منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب    رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب I_icon_minitimeالأربعاء 8 أغسطس - 16:53

رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب


 رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب 35


سلوى ياسين

قبل أكثر من خمسة عشر
عاما، اشتريت رواية «المرايا» لنجيب محفوظ من سوق الكتب القديمة. ولأن
المال المدفوع من أجل اقتنائها كان مساهمة مني ومن شقيقتي، فقد نشب خلاف
حاد بيننا -كما كان متوقعا- على من سيقرؤها أولا، ومن سيحتفظ به آخرا.
ولأننا لم نكن نعرف آنذاك ما إن كان هذا الكتاب رواية شخوص أم مجموعة
قصصية، فقد اهتدينا إلى حل وسط، وقررنا أن نقسمه ونمزقه إلى أجزاء نتناوب
على قراءتها ونتبادلها بيننا.
أتأمل اليوم هذه النسخة الرثة التي يفوق
عمرها ربما الثلاثين سنة، ويتأجج بداخلي سيل الذكريات الجارف عن الجدل
الذي رافق اقتناءها. واليوم، هناك نسخ رقمية مجانية لهذا الكتاب على
الأنترنيت، لكنها -في نظري- لا تضاهي هذه النسخة التي أملكها، والتي تظهر
عليها آثار عمليات ترميم وتجميع لـ«الأشلاء» بعد كل التنكيل والتعذيب الذي
مرت به. فوحدها الكتب الورقية يمكن أن تمزق وترمم وتشيخ وتعلوها صفرة
التقادم، ووحدها قادرة على الاحتفاظ داخلها بنوع من التاريخ والذكريات،
فمن قال إن الكتب ليس لها كذلك مزاج وذاكرة ورائحة «ليس بوسعها ألا
تفوح»...
لكن الكتب الورقية اليوم تعيش حالة مرتبكة مع تضاعف مبيعات
الكتب الإلكترونية، مما يعني أن ذلك الكائن الورقي، الذي ظل لمدة تقدر
بمئات السنوات حليفا صلبا لنقل المعرفة من جيل إلى آخر ومن حضارة إلى
أخرى، سوف يندثر يوما ما. والأمر لن يقتصر على الكتب فقط، فقد بدأ تقلص
استعمال الورق في الحياة منذ سنوات، حين قـُضي على الرسائل الورقية
والبرقيات والبطاقات البريدية بشكل سريع ودون أن تثار ضجة أو حسرة. والأمر
لن يتوقف عند هذا الحد، فقد تنبأ «بيل غيتس»، في كتابه «طريق المستقبل»،
بأن اندثار العالم الورقي ليس سوى مسألة وقت أمام انتشار مكاتب ومدارس
ومجتمعات تعتمد كليا على الكمبيوتر، وعلى الوسائط الرقمية عموما.
ربما
سيكون الأمر مختلفا بالنسبة إلى الكتاب؛ فالانتقال إلى النسخ الإلكترونية
منه لن يكون سهلا كما كان متوقعا، ولن يمر بنفس السرعة والسلاسة التي
توقعها الخبراء. والتعود على قراءة الكتاب على الحاسوب أو اللوحة
الإلكترونية سيستغرق وقتا طويلا، لأن تجربة القراءة لم يعرفها الناس إلا
لصيقة بالورق وبرائحة الحبر. ولأن هناك ملايين الناس ممن شبوا على مطالعة
كتاب من ورق، فإنه يعز عليهم أن يتلاشى ويختفي وكأنه لم يكن أبدا، وكأنهم
لم يدسوا بداخله مرات كثيرة رسائل الغرام الخاطفة، ولم يدفنوا بين دفتيه
الورد كي يجف، ولم يمتزج بعرق أناملهم وتنهداتهم، ولم يسكبوا على أوراقه
قطرات من الماء أو القهوة.
ولأن عشق القراءة والمطالعة شيء وعشق
الكتاب شيء آخر مختلف تماما، يتوقع عشاق الكتاب الورقي حياة أطول له ويرون
أنه من المؤسف أن يجتاحنا الكتاب الرقمي وينتصر علينا دونما مقاومة منا أو
مجرد احتجاج؛ ويعتبرون طبيعة الكتاب الإلكتروني هشة وغير موثوق بها، لأنه
يترك لديك إحساسا غريبا بالفراغ وكأنك لم تقتنه أو كأنك لم تمتلكه حقا ولم
تقرأه أبدا...
على كل حال، انتصار وانتشار الكتاب الإلكتروني على نظيره
الورقي أمر واقع لا محالة، وهو أمر محزن حقا، لكن الأكثر إثارة للحزن ربما
هو أن هناك أشخاصا أميين عاشوا بيننا وغادروا الحياة دون أن يتعلموا حرفا،
ولم يلمسوا كتابا أو مخطوطا ولا قرؤوا حتى جملة في كتاب. ورغم مرور مئات
السنوات على اكتشاف الورق واختراع المطبعة، يستمر هذا البؤس حتى اليوم،
لأنه مازال هناك في هذا القرن الرقمي الآلاف من المغاربة ممن ولدوا
وعاشوا، وربما قد يغادرون الحياة دون أن تسمح لهم الأمية بقراءة كتاب أو
نص إلكتروني، لتستمر عزلتهم عن العالم ويستمروا في العيش على الهامش بعدما
لحقت الأمية الإلكترونية بأمية الحروف والكلمات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
رائحة الورق.. ذاكرة الكتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلول الكتاب المدرسي علوم 3 ثانوي مع أجوبة وثائق الكتاب
» حلول الكتاب المدرسي و حلول الكتاب المرفق اضافة إلى تمارين و حلولها للسنة 5 ابتدائي
»  اروع لعبة فلاش الطائرات مطلق النار علي الورق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: