أتريدون الدعوة ... أم ماذا تريدون ؟

أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟

1 ـ حينما نجد العوام من المسلمين يقعون في الأخطاء والمعاصي والمنكرات...فهل سيجدون من يرشدهم ويقومهم إلى الطريق الصحيح؟....فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
2
ـ وحينما نجد الرجل يذهب إلى المسجد ويخرج منه أكثر من مرة ولا يجد من
يسلّم عليه ولا يتعرّف عليه.....فهل سيجد في هذه الأيام من يصافحه ويتبسم
إليه ويحبه في الله؟.....فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
3
ـ وحينما نخرج فنجد الناس يجلسون على المقاهي وفي الطرقات ويضيعون الصلوات
، ولا يجدو من يأخذ بيدهم إلى المسجد وإلى الصلاح والفلاح.....فهل سيجدون
من يوقظهم من غفلتهم ويرشدهم إلى الصواب؟.....فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
4
ـ وحينما نجد الرجل منهم يدخل ويخرج من المسجد الذي به ضريح أو قبر ولا
يجد من يعرّفه بخطإه....فهل سيجد من ينصحه ويعرّفه بذلك؟........فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
5
ـ وحينما يقف الرجل أمام المسجد وفي الطريق ويدخل في المقاهي يوزع على
الناس النصائح والتذكرة والمعروف والخير والحث على الصلاة ...تجد العوام
يفرحون وبعض المتدينون يستغربون ويتعجبون...فهل سيشترك معه المتدينون في
العمل الصالح وتنبيه الغافلين؟ .......فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
6
ـ وحينما يمر الرجل على المحلات والشواطيء والمتنزهات يسلّم على كل فرد من
الجالسين ، ويطلب منهم أن يأخذوا ورقة للخير والمعروف والذّكر ..فيأخذها
العوام..ويتعجّب من فعله بعض المتدينين ...فهل سينتهي هذا التعجب
ويزول؟.........فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
7
ـ وحينما يتكلم الرجل مع بعض المسلمين ويحرّضهم على النصيحة للمسلمين وفعل
الخير والمعروف...يُقابلونه بالسكوت والإقرار بالتقصير...فهل سينتهي هذا
الإقرار بالتقصير بالمشاركة والتفعيل؟............فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
8
ـ وحينما يقوم الرجل بابتكار شيء جديد للدعوة لتناسب العوام وفئات المجتمع
لتقرأ النصيحة في الطريق والمقاهي ولشدّ انتباه العوام من المسلمين...لا
ينظر إليها إخوانه المتدينون بإمعان وثناء وتقدير وتحفيز ومشاركة ...ولكن
كشيء عابر كأنهم يقولون له...لو لم تفعل لكان خيراً لك.....فهل سيقبل المتدينون من هذا الرجل عرضه لمشاركته في تجديد الخطاب الدعوي واكتساب أناس للدعوة فيهتدوا على يديه؟.........فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
9
ـ وحينما يحفّز الشيخ والداعية الشباب والطلبة على فعل الخير والمعروف في
خطبه ودروسه...فيقوم أحدهم لتطبيق ذلك عمليا...فينظرون إليه بغرابة شديدة
ولا يساعدوه ويقفوا معه لمساندته.....فهل ستنتهي العزلة عن المجتمع
والانطوائية وعدم تطبيق العلم والدعوة على أرض الواقع؟..........فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟
10
ـ وحينما يجد أهل المعصية أعواناً كثر عليها...وتحفيزها وسرعة
انتشارها...يجد الرجل أنه بفعلِه هذا وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
وتحفيز الناس على الخير والترغيب في الاكثار منه...نفوراً منه والوقوف
وراءه وليس المسارعة في مسابقته بالقيام بمثل ما يعمل بل وبأحسن مما يعمل
...بل وربما بتثبيطه وتخذيله حتى يكفّ عما يعمل ليقف معهم في حيّز العزلة
والانطوائية من المجتمع وعدم تجديد الدعوة والانتشار بين الناس... وأن الدعوة أمر طبيعيّ ليست منعزلة عن الحياة.....فهل
ماتت القلوب والضمائر؟...أم تحجرت العقول فلا تقبل إلا قولها هي؟ ....أم
أنها أصبحت هذه النفوس أولياء لله وأحبابه فقط والبقية لا تظهر وتنتشر بين
الناس إلا بإذنها؟.......فيا معشر الصادقين المخلصين ....أتريدون الدعوة ....... أم ماذا تريدون ؟


وأخيراً....هل هذه الكلمات تقال فقط ولا تصلح أن تطبق على أرض الواقع (اعرف الرجال بالحق...ولا تعرف الحق بالرجال).
د/ أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل