بعدما
كان العطش ملازماً لأغلب التجمعات السكانية في المحافظة من جراء وجود نقص
في كمية ونوعية مياه الشرب، ولاسيما أن المحافظة كانت تعتمد في تأمين
مواردها المائية على البرك الأثرية القديمة والسدود السطحية وبعض مياه
الينابيع، مع العلم بأن هذه المياه كانت، وللأسف تصل في معظم الأحيان إلى
شاربيها ملوثة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إلا أن
المتتبع لواقع استثمار المياه في المحافظة سيرى أن هناك انقلاباً في
المعادلة، ولاسيما بعد أن قامت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي
في المحافظة وحسبما ذكر مديرها العام المهندس غسان ملاعب- بتنفيذ العديد
من المشروعات المائية، ولاسيما بعد أن تعرضت المحافظة في الآونة الأخيرة
لانتكاسة مائية خطيرة بسبب قلة الهاطل المطري، الأمر الذي أدى إلى استنزاف
جزء كبير من المياه السطحية والجوفية لأغراض الشرب أولاً وللأغراض
الزراعية ثانياً، مع العلم بأن المحافظة كانت سابقاً تعتمد في مخزونها
المائي على نسبة الهاطل المطري السنوي، إضافة إلى ما تختزنه السدود في
بحيراتها من مياه الأمطار والثلوج، فالمحافظة تضم 18 سداً سطحياً، منها 8
سدود مستثمرة لمصلحة مياه الشرب، لكن تزويد المحافظة من مياهها لا يتجاوز
10%.
إذاً،
وباعتبار أن السدود مصادر مائية غير موثوقة، لم يكن أمام مؤسسة المياه سوى
الانطلاق نحو الآبار الارتوازية، وذلك لتغطية احتياج المحافظة من مياه
الشرب، حيث وصل عدد الآبار الارتوازية التي تم حفرها ضمن قرى ومدن
المحافظة حتى الآن إلى حوالي 293 بئراً ارتوازية، حيث تبلغ غزارتها
الوسطية 121 ألف م3، بينما تبلغ كمية المياه المنتجة حالياً من هذه الآبار
حوالي 27200م3 يومياً، وهي تغطي حاجة 98% من مواطني المحافظة، كما تم
تخديم كل التجمات السكانية وفق أحكام نظام الاستثمار.
عدا عن
ذلك فقد قامت المؤسسة أيضاً بتنفيذ عدد من المشروعات المائية المهمة
كمشروع المزيريب الأول والذي نفذ لتأمين مياه الشرب لمدينة السويداء بكمية
6000م3، إضافة إلى آبار صلاخد، والتي تعدّ من المصادر المائية الأساسية
لتزويد مدينة شهبا بمياه الشرب، إضافة إلى قرية صلاخد وبعض التجمعات
الواقعة بالقرب من طريق دمشق- السويداء، حيث تبلغ إنتاجية هذا المشروع من
المياه حوالي 125م3 في الساعة، ويبلغ عدد المستفيدين منه 15ألف نسمة.
أما مشروع
آبار الدياثة والذي يتألف من ست آبار جوفية عميقة، فهو يخدم حوالي 16 قرية
من قرى المحافظة الشرقية، حيث يعدّ هذا المشروع من المشروعات المائية
الرديفة لمشروع سدّ المشنف، بينما مشروع آبار العفينة والذي يتألف من أربع
آبار جوفية عميقة فهو يروي قرى (الكفر- حبران- العفينة- مياماس)، وحالياً
انتهت المؤسسة من مشروع آبار الرشيدة حيث يهدف هذا المشروع لتزويد قرى
المحافظة المتاخمة للبادية.
ما احتياج المحافظة من الماء؟
ما حصلنا
عليه من أرقام، يؤكد أن احتياج المحافظة الحالي من مياه الشرب يصل إلى
95616م3 يومياً، بينما يصل العجز المائي في المحافظة حالياً إلى 47316م3
يومياً، علماً أن حاجة المحافظة من الماء والمتوقعة لعام 2030 قد تصل إلى
137688م3 يومياً ليقابله عجز مائي من المتوقع أن يصل عام 2030 إلى 89388م3
يومياً، لكن هذا العجز يمكن أن يغطى بحسب ما ذكرت مصادر مؤسسة مياه
السويداء بحفر المزيد من الآبار الارتوازية ولاسيما في مناطق الاختناقات
المائية، إضافة إلى قابلية نسبة ازدياد هذه النسبة في حال خروج بعض محطات
التصفية من الخدمة نتيجة توالي سنوات الجفاف.
معوقات:
رغم هذه
الانطلاقة نحو تنفيذ عدد من المشروعات المائية لتفادي أزمة العطش التي
عانت منها المحافظة سنوات طويلة، لكن مازالت هناك عدة مطبات تقف عائقاً
أمام هذه المشروعات، وأول هذه المطبات خلو المحافظة من محطات معالجة،
إضافة إلى عدم تخديم كل أرجاء المحافظة بشبكات الصرف الصحي، الأمر الذي
تسبب بتلويث الأودية المغذية للسدود ولبعض الينابيع، علماً بأنه بدئ العمل
في عدد من محطات المعالجة في كل من: القريا- رساس- حبران- نمرة- سالة،
وذلك لرفع التلوث عن هذه الأودية، بينما المعاناة الثانية تكمن في ارتفاع
تكاليف الطاقة الكهربائية التي تغذي العديد من محطات الضخ باعتبار أن
المصادر المائية في المحافظة تعتمد على آبار ارتوازية عميقة قد تصل
أعماقها إلى 1000م، وهذه الآبار تؤمن 80% من مياه الشرب لأبناء المحافظة.