الكوازارات والطاقة المظلمة وعدسات الجاذبية
الكوازارات ( أشباه
النجوم ) هى بعض من أكثر الأجرام الفضائية تألقا وأشدها طاقة فى الكون
المرئى وأن الكوازارات هى المراكز اللامعة للمجرات ذات الثقوب السوداء
الهائلة الكتلة التى تغذيها بنشاط وقد تمكن العلماء من اكتشاف دليل على
احتمال وجود ظاهرة كونية فى قلب المجرات ويتسبب فى تكوين الكوازارات .
وبدلا من ثقوب سوداء
تسحب أى مادة إلى داخلها . من الممكن وجود أجسام ذات مجالات مغناطيسية
تعمل كالمراوح الكونية بحيث ترج المادة بقوة وتعيدها إلى المجرة .
النافورتان الكونيتان :
فى الكون البعيد
تلمع الكوازارات بضياء لا مثيل له فى أى جرم فضائى موجود فى الكون وعلى
الرغم من أن الكوازارات تبدو من خلال التلسكوبات الأرضية والفضائية كنجوم
عادية إلا أنها فى الحقيقة المراكز المتألقة للمجرات التى تبعد عن كوكب
الأرض ببلايين السنين الضوئية .
التصور الحديث
للكوازر أو القلب الفائر المضطرب للكوازر أنه يتكون من قرص ملتحم آخذ فى
النمو من غاز ساخن يتحرك حلزونيا داخل الثقب الأسود فائق الكتلة والكثافة
وبعض هذا الغاز الكونى يندفع بقوة للخارج فى نافورتين متضادتين بسرعة
الضوء .
يعكف الفيزيائيون
النظريون على محاولة فهم فيزياء تنامى القرص الملتحم ونافورتى الغاز
الكونى بينما يكافح المراقبون للنفاذ إلى قلب الكوازر وسبر غوره وأنه من
الصعوبة دراسة القلب النابض المركزى الذى يتحكم فى النافورتين لأن تلك
المنطقة مدمجة للغاية ولا يمكن معرفة تفاصيلها الدقيقة .
درس الفلكيون الكوازر ( 561 + 0957 Q )
الذى يربض على مسافة 9 بلايين سنة ضوئية من كوكب الأرض باتجاه كوكبة (
الدب الأكبر ) ولهذا الكوازر قلب مركزى مدمج ذو كتلة تبلغ حوالى ( 3- 4
بلايين مرة قدر كتلة الشمس ) وأن هذا الجسم المركزى ( ثقب أسود ) غير أن
الأبحاث الفلكية الحديثة توحى بغير ذلك .
يقول أحد علماء
الفلك ( أن هذا الجسم ليس ثقب أسود لأنه يحتوى على مجال مغناطيسى ثابت
بداخله وينفذ من سطح الجسم المركزى المتقوض ويتفاعل مع المادة المحيطة
بالكوازر ) .
سر الجسم المركزى المدمج :
اختار الباحثون الكوازر ( 561 + 0957 Q )
لارتباطه بعدسة كونية طبيعية حيث تحنى الفضاء جاذبية مجرة قريبة مما يؤدى
إلى وجود صورتين للكوازر البعيد مع تضخيم الضوء الصادر منه كما أن النجوم
الموجودة بتلك المجرة القريبة تؤثر على ضوء الكوازر وتحدث تذبذبات ضئيلة
فى لمعانه ( التعدس بالغ الصغر ) عندما تتحرك النجوم بحيث تصبح على خط
البصر بين كوكب الأرض والكوازر ويؤدى إلى استخلاص تفاصيل عن الكوازر .
ومن خلال الأرصاد
الفلكية الدقيقة حصل العلماء على معلومات تفصيلية عن قلب الكوازر وتمكنوا
من تحديد مكان تكون النافورتين . إذ وجدوا أن النافورتين تخرجان من
منطقتين حجمهما ( 1000 وحدة فلكية ) فوق قطبى الجسم المركزى المدمج .
الوحدة الفلكية هى متوسط المسافة بين كوكب الأرض والشمس .
حوالى ( 150 مليون كم ) .
كما اتضح للعلماء أن
النافورتين تستمدان طاقتهما من خطوط المجال المغناطيسى التى تحيط بالجسم
المدمج الدوار هائل الكتلة والموجود داخل الكوازر . إذ من خلال التفاعل مع
القرص الملتحم يمكن لخطوط المجال المغناطيسى الدوارة أن تلتف حول نفسها ثم
تتقارب وتتضاغط أكثر فأكثر حتى تتحطم وتنفجر بشكل مروع مطلقة كميات جبارة
من الطاقة تغذى النافورتين .
اقترح باحثو
الفيزياء الفلكية نظرية مثيرة للجدل ( أن المجال المغناطيسى جوهرى بالنسبة
للجسم المركزى المدمج فائق الكتلة للكوازر وليس مجرد جزء من القرص الملتحم
) .
إن الجسم المركزى
المدمج للكوازر بالإضافة إلى كتلته فإنه قد يتسم بخصائص فيزيائية أقرب إلى
الجسم الدوار ذى القطبين المغناطيسيين نحو الجزء الأحمر من الطيف ( تأثير
دوبلر ) منه إلى الثقب الأسود .
إن أكثر المادة
المقتربة من الكوازر لا تختفى إلى الأبد وإنما تتأثر بالمجالات
المغناطيسية الدوارة التى تشبه المحرك الكونى ونتيجة لذلك فإنها تندفع إلى
الخارج فى شكل لولبى .
وطبقا للنظرية فإن
الجسم المركزى المدمج ذا الخطوط الجبارة للمجال المغناطيسى ليس له أفق
حدوث أى أنه ليس ثقب أسود ومعنى ذلك : أن أى مادة تقترب من المجال
المغناطيسى الدوار سوف تقل سرعتها تدريجيا حتى تقف عند سطح الجسم المركزى
المدمج ثم تطلقها خطوط المجال المغناطيسى إلى الخارج .
الطاقة المظلمة وعدسات الجاذبية :
أدت أرصاد
الكوازارات التى تربض عند حافة الكون على أن الكون يشتمل أساسا على طاقة
مظلمة وتشير الأبحاث إلى أن حوالى ثلثى الكون عبارة عن طاقة مظلمة
غير مرئية وهى قوة ( مضادة للجاذبية ) تؤثر على الأجرام الفضائية البعيدة عن كوكب الأرض .
هناك المستعرات العظمى ( السوبرنوفا ) التى تبعد بملايين السنين الضوئية عن كوكب الأرض .
إن الكون يتمدد
بمعدل متزايد لأن المستعرات العظمى ( السوبرنوفا ) المتفجرة فائقة الضياء
تبدو أقل وضوحا عما هو متوقع لها لو كان الكون خاليا من الطاقة المظلمة .
إن بعض الكوازارات تتشوه صورتها بسبب وجود أجسام هائلة الكتلة غير مرئية تعترض طريق الضوء الصادر منها وتعمل كعدسة جاذبية .
أى أن الابتعاثات
الراديوية من الكوازارات تنحنى حول الأجسام هائلة الكتلة بسبب جاذبيتها
المروعة مما يثبت وجود صورتين أو أكثر للكوازر بتأثير الأجسام هائلة
الكتلة التى تكون فى مجموعها ( طاقة الكون المظلمة ) .
قام الباحثون بحساب
عدد الكوازارات المتأثرة بعدسات الجاذبية واتضح أنها تبلغ ضعف العدد
المتوقع لها لو لم تكن هناك طاقة مظلمة خفية فى الكون .
تشغل الطاقة المظلمة حوالى ثلثى الكون لكى يمكن تفسير العدد من الكوازارات المتأثرة بعدسات الجاذبية .