[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مختبر
متميز بمستوى عالمي سيتم تثبيته في مدار فضائي منخفض حول الأرض. كانت هذه
الطريقة التي روجت من خلالها وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"
لمحطة الفضاء الدولية أمام الكونغرس الأميركي في عام 2001. وبعد مرور أحد
عشر عاماً منذ ذلك الحين لا أحد يساوره الشك في الطموح التكنولوجي
للوكالة. وتقول مجلة "نيوساينتست" البريطانية، في تقرير حديث لها، إن
مشروع محطة الفضاء الدولية الذي يعتبر المشروع الأكثر تعقيداً هندسياً
أنشأ وحدات ضخمة تدور حول كوكب الأرض بسرعة تزيد على 27 ألف كيلومتر في
الساعة. ربما تدور المحطة بسرعة عالية، الذي يعتبر محل سخرية النقاد، إلا
أنها كمختبر علمي لا تحرز تقدماً. وحتى الآن، فقد استهلكت المحطة في
تشغيلها ما يصل إلى 150 مليار دولار، أي يعادل أكثر من 300 ألف دولار لكل
كيلوغرام من وزنها في الفضاء، وحتى المؤيدين للمحطة يعترفون بأنها لابد أن
تحقق جدواها المنشودة فيما يتعلق بالاكتشاف العلمي.
المختبر الأكبر
يقول
لورنس يونغ، وهو خبير في الطب الفضائي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا:
"المحطة الفضائية الدولية هي أكبر مختبر علمي تم تجميعه. وهي أيضاً ذات
إمكانات محدودة لما يمكن أن تكون عليه". إلا أن مقدرات المحطة قد تكون على
وشك التغيير. وفي ظل استكمال الجزء الخاص بالولايات المتحدة في عام 2011،
فقد تم إعادة إمداد المحطة الفضائية الدولية بكبسولة "سبيس إكس دراغون"
لتدخل بذلك عصر الصواريخ الخاصة والأقل تكلفة. وقامت وكالة ناسا بتكليف
وكالة جديدة لبدء برنامج بحثي للمحطة. ولكن أين يتعين أن يتم توجيه
أولوياتها المستقبلية؟ وما الذي سوف تقوم به لتحويل هذا البناء الدوّار
إلى مختبر بمستوى عالمي؟
وأشارت
"نيوساينتست"، في تقريرها، إلى أن هذه الأسئلة قد تم تناولها خلال المؤتمر
السنوي الأول لأبحاث وتطوير محطة الفضاء الدولية الذي انعقد في دينفر
بولاية كولورادو الأميركية، أخيراً. وكان من بين المتحدثين ساتوشي إيويس،
من جامعة "آيشي" الطبية في اليابان، الذي أمضى عدة سنوات في تطوير تجربة
يمكن أن تساعد على حل واحدة من المشكلات الرئيسية التي ستواجه الانسان إذا
ما أراد السفر إلى الكواكب الأخرى، والمتمثلة في حفظ الجسم بحالة صحية عند
انعدام الوزن في الفضاء. ومن الأمور التي خلص إليها علماء الفسيولوجيا في
هذا الصدد هو أنه عند وضع الإنسان في الفضاء يبدأ جسمه في الضعف بسبب
انعدام الجاذبية. حتى تدريبات الجري على الدواسة ورفع الأثقال وركوب
الدراجات التي يتبعها طاقم العمل في المحطة الفضائية الدولية من شأنه أن
يضعف عظامهم وعضلاتهم وأجهزة القلب والأوعية الدموية. ولمواجهة هذه الآثار
المترتبة على القيام بمهمة لمدة طويلة، إلى كوكب المريخ على سبيل المثال،
يكاد يكون من المؤكد أن رواد الفضاء بحاجة إلى إنشاء نظام جاذبية اصطناعي
خاصة بهم.
مجال فريد
وهذا
هو المجال الذي يستكشفه إيويس، حيث يقود فريقاً مكلفاً بتصميم جهاز للطرد
المركزي للبشر. ويشير التصميم المبدئي للجهاز إلى أنه يتم ربط رائد فضاء
بمقعد جهاز يشبه دراجة تدريب. وتوفر عملية تحريك بدّالة الدراجة تدريباً
لعضلات رواد الفضاء وأوعيتهم الدموية، لكنه يدور أيضا على مقعد بشكل عمودي
حول محور مركزي، وبالتالي فإن الراكب يخوض تجربة الجاذبية الاصطناعية
أثناء التبديل. يقول وليام بالوسكي، من جامعة هيوستن في تكساس والذي يعمل
على تصميم الجهاز: "يعمل الطرد المركزي على جعل رائد الفضاء يدور
باستمرار".
ويسلط
مشروع الطرد المركزي الضوء على إمكانات المحطة كمختبر للأبحاث. وتحلق
أجهزة مماثلة في الفضاء على متن مكوك الفضاء التابع لـ "ناسا"، لكن لم يتم
اختبارها لفترة طويلة بما فيه الكفاية لإثبات ما إذا كانت فعالة. وتشير
تقديرات بالوسكي إلى أنه لكي يتم تقييم تأثير جهاز الطرد المركزي بشكل
صحيح على علم وظائف الأعضاء البشرية، سيتعين على رواد الفضاء ركوب الجهاز
لمدة 30 دقيقة في اليوم على مدار شهرين على الأقل. يقول يونغ: "الطريقة
الوحيدة لاختبار الجهاز هي في حالة انعدام الوزن، والمرة الوحيدة التي
يتعين علينا تحقيق ذلك في محطة الفضاء الدولية". ألواح هائلة
توفر
محطة الفضاء الدولية أكثر من مجرد منصة مختبرات ثابتة على المدى الطويل
لإجراء التجارب. وفي ظل وجود حوالي 4 آلاف متر مربع من الألواح الشمسية
على متنها، فإن المحطة لديها امدادات كهربائية هائلة جاهزة للاستخدام في
التجارب التي تحتاج إلى قدر كبير من الطاقة. وتعد وصلات البيانات عالية
السرعة إلى الأرض وطاقم الفنيين المتخصصين في المختبرات الذين يمكنهم
تعديل جهاز أو تحميل النتائج، بمنزلة إضافة إلى جاذبية المشروع. ومن خلال
الجمع بين هذا ومجال الجاذبية الذي يقل بمليون مرة من الجاذبية على سطح
الأرض، يمكن أن يتحقق حلم تحويل المحطة إلى مختبر للأبحاث الفضائية.