حذر خبراء علم النفس والاسرة والمجتمع من الحميمية المفقودة(...) بين الآباء والأبناء وتهديدها الاستقرار الأسري.
«هنا
تقع المسؤولية على الكبار، إذ لا يمكن لوم الطفل الخجول على غضبه المكبوت
وعدم تواصله مع الآخرين، لا سيما في حالات العنف التي تعمق الهوة في داخله
وتدفعه إلى هاوية المشاعر السيئة كالغبن والاضطهاد».
يتعرّض
أطفال خجولون كثر لفقدان الحميمية داخل المنزل، فيغرقون في توحد نفسي
وغياب المشاركة الوجدانية العميقة وما تمثل من وشائج متينة تشع بالدفء
والسعادة، فينمو لديهم حذر من إبداء المشاعر، وتتكرّس في ذاكرتهم تجارب
مؤلمة تظهر تداعياتها على الطفل في مراحل لاحقة وقد تلازمه حتى نهاية
العمر.
أثبتت الدراسات أن الطفل الخجول الذي يحمل هذه
المشاعر يصاب بأمراض نفسية كالاكتئاب والتعاسة نتيجة عدم التعامل معه، ما
يشعره بالوحدة والفشل والكراهية، ويدفعه إلى التعبير عن نفسه بانفعال
زائد، أو يتسم سلوكه بالعدوانية والعنف غير المبرر لمن حوله.
وينصح
الخبراء بعدم السخرية من مشاعر الخجل لدى الأبناء في مرحلتي الطفولة
والمراهقة، بل تقديم نصائح تظهر لهم الخطأ والصواب، وتعزز ثقتهم في
أنفسهم، وتجعلهم يدركون من خلال أشخاص يحبونهم ويثقون بهم أو من خلال
وسائل الإعلام، بطريقة غير مباشرة، حقيقة هذه المرحلة التي يعيشونها
باعتبارها مرحلة تردد في الانفعالات والمشاعر.
من هنا
على الآباء والأمهات عدم الإساءة إلى أبنائهم، فذلك من شأنه بناء جيل من
الأبناء ناجح وغير مصاب بعقد نفسية تصعب معالجتها، وتشير التجارب إلى أن
هذه المرحلة إذا مرت بنوع من الشعور بالكبت والحرمان والاستهزاء والسخرية
فستترك آثاراً أو جروحاً نفسية خطيرة.
كذلك يجب أن
تضطلع الأم بدور مهم في تحرير طفلها الخجول من هذا الشعور وتداعياته
السلبية، وتعمل على تنمية قدراته في التعبير عن مشاعره، والاكتشاف المبكر
لمواهبه الخاصة وتنميتها، وتشجيعه على التحصيل الدراسي، ومكافأته عند
التفوق، فالعلاقات البشرية تتحدد في صورتها الراقية من خلال الحب الصادق،
عندها يشعر الأبناء بالمحبة ويجدون من يحبهم ويتواصل معهم.