أعضاء ورواد منتدى الصحافة والإعلام
السلام عليكم ورحمة الله
بعد
إحجام كبير عن الكتابة وبعد إمتلاء قلبي بالمفارفات والمتناقضات العجيبة
في هذا القرن قررت أن أكتب عن حرية الصحافة وحرية التعبير .
بينما
وأنا أتنقل من فضائية إخبارية إلى أخرى شد إنتباهي موضوع حبس الصحافيين في
مصر والزوبعة الاعلامية التي أعلنها الاعلام العربي بشكل غير مسبوق .
وما
شد إنتباهي أكثر هو أنه لم يسبق حبس أي صحفي قبل ربيع الثورة المصرية وحدث
هذا بعد الثورة وبعد إنتخاب رئيس بكل حرية وشفافية . ومعنى هذا أن الريس
الجديد إستهل حكمه بتأديب الاعلام وهذا من وجهة أعداء الرئيس والخائفون من
بعبع الاخوان .
حسب
ما علمت أن إعلامي من جريدة الدستور المعارضة قد إنتقد الرئيس و إستهزء
من شخص يفترض أنه رئيس الكل وهذا بموافقة الاغلبية الساحقة .
ومن
البديهي أن الرئيس يغار على شخصه ولا أحدا يقبل أن يهان فمابلك أن الاهانة
تطال احد رموز الامة ومن البديهي أيضا أن يلجأ كل متضرر إلى القضاء ليرد
له إعتباره .
لكن
ما يحصل الان هو الحملة الاعلامية الضخمة من أجل إهانة الرئيس والامة
المصرية مرتين وهؤلاء يعترضون على الامة المصرية ولا يبغون لها الازدهار
والمضي قدما نحو الامن والاستقرار .
وإلا كيف نفسر هذا الامر .
هل
كان يجرأ هذا المتطاول على الرئيس السابق ؟ بالطبع لا وألف لا لسبب بسيط
هو أن التبجيل والنفاق كان من شروط حرية التعبير أيام النظام السابق وكل
الانظمة المستبدة . أما اليوم وعندما إنجلت غيمة الحرية وإختار الشعب من
يحكمه ولان الرئيس ملتحي يجب السخرية منه والتجريح فيه وميدان التحرير
موجود لكسر انف الرئيس .
هؤلاء المنزعجون من الرئيس كشف عنهم غطاء النفاق والتهليل للنظام ومسح الغبار عن سادتهم .
وليستوا من الاعلاميين في شيء .
الاعلام لا يعني أبدا التجريح والاهانة والفضح والخوض في أعراض الناس قبل حكم القضاء
الاعلام لا يعني أبدا أن ينصب نفسه القاضي والجلاد
الاعلام
يعني أن ينشر الحق وينتقد في حدود الاداب العامة وأن يؤدي رسالة حضارية في
نشر الوعي القومي ويربي المجتمع على الفضائل وأن يبجل من يستحق التبجيل
ويوبخ من يستحق التوبيخ ويقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت وأن يساعد في كشف
الفساد والمفسدين بالادلة القطعية ويقدمها للقضاء .
نريد إعلام حر نزيه لايتغير بتغير الانظمة .
هذا
ما يريده الشعب المصري يا إعلام مصر أما ما يقوم به أشباه الاعلاميين في
مصر ضد الرئيس والامة المصرية من حملة تشويه من أجل المطالبة بحرية
التعبير فهو حق أريد به باطل . وأنا لست مصريا كي أدافع عن الرئيس وإنما
هي فزعة وصرخة حق فقط.
ولا بد من أن يعالج الاعلام العربي نفسه قبل أن يتحث على حرية التعبير .