كن عبد الله المقتول

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كن عبد الله المقتول


في كل يوم نصبح ونمسي على أخبار سقوط قتلى وجرحى، وإن
هذه المشاهد لو كانت على أيدي الأعداء فإننا نرفضها ونسعى لوقفها ونطالب
بنصرة إخواننا، وإن الغبن والحسرة أن تكون هذه المشاهد على أيدي أبناء
جلدتنا، كما في ليبيا وسوريا واليمن، إننا بحاجة ماسة للتوعية ولتعزيز
مفهوم حرمة الدماء، وعظم شأنها وحرمتها، فقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا
على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الإسلام
بالضرورة، كما تضافرت الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية على ذلك،
ومنها:

قال - تعالى -: (وَمَن يَقْتُلْ
مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ
اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).

وقال - سبحانه -: (وَالَّذِينَ
لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).

وقال الله - تعالى - في سورتي الأنعام والإسراء: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدِّماء)) [رواه البخاري، ومسلم].

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً)).

وقال ابن عمر: "إنَّ من وَرْطات الأمور التي لا مخرج لِمَن أوقع نفسَه فيها سفك الدم الحرام بغير حلِّه" [رواهما البخاري في صحيحه].

وعن ابن عمر، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن حَمَلَ علينا السِّلاحَ فليس منَّا)) [رواه البخاري ومسلم].

ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا)) الجامع الصغير، وإسناده صحيح].

ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) رواه الترمذي].

فإن كان زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم، فزوال مُلك حاكم ظالم أهون كذلك من قتل رجل مسلم..

إن هذه الأدلة وغيرها لم تترك مجالاً لمن يريد
التأويل، ولمن يتساهل في القتل ويستمرىء الدماء، ويسعى في الأرض فساداً،
ولا عذر له بأنه مأمور بهذا، بل المتعين عليه ألا يستجيب لمن يأمره
بالقتل، وليذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل)) [رواه مالك وصححه].
.islammessage.com