واشنطن - التقط المجس الفضائي الأمريكي المداري المستطلع المريخي أو كما يرمز له «ام ار او»سقوط
زخات من الثلج على شكل "ندف" في منطقة القطب الجنوبي من كوكب المريخ، وهي
أول حالة من هذا النوع تتم شاهدتها في المجموعة الشمسية خارج كوكب الأرض.
ظهرت مؤشرات على سقوط زخات من «الندف الثلجي الجاف» خلال
سنتي 2006 و 2007 أثناء حلول فصل الشتاء في النصف الجنوبي لكوكب المريخ
مكون من غاز ثاني أكسيد الكربون المتجمد وليس من المياه النقية كما هو
الحال على كوكب الأرض، لكن المعلومات التي حصل عليها المجس «المستطلع
المريخي» تم تحليلها والتوصل إلى هذه المعلومات حديثا، وهذا سوف يفسر
-بحسب علماء «ناسا»- سبب وجود القبعة الجليدية بشكل دائم في القطب الجنوبي
للمريخ.
المؤلف الرئيسي للورقة البحثية التي قدمت بهذا الشأن «بول هايني» من «مختبر ناسا للدفع النفاث في باسادينا» او
«جي بي ال» قال أن الجو المريخي في القطب الجنوبي مكون من رقائق مكونة من
غيوم ثاني أكسيد الكربون، وهي خفيفة بما فيه الكفاية لكي تسقط على شكل ندف
من الثلج، كما أن التحليلات الحديثة تجزم أن الثلج المريخي مكون من ثاني
أكسيد الكربون.
كما أن المجس الفضائي
المريخي «العنقاء» كشف سنة 2008 عن وجود علامات ثلوج مكونة من المياه
النقية كالتي على الأرض ولكن في النصف الشمالي من كوكب المريخ، وهذا يعني
أن هنالك نوعان من الثلوج على المريخ ذات تركيب مختلف.
و فحص «هايني» وزملاءه
في الفريق العلمي المعلومات التي حصل عليها المجس "المستطلع القمري" لكوكب
المريخ أثناء حلول فصل الشتاء في النصف الجنوبي لكوكب المريخ سنتي 2006 و
2007 والتي تمت دراستها باستخدام عدد من الأطوال الموجية من ضمنها الضوء
المرئي والأشعة تحت الحمراء، وهذه التحاليل تسمح للعلماء بالتعرف على
الخصائص الرئيسية للجزيئات والغازات الموجودة في الغلاف الغازي للمريخ.
المشارك في الورقة البحثية «ديفيد كاس» من
«مختبر الدفع النفاث» أيضا قال أن الفريق العلمي درس كتلا من الغيوم
الضخمة في القطب الجنوبي للمريخ والتي تتكون من ثاني أكسيد الكربون ويصل
عرضها إلى حوالي 300 ميلا (500) كيلو مترا، وتبين للفريق سقوط زخات من
الثلج الجاف، وبسبب زيادة وزنها فان الغلاف الجوي للمريخ لا يمكنه حملها
فتسقط على شكل ندف من الثلج، .
وأوضح أن وجود الأشعة
تحت الحمراء في التحليل الطيفي للغيوم في القطب الجنوبي للمريخ يعتبر
مؤشرا ودليلا واضحا على تركيب الغيوم بثاني أكسيد الكربون، كما أن درجة
حرارة هذه الغيوم حوالي 193 درجة فهرنهايت (125) درجة مئوية وهذا يشير إلى
برودة الغلاف الغازي المريخي في القطب الجنوبي.
و حسب موقع «فضول المعرفة» يستعد الفريق العلمي لنشر نتائج هذه الدراسة ضمن مجلة «الأبحاث الجيوفيزيائية» في عددها القادم .