الربيان...قاهر الجلطات

سمير عنتر: يفضل تناوله مع الأرز أو مع الخبز حتى يتم هضمه بصورة جيدة
يوسف حلمي: يبذل الجسم طاقة لهضم بروتين الربيان فيسهم في إنقاص الوزن
مجدي نزيه: للفرد العادي أن يتناول 5 وحدات من الربيان المتوسط على الأكثر
تحقيق - أماني أحمد وفتحي مصطفى:
تعتبر
أطباق الربيان من المقبلات والمشهيات اللذيذة, وهي من أطيب وأخف المأكولات
التي يمكن أن يتناولها الإنسان, بالإضافة إلى أنها تحتوي على عدد من
الفوائد الصحية خاصة لعلاج الزهايمر والسرطان والاكتئاب وضغط الدم والغدة
الدرقية, وتساعد على إنقاص الوزن وتقوي العظام وتقوي القدرة الجنسية,
ولكنها ليست بديلا للفياغرا, ويوجد من الربيان ما يقارب الألفي نوع,
ويحتوى على دهون وكربوهيدرات وبروتين مثل التربتوفان والسيلينيوم وهو غني
بالفيتامينات والمعادن الأخرى التي نعرفها من رأي خبراء التغذية في السطور
التالية.
تشير الدراسات إلى أن تناول الربيان بشكل أسبوعي يساعد خلايا
القلب على القيام بوظائفها المختلفة التي من بينها "الإشارات الكهربية"
التي تقي من الإصابة بالتوقف المفاجئ والقاتل لعضلة القلب, وتناول الربيان
مع السمك على المدى البعيد يرتبط بانخفاض مقياس الفاصل الزمني فيما يسمى
ب¯"دورة القلب الكهربية" أو "كيو. تي" حيث تؤدي زيادة هذا المقياس إلى
توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ, وهو ما يفسر نسبة 50 في المئة من النوبات
القلبية. وأشارت دراسة أخرى إلى أن الربيان يعد من الأطعمة الغنية
بفيتامين "بي", ومعدن الزنك والسيلينيوم, وأنه مضاد للأكسدة, وغني
بالبروتينات, بالإضافة إلى أن سعراته الحرارية قليلة, لذلك ينصح بتناوله
كغذاء صحي للغاية. وأشارت الدراسة التي أجراها فريق من خبراء التغذية في
النرويج إلى أن الجمبري المجمد له أيضا نفس فوائد الطازج.

طاقة لازمة

قال الدكتور سمير عنتر.. استشاري الحميات والكبد, ونائب مدير عام
مستشفى حميات إمبابة, الربيان من القشريات البحرية, ومعروف أنه مجدد
للطاقة بفعل ما يحتوي عليه من نسبة مرتفعة جدًا من البوتاسيوم والفوسفور,
وهذان العنصران مهمان جدًا للاحتراق داخل الخلية, ومن ثم إصدار الطاقة
اللازمة للخلية وللجسم عمومًا سواء الطاقة البدنية أو الذهنية, ويتميز
أيضًا بأنه يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح المعدنية
المطلوبة للجسم, ويعتبر أيضًا طعامًا سهل الهضم.
البروتينات التي يحتوي
عليها هي العنصر المهم لبناء الجسم والعضلات والخلية, خصوصاً الخلية
العصبية وخلايا القلب, وبهذا فإنه أفضل من تناول الأسماك الأخرى إنه مفيد
لعضلة القلب والنشاط الذهني بفعل البروتينات عالية القيمة, علمًا بأنه غير
مستحب الإفراط في تناوله بكميات كبيرة لمرضى القلب والكوليسترول وتصلب
الشرايين حتى لا تسوء حالتهم. وهو من الأطعمة النادرة التي لا تسبب عسر
هضم, بشرط مضغه جيدًا, وإذا كان هناك من سيتناوله وليست لديه أسنان ككبار
السن فيجب أن يتناولوه مفرومًا أو على هيئة "كفتة".
ويفضل أن يتم تناول
كمية من النشويات لكي تساعد في احتراق البروتينات المرتفعة الموجودة في
الربيان, لذلك يجب تناوله مع الأرز أو مع الخبز حتى يتم هضمه بصورة جيدة,
وترتفع الفائدة منه, كما ينصح بتناول بعض الأوراق الخضراء إلى جانبه مثل
الجرجير والبقدونس لاحتوائهما على الألياف التي تساعد على الإخراج الطبيعي
حيث أن الربيان لا يحتوي على ألياف وبالتالي يمكن تعويضها معهما, لأن
تناوله بمفرده قد يؤدي إلى الإمساك. كما أنه من المعروف أن كمية الفوسفور
الموجودة في الربيان تساعد على زيادة الطاقة العضلية, ولهذا يستخدمه
الكثيرون من الناس كمقو جنسي من هذا الجانب.

يخفض الضغط

وقال الدكتور يوسف حلمي, استشاري التغذية العلاجية: الربيان يحتوي على
كمية مرتفعة من البروتينات, والكالسيوم والمنجنيز والفوسفور والماغنيسيوم,
بالإضافة إلى مواد عالية الكفاءة وإنزيمات تساعد في هضم البروتين, وله
قيمة غذائية عالية, ويحتوي على كمية ليست قليلة من الدهون والكوليسترول,
لذلك نمنع مرضى ارتفاع الكوليسترول من تناوله, ويحتوي أيضًا على عنصر
الحديد والكروم, إضافة إلى البروتين الغني بالأحماض الأمينية الأساسية
التي تعمل على إجادة توصيل الموصلات العصبية في الدماغ, وبالتالي تحسن
عملية التوصيل العصبي من الدماغ إلى كل أطرافه, وبالتالي التقليل من أعراض
الزهايمر, ويقلل تناوله من ارتفاع ضغط الدم لأنه يحتوي على ماغنيسيوم
وكالسيوم, فيحسن عمل الدورة الدموية, لكن ثمة خطورة تكمن في نسبة
الكوليسترول المرتفعة فيه لدى بعض المرضى. وفيما يتعلق بالقدرة على تقوية
الرغبة الجنسية, فإن ذلك يرجع إلى احتوائه على البروتين والفوسفور
والأحماض الأمينية الأساسية التي تساعد في تكوين الهرمونات والإنزيمات
التي تساعد في العملية الجنسية, إلا أنه لا يعد من بين المنشطات الجنسية
كما هو معروف عنه.
والبروتين عالي القيمة المتوفر في الربيان يحتاج إلى
طاقة كبيرة يبذلها الجسم حتى يتم الهضم, هذه الطاقة تمثل من 5 إلى 20 في
المئة من وزن الوجبة, فيحدث نوعًا من سخونة الجسم بعد تناول الربيان
إيذانًا ببدء عملية هضمه, ما يفسر لجوء بعض أطباء التخسيس إلى وضعه ضمن
وصفات برامج الحمية الغذائية التي يطلقون عليها "ريجيم البروتين".

سلوك مضر

يقول الدكتور مجدي نزيه, رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي
للتغذية ¯ ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية: الربيان يعد من
الكائنات البحرية التي تتميز بمحتواها من البروتين والفوسفور, لكن يعيبه
أنه يحتوي على جرعة مرتفعة من الكوليسترول, فكل 100 غرام منه تحتوي على
150 ملليغراماً من الكوليسترول, في غياب عنصر مهم جدًا وهو مادة مجموعة
(أوميجا3) المعروفة بمكافحتها للكوليسترول, بينما توجد في الكثير من
الأسماء البحرية الأخرى, وعليه فإن استهلاك الربيان بجرعات مرتفعة يعد
سلوكًا مضرًا بالجسم بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول, ويكفي للشخص العادي أن
يتناول من 4 إلى 5 وحدات من الربيان المتوسط, وبالتأكيد سيختلف الوضع
بالنسبة لمرضى الكوليسترول المرتفع.