اختم القرآن ولو مرة في رمضان ...

[center]



[center]اختم القرآن_ولو مرة_ في رمضان

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه اما بعد
فانه مما ينبغي على المسلم ان يشغل به ليله ونهاره ويعمر به وقته
قراءة القران فان فيه الهدى والنور
قال سبحانه (إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً
كَبِيراً) الإسراء
وفيه الموعظة و الشفاء قال سبحانه ( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ( وقال تعالى ) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراًً ( الإسراء وقال سبحانه ) قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ ( وقد يسره الله لعبادة لمن شاء ان يتذكر ويتدبر كما قال تعالى ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) قال ابن كثير رحمه الله (أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراد ؛ ليتذكر الناس(تفسير
ابن كثير[ 4/411] قال مجاهد (هونا قراءته) [تفسير الطبري 27/96] وقال
السدي ( يسرنا تلاوته على الألسن ) [تفسير ابن كثير 4/411] وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : ( لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع احد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل) [تفسير ابن كثير 4/411] قال الله تعالى " إن
الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية
يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "سورة فاطر، آية 30،29 .
قال رسول صلى الله عليه وسلم : إن لله آهلين قالوا من هم يا رسول الله قال " أهل القرآن وخاصته". ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني(وقال صلى الله عليه وسلم: )خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ( رواه البخاري.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
)من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف).(صحيح الجامع 6469(
وعن أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ) يجيء
صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم
يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال
اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ( )حسن( )صحيح الجامع8030( .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:)الصِّيَامُ
وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ
الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ
بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ(.أخرجه أحمد
وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ
قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ
بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ
وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ". أخرجه والترمذى وصححه الألباني
ان كان هذا للمسلم في الشهور عامة فان هذا الامر _اي قراءة القران _ يتاكد ويستحب اكثر في شهر رضمان فهو شهر القران
قال جل وعلا : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }) البقرة:185 (وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) [القدر:1].وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) [الدخان: 3].
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض القرآن في رمضان على جبريل عليه السلام، فكان يدارسه القرآن. عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:)كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ
مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ
فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ،
فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ
الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ(.أخرجه أحمد و"البُخَارِي
وفي
حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت فاطمة رضي الله عنها فقالت : إنه كان
حدثني أن جبريل كان يُعَارِضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه عَارَضه به في
العام مرتين . قال : ولا أراني إلاَّ قد حَضَر أجَلِي . رواه البخاري ومسلم .
وكان السلف إذا دَخَل شهر رمضان طووا الكُتُب ، وأقبلوا على القرآن .
قال ابن رجب : " كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها".
و كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة " ) الحلية 2/338و لطائف المعارف ص 191 (.وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة ، وفي بقية الشهر في ثلاث" ) لطائف المعارف ص 191 (.
وكانت عائشة - رضي الله عنها - تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت .والشافعي رحمه الله قال عنه ربيع بن سليمان : "كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ، ما منها شيء إلا في صلاة "
قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن.
و كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.
و كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة
وقال
القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): وكان مواظباً على
صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم،
ويعتكف في المنارة الشرقية
هذه
صور وامثلة من همة السلف مع القران في رمضان وعلى القارئ ان يحرص على آداب
التِّلاوَةِ من مثل إخْلاصُ النيِّةِ لله تعالى والتدبر والتفهم فيما يقرء
و
أنْ يَقْرَأ القران على طهارةٍ أنْ لا يقرأ القرآنَ في الأماكِنِ
المسْتَقْذَرة أو في مجمعٍ لا يُنْصَتُ فيه لقراءتِه لأن قراءَتَه في مثل ذلكَ إهانةٌ له وأن يستعيذَ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ عندَ إرادةِ القراءة وأن يُحَسَّنَ صوتَه بالقُرآنِ وأنْ يُرتِّلَ القرآنَ ترتيلاً لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 4] فيقْرأهُ بتَمهُّلٍ بدونِ سُرعةٍ لأنَّ ذلك أعْوَنُ على تدَبُّر معانِيه وتقويمِ حروفِه وألْفاظِه وأنْ يسجدَ إذا مرَّ بآيةِ سَجْدةٍ
والبكاء
عند تلاوة القرآن فلم يكن من هدي السلف هذّ القرآن هذّ الشعر دون تدبر
وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب. ففي
البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : { اقرأ علي }، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! فقال: { إني أحب أن أسمعه من غيري } قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً )النساء: (41 قال: { حسبك }، فالتفت فإذا عيناه تذرفان
وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )المطففين:6( فبكى حتى خر، وامتنع من قراءة ما بعدها. وعن إبراهيم بن الأشعث قال: ( سمعت فضيلا يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد، وهو يبكي ويردد هذه الآية: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )محمد:31( وجعل يقول: ونبلو أخباركم، ويردد وتبلوا أخبارنا، إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا، ويبكي.
واحذر ايها السلم ان تكون ممن قال الله فيهم ) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً )(الفرقان: 17.( ذكر ابن كثير رحمه الله : " أنهم عدلوا عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهوا أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره " )تفسير ابن كثير 3/507(وفقنا الله واياكم لحفظ كتابه الكريم وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار وتدبره والعمل به
امين والحمد لله رب العالمين