الرومانسية
أو الابتداعية هي حركة فنية، أدبية وفكرية نشأت في فرنسا في أواخر القرن
الثامن عشر للميلاد وسرعان ما راجت في بلدان أوروبية أخرى، وخصوصاً إنكلترا
وألمانيا وإسبانيا حتى بلغت ذروتها في الفترة ما بين 1800-1840.
وقد
ظهرت كرد فعل ضد الثورة الصناعية كما كانت تعتبر ثورة ضد الأرستقراطية
والمعايير الاجتماعية والسياسية في عصر التنوير. وقد تجسدت الثورة بقوة في
الفنون البصرية والموسيقى والأدب. كما كان لها تأثير بالغ على التأريخ
والتعليم والعلوم الطبيعية وتأثير كبير ومعقد على السياسة، حيث ففي ذروة
الحركة الرومانسية كان هنالك ارتباطاً وثيقاً مع الليبرالية والراديكالية
وكان تأثيرها واضحاً على نمو القومية لدى الشعوب. تؤكد الرومانسية أن قوة
المشاعر والعواطف والخيال الجامح هو المصدر الحقيقي والأصيل للتجارب
الجمالية، مع التركيز على شتى العواطف الإنسانية مثل الخوف والرعب والهلع
والألم فأسهمت في رفع شأن الفنون الشعبية والتقليدية إلى درجة أسمى، وجعلت
منها فنوناً مرغوبة (كما في الموسيقى الارتجالية).
كما
أنها جعلت من الخيال الفردي سلطة ناقدة مما أسهم بالتحرر من أفكار المدارس
الكلاسيكية والعقلانية المثالية والتي سعت إلى رفع شأن القرون الوسطى
والإخلاص لها من خلال فرض قواعد وقيود على جميع أشكال الفنون لتوحي بأنها
فنون قروسطية أصيلة في محاولة منها للهرب من النمو السكاني والزحف
العمراني.