو وزملاؤه الباحثون خلال تجاربهم من عمل وصلة بين الأذن الداخلية
والجهاز العصبي المركزي باستخدام خلايا جذعية تم زرعها في 18 من فئران
التجارب كانت تعاني من الصمم التام في إحدى أذنيها تم احداثه باعطائها
عقاراً أدى إلى قتل الخلايا العصبية التي تقوم بنقل المعلومات من الأذن إلى
المخ.
أوعية دموية من خلايا جذعية
قال
خبراء في علم الأحياء ان الخلايا الجذعية المستخرجة خلال عمليات شفط
الدهون من الجسم الحي يمكن استخدامها في صنع الأوعية الدموية اللازمة في
عمليات القسطرة والعمليات الجراحية في القلب والأوعية الدموية.
ويحتاج
الملايين من مرضى القلب والأوعية الدموية في العالم سنوياً إلى الأوعية
الدموية الدقيقة لتوجيه الدورة الدموية بطريقة موازية لانسداد الشرايين.
وقال
أحد الخبراء القائمين بهذه التجارب «في الوقت الحاضر تتعرض عملية إعادة
عمل الأوعية الدموية الدقيقة لمخاطر مخفية كانسداد لاحق أو انحراف أو غير
ذلك من اختلالات في العمل الطبيعي للجسم.
أما الأوعية التي قمنا
بصناعتها لها صفات جيدة ونحن نأمل بأنها ستعمل بشكل ممتاز إذ انها تمنع
تراكم الصفائح الدموية التي تؤدي إلى انسداد في الشرايين».
ووفق حديث
الخبير المشرف على هذا الاختيار أنه يمكن للأوعية المصنوعة من الخلايا
الجذعية المصحوبة باليبيدات «الدهون» أن تحل مصاعب موجودة في عمليات زرع
الأوعية المأخوذة من الأجزاء الأخرى من الجسم الحي أو المصاعب المتعلقة
بزرع الأوعية الاصطناعية.
لقد حول الخبراء في عملهم هذه الخلايا الجذعية
الذهنية إلى خلايا عضلية مصقولة ناشرين إياها في ما بعد على شكل غشاء رقيق
من الكولاجين.
وعند القيام بعملية تكبير الخلايا لف الخبراء الغشاء على
شكل أنبوب محافظين على الأقطار الدقيقة للأوعية الدموية وبعد 3-4 أسابيع
تحول هذا التصميم إلى أوعية صالحة للاستخدام الجراحي.
تخلص المرضى من الألم
رحلة
ذات صبغة علمية يترقبها الكثير من العلماء والمرضى في جميع أنحاء العالم
بدأتها الخلايا الجذعية في المعامل العالمية منذ بدء التطرق لأبحاث تلك
الخلايا في عام 1998 في جامعة «ويسكوتسون ماديسون» بالولايات المتحدة
الأميركية.
واهتم العلماء والباحثون بالخلايا الجذعية لأسباب عديدة على الرغم من عدم وجود اتفاق كامل بينهم على تعريفها.
إلا
ان قدرة تلك الخلايا على القيام بأي وظيفة بعد أن يتم توجيهها للتخصص جعل
منها أملاً لحل الكثير من المشكلات الصحية وطوق نجاة للجنس البشري للتغلب
على ما يعكر صفوهم الصحي.
وتفيد الخلايا الجذعية في تجديد الأعضاء
والأنسجة ومعالجة الأمراض الدماغية ومعالجة عوز الخلايا وعلاج أمراض الدم
وتفيد أبحاثهم في تعلم المزيد من التطور البشري.
وذلك بسبب وجود جين
معين «حامل وراثي» قد يكون مفعلاً أو خاملاً وقد يستخدم في تحديد أي صفات
جينية أو شفرات ستظهر مستقبلياً مثل الاصابة بالسرطان وتشوهات الولادة
بالإضافة إلى استخدامها في تطوير أدوية جديدة قد تفيد الكثير من المرضى
وتقضي على آلامهم.
ورغم الأهمية التي يوليها العلماء لأبحاث الخلايا
الجذعية إلا انها تحظى بالكثير من الجدل حول أبحاثهم وجوهر هذا الجدل «كما
في الجدل بالنسبة للاجهاض» يركز على متى تبدأ الحياة عندما يتم تلقيح
البويضة.
وارتفع هذا الجدل حول الخلايا الجذعية في بعض الدول إلى أعلى
مستوى باعتباره غير قانوني كما في النمسا والدنمارك وفرنسا وألمانيا
وايرلندا.
والوضع مختلف في الولايات المتحدة التي تتعامل مع أبحاث
الخلايا الجذعية في اطار قانوني بالرغم من منع استخدام التمويل الفيديرالي
في أبحاث تلك الخلايا.
تعالج مظاهر الشيخوخة
توصل
باحثون بريطانيون إلى علاج التجاعيد وآثار الشيخوخة عن طريق الخلايا
الجذعية المأخوذة من دم المريض حيث إن الخلايا الجذعية والجنينية بالتحديد
تعيد دورة الحياة إلى مرحلة الشباب وتستعيد الحيوية والنشاط والفاعلية
الجسمية والعقلية والجنسية إلى مرحلة الشباب بشكل فاعل ومستمر إلى سنوات
عديدة.
وقال الباحثون:
ان هذا النوع من العلاج يعتبر برنامجا فعليا في تحديد أجهزة الجسم في أي
عمر وفي حالة الشيخوخة المبكرة ويساعد البرنامج على تحسين النشاط الطبيعي
يظهر في تقليل التعب وتحسن المشية والقامة وازدياد القدرة على العمل وتحسن
الامكانات العقلية «الاسراع في عملية اتخاذ القرار وإعادة الذاكرة»
واستقرار المجال الانفعالي.
وأضافوا ان أهم نتائج العلاج بالخلايا
الجذعية هي الفعالية التجميلية وتظهر في استعادة لون بشرة الوجه والجسم
وتقليل كمية التجاعيد الصغيرة وشدة الجلد وتألق العيون مشيرين إلى ان هذه
الفاعلية تتطور من الداخل كنتيجة لتجديد أجهزة الجسم وهذا لا يمكن الحصول
عليه بالأساليب الأخرى.