النكد الزوجى في رمضان

رغم أن شهر رمضان الفضيل شهر المودة والرحمة والتصالح مع النفس ومع الآخرين، كما أنه الهدنة السنوية التي إذا أحسن الأزواج



والزوجات استغلالها لتصحيح أوضاعهم لاستمروا سعداء إلى أبد الدهر، إلا أن علاقة الكثير من الأزواج قد تتجه نحو الكراهية



والعداء، حيث تتزايد الخلافات الزوجية في رمضان لدرجة تصل معها إلى حد الطلاق في كثير من الأحيان!!..



تزيد الخلافات الزوجية ويكثر النكد وخراب البيوت في رمضان لأسباب عدة من أهمها:



1- ارتفاع الأسعار وكثرة الأعباء المادية :- للأسف الشديد يرتبط شهر رمضان عند الكثير من الزوجات ارتباطًا وثيقًا بالأكل والشرب فما



أن يأتي هذا الشهر إلا وتجد الزوجات يتبارون في شراء الأطعمة والأشربة بكميات كبيرة رغم غلاء الأسعار الفاحش الذي لا يتناسب



مع الدخل الشهري دون مراعاة لظروف أزواجهن المادية، بل ومنهن مَن تعاير زوجها بفقره وعدم قدرته على أن يجعلها تعيش هذا



الشهر كما كانت تعيشه في بيت أبيها حيث توفير كل ما لذ وطاب من المأكولات والحلوى والمسليات!!.. الأمر الذي يجعل الزوج





يستشيط غيظًا وكمدًا لتحميله ما لا يطيق ولشعوره بالعجز أمام طلبات زوجته وهو الذي يعمل ويجتهد ويبذل قصارى جهده ليوفر لها



ولأبنائه حياة كريمة!!.





2- غياب بعض الأزواج عن العزومات لانشغالهم بأعمالهم :- انشغال بعض الأزواج وغيابهم عن السهرات والعزومات الرمضانية مع



الأهل والأصدقاء يسبب حرجًا شديدًا لزوجاتهم، ويشعرهن بالوحدة والنقص أمام الأقارب!



3- عمل المرأة في رمضان :- استمرار ذهاب الزوجات إلى أعمالهن في رمضان يغضب بعض الأزواج كثيرًا وذلك لعودة الزوجة



العاملة مرهقة ومتعبة جدًا قبل موعد الإفطار بفترة وجيزة مما يجعلها تقصر في أداء واجباتها المنزلية رغمًا عنها لضيق الوقت، الأمر



الذي يزيد من توتر وغضب أزواجهن إلى حد مطالبتهن تقديم استقالتهن أو تقديم طلب إجازة في هذا الشهر، حيث يرفض الكثير





من الأزواج أن يتنازل ويساعد زوجته في إعداد الأكل وتنظيف البيت تخفيفًا عنها وتلاشيًا للخلافات، قال رسول الله صلى الله عليه



وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).



4- ولع الزوجة بمتابعة مسلسلات وبرامج رمضان :- بسبب ولع الزوجة بمشاهدة مسلسلات وبرامج رمضان وتأنيب الزوج الدائم لها



حيث يعتبرها لهوًا عن ذكر الله وضياع الشهر الفضيل هدرًا وهباء يجعل الزوجة في حالة ضيق دائم لشعورها بأنها مقيدة وحريتها



محبوسة ومراقبة في كل لحظة، ومن هنا يحدث الخلاف!.



5- انقطاع الأزواج عن التدخين لساعات طويلة :- انقطاع بعض الأزواج عن التدخين في نهار رمضان يزيد من توترهم وعصبيتهم



ويربك أمزجتهم ويجعلهم يغضبون لأتفه الأسباب، مما ينتج عنه المزيد من المشكلات والخلافات، ولذلك على الزوجة أن تنتبه



لخطورة هذا الأمر وتحاول بقدر الإمكان التحلي بالصبر والهدوء وعدم العناد حتى لا تتفاقم الأمور ويحدث ما لا يحمد عقباه ونتائجه!.



يلاحَظ من الأسباب سالفة الذكر أن النكد الزوجي في رمضان مسئولية الطرفين، وإن كان الزوج يتحمل في رأيي الجانب الأكبر منه،



لأن بإمكانه السيطرة على بعض الأمور قبل أن تشتد حدتها نظرًا لقوامته وإمساكه بغالبية زمام أمور البيت وقدرته السحرية على احتواء



زوجته وإرضائها ولو بكلمة حلوة من الممكن أن تقلب في لحظة الموازين رأسًا على عقب، فالتعامل بنِدِّية وعِند وتشبث كل منهما



برأيه ورفضه التام لوجهة نظر الآخر دون فتح باب المناقشة للإقناع بالحجة يخلق حالة من الغضب العارم ويزيد من اتساع الفجوة



بينهما.



أسأل الله أن يمّن على كل الأزواج والزوجات المسلمين بالاستقرار والهدوء والسكينة داخل بيوتهم، وأن يقيهم بقدرته شر أنفسهم



وأفكارهم ويبعد عنهم بقدرته شياطين الجن والإنس الذين يفرقون بين المرء وزوجه.. قولوا آمين