ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ،،
و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ،،
من يهده الله فلا مضل لهو من يضلل فلا هادي له ،،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه ،،
و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان الى يوم الدين و سلم تسليما كثيرا ،،
اما بعد ،،
الصوم
ليس عادة من العادات ، أو أمراً رأيت الناس عليه فتابعتهم فيه ، بل إنه
عبادة جليلة رُتب عليها أعظم الثواب ، وأدّخر الله لصاحبه أجره حين يلقاه
في ساعة يعرف عندها مقدار الحسنات ، فلا تعجب من فرح المؤمن ببلوغه ، ولا
تستنكر فيه إجتهاد المجتهدين ، فقد علموا قدر هذا الزمان ، وأدركوا قيمة
تلك الليالي والساعات .
ولمّا كان الزمان عزيز أحببت وضع بعض مشاريع
المتاجرين مع ربهم لأذكر بها نفسي وغيري ، جعلتها مختصرة بُغيت الفهم وحسن
الضبط فمنها :
جليسي كتاب ربي سأجعل جل وقتي للتلاوة فهي الشفاء
وطريق كسب رحمة المولى عز وجل ، هل تعلم أن الجزء (٧٠٠٠) حرف والحرف بعشر
حسنات يعني ( ٧٠،٠٠٠) حسنة في الجزء والله يضاعف لمن يشاء تقرأه في أقل من
نصف ساعة وأنت في الزمان الفاضل الذي تتضاعف الحسنات .
قلوبنا -
ياإخوة - تحتاج للوقوف مع الآيات فاجعل لك تلاوةً للتدبر والتفكر بخطاب
الله ، حركِّه عند ورود صفات الباري عز وجل وعند ذكر الجنة والنار وعند كل
آية ففي هذا النجاة .
عادتي التبكير للصلاة كم كنت مقصراً في هذا
الشأن وقد جائت السنة في الترغيب فيها حتى جعلها عليه الصلاة والسلام مما
يتنافس عليه المتنافسون . تقدم للصلاة ففيه إدراك السنة القبلية والتنفل
بالصلاة وفيه إدراك الدعاء وترديد الآيات وهو سبيل لإدراك الخشوع في
الصلاة .
رمضان فرصتي للدعوة فالنفوس فيه مقبلة والأفئدة إلى ربها
متوجهة فلم يبق إلا همتي وستحيا هذه الأيام . كم نفعتَ كلمة من مستمع ،
وكم أحيتَ دلالة من إنسان ، سأستخدم كل تقنية لنشر الخير ، وسأزور كل مقصر
وأدله على الخير فإن * من دل على هدى فله أجر من تبعه *
طهرت
قلبي وهجرت الخصومات رمضان فرصة لإصلاح مابيني وبين من عاديت ولو برسالة
جوال أو إتصال والزيارة أكمل وأجمل سأفعل هذا لأني لا أريد فقد حسناتي
وأعلم يقيناً بأثر هذا الفعل على قلبي فهو سبب راحته والعيش الحياة الطيبة
.
وداعاً صحبة السوء فهي التي أهلكتني ومنعتني فعل الخير ، وداعاً
لا رجعة فيه فأنا أريد رضا ربي . كم حاولت فعل الطاعة فثبطوني ، وكم سعيت
لأن أستقيم فمنعوني ، فلذا قررت الإبتعاد عنهم ولعل رمضان بداية تطبيق هذا
القرار .
وداعاً للمعاصي فقد أضحيتُ أستحي من ربي ، فكم أعصيه
ويسترني ، وكم أبارزه بها فيمهلني ولعل رمضان يكون بداية العودة وزمان
الأوبة لقد علمت أنها سبباً لحرماني من الطاعات ، فكيف أرضى لنفسي بهذا
الحرمان . وأخيراً يانفس قد ذهب زمان النوم وهذا زمان الإقبال يارب فأعني
وخذ بيدي لما يرضيك عني .
رسالةٌ جعلتها لنفسي ولكل مطلع من أخ كريم وأخت كريمة -
عادل عبدالعزيز المحلاوي