علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: هل الاعتذار قوه ..؟؟ السبت 8 سبتمبر - 16:24 | |
| بٱسم الله مُجراها و مُرساها إنّ ربّي لغفور رحيم
هل الاعتذار قوه ..؟؟
هذه الحياة .. نعيشها .. تطل علينا بأيام سعيدة كما تمطرنا بأيام حزينة .. نتعامل معها من خلال مشاعرنا...
فرح , ضيق , حزن , محبة , كره , رضى , غضب ...
جميل أن نشعر بالرضى عن الذات و بما يجري داخلنا ... لكن هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير .. أن نجرح مشاعرهم .. نتعدى على حقوقهم .. أو أن ندوس على كرامتهم ..؟
للأسف .. هذا ما نقوم به في كثير من المواقف ,, معتقدين بأننا مركز الحياة وعلى الآخرين أن يتحملوا ما يصدر عنا ...
قد نخطي ,, ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك.. فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار لا الإعتذار ... نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار ,, ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمة أو ضعف ,, إنقاص للشخصية والمقام .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..
هل فكر أحدنا أن يقف مع نفسه وقفة صدق ويسألها ،،
من عساى ظلمت اليوم ؟ فى حق من أخطأت ؟ ومن لهم علىّ حق ، وفيه قصرت ؟ وهل سقطت دمعة من عين أحدهم بسببى ؟ هل آذيت أحدا اليوم بكلمة ؟ هل أدخلت الضيق على أحد ؟ هل أذعت سرًا كنت مؤتمن عليه ؟ هل سفهت رأيـًا ؟ هل إغتبت شخصا ؟ هل قسوت على قلب ؟
أخطاء الغير علينا كبيرة لا تـُغـتـفر .. وأخطاؤنا على الغير صغيرة ...!!
هكذا نراها نحن من منظارنا ..
تقصير الغير في حقنا جريمة . وتقصيرنا في حق الغير إنشغال وظروف قاهرة ..!!
إهمال حقوقنا مصيبة .. وأهمال حقوق الغير لا باس به .. فلمَ العجلة ..!!
هل أعتذر للغير ..؟ مـسـتـحـيل .. مهما كانت أخطانا ..!!
واعتذار الغير لنا واجب .. مهما صغر الذنب ..!!
حقنا على الغير كبير .... ولا حق للغير علينا إلا ما تكرمنا به عليهم ..!
أنفسنا طيبة طاهرة ... وأنفس غيرنا شريرة وحقودة وسيئة الظن ..!
عدم اعترافنا لأنفسنا بما يقع منا من أخطاء ، وغفلتنا عن ذلك ، قد يتسبب فى :
أن تراق دموع بسببنا ، وتـُجرج قلوب بفعلنا ، وتـُكسر أنفس بتجاهلنا ،
كل هذا قد يحدث بسببنا ، ولا نشعر ولا نعلم عنه شيئا ..! وقد لا يخبرنا أحد به شيئا ..!
لكن إثمها يبقى معنا ، حتى نلقى الله .!
اليوم نجد بينا من يدّعي التمدن والحضارة باستخدام الكلمات الأجنبية،،،، sorry/pardon في مواقف عابرة مثل الاصطدام الخفيف خلال المشي ... ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج إلى اعتذار حقيقي نرى تجاهلا ...
أنــــا آســـف ...
كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما ؟؟
كلمتان لو ننطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحة ... ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة ... كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار بسيط ,, بدل من تقديم الأعذار لتي لا تراعي شعور الغير ,, أو إطلاق الاتهامات للهروب من الموقف ,, لماذا كل ذلك ؟؟
ببساطة لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا ... لأن الغير هو من يخطي وليس نحن ... بل في كثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف أو على أي شماعة أخرى بشرط أن لاتكون شماعتنا ...
إن الاعتذار مهارة من مهارات لاتصال الاجتماعية ,, مكون من ثلاث نقاط أساسية ..
أولاً : أن تشعر بالندم عما صدر منك ... ثانياً : أن تتحمل المسؤولية ... ثالثاً : أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع ...
لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل ,, أنا آسف ولكن.................؟؟!!
وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خاطىء ... أو تقول : أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً ,, هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه ...
مايجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر ...
وياحبذا لو قدمت نوعا من الترضية ,, ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه ... هناك نقطه مهمة يجب الانتباه لها .. ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر ...
أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك ... المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الاعتذار أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض اعتذارك وهذا لايخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الآخر ...
تذكر دائما :---
1-من أخطأ أمام الناس لا بد أن يعتذر أمام الناس .
2- على قدر الخطأ يكون الاعتذار .
3- ليس بالضرورة أن تذكرت خطأً قديما أن تعتذر عنه ولكن تكفي المعاملة الحسنة .
4- لا تنتظر الاعتذار ممن قد أخطأ في حقك .
5- إذا لم يكن لديك عذراً اعترف بذلك فان "خلق الأعذار" يقلل من قيمتك .
6- لا تعاتب أبدا من قد اعتذر إليك فان فعلت فانك لم تقبل عذره .
7- تذكر أنك إن لم تعتذر فانك على الأقل ستخسر شخصا واحدا وربما أكثر .
8- ثقة الناس بك تزداد مع اعتذارك لأنهم رأوك تقبل الحق وتخضع له .
9- تذكر دائما أن الاعتذار من مكارم الأخلاق وان أجمل منه الابتعاد عن الخطأ .
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
"مقتطفات منقوله" | |
|