هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو ,للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
ما الذي ينقص الإنسان للحياة على المريخ؟ قد يتبادر إلى ذهنك الكثير والكثير من الإجابات، إلا أن الإجابة التي لن تتوقعها هي الطهي الجيد، هذا ما يظنه تسعة متدربين من النخبة يستعدون لخوض مهمة محاكاة فضائية ويتدربون في جامعة "كورنيل" الأمريكية على الطهي في الفضاء.
هذا المشروع يسمى (HI-SEAS) ويهدف إلى بناء إستراتيجية لتغذية البشر في مستوطنات بالمريخ، حيث يتم تحليل متطلبات الطاقة ومعاملات المغذيات، واستكشاف الفرضيات التي تقول بأن إعطاء رائد الفضاء اختياره من الطعام الشهي والسماح له بتحضير طعامه في الفضاء يفيد في تحسين معنوياتهم بشكل كبير.
سوف تبلغ التجربة أوجها في العام المقبل حيث سيتم اختيار 6 من التسعة متدربين الموجودين الآن ليقضوا 120 يوم في بيئة معزولة مشابهة للبيئة على المريخ على جبل "ماونا لوا" (Mauna Loa) البركاني في هاواي، وسيقضون هذه المدة بدون أي مزروعات وسيطهون يأكلون فقط الأطعمة المعدة للفضاء باستخدام المهارات والوصفات التي يطورونها معًا.
ويجب على الفريق أن يصنعوا من المكونات الفضائية المعدة للفضاء، التي تتنوع ما بين اللحوم المقطعة والمجففة وأنواع الجبن المجمد والمبشور والخضروات والفاكهة المجففين والتوابل المسحوقة والأعشاب البحرية والهلام والزبد المركز، وكل ما يشتهونه من طعام ليطعموا أنفسهم لمدة أربعة شهور.
قد تظن أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء فآخر ما يفكر فيه رائد الفضاء هو الطعام أليس كذلك؟ كلا ليس الأمر كذلك، فنحن ببساطة لا نعرف كيف يتفاعل العقل البشري مع قضاء أشهر أو سنوات في بيئة غريبة على بعد ملايين الأميال من أقرانه، وهذه تعتبر واحدة من أهم العقبات التي تواجه مهمة البشر في الذهاب إلى المريخ، فالبشر يكونون في الفضاء محاطين بنوع من الحرمان الشعوري فلا يرى المرء الألوان المعتاد عليها ولا يتم أي اتصالات مباشرة مع بشر آخرين، لذا فمن المرجح أن الطعام الشهي يوفر لرائد الفضاء حاجزًا يمنعه من الجنون.
مما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو أن الأطعمة يجب أن تكون محفوظة لتظل على حالها لمدة عام على الأقل، وتكون هذه الأطعمة مجففة إن أمكن ومعلبة إذا لم يمكن تجفيفها، الأسوأ هو أن حاسة التذوق والشم تقل عند الإنسان بشكل كبير مما كان يجعل بعض رواد الفضاء يغرقون كل طعامهم بالصلصة الحارة للتعويض عن الطعم المفقود.
وسوف يضم المطبخ في البيئة البديلة معدات مختارة لكفاءتها في توفير الطاقة وحيازتها لمساحة محدودة للغاية، وبذلك يمكن لرواد الفضاء أن يقوموا بطهي كل ما يرغبونه.
حقًا فالمهارات اللازمة للصعود إلى الفضاء كثيرة ومتعددة ولكن من كان يتخيل أن هذه المهارات يجب أن تتضمن الطهي!