محمود
صبى (11 عاماً) والده قارب على الستين وأمه تبيع الخضروات فى منطقة
المطرية لتعين اسرتها الكبيرة. محمود قرر الا يتعلم فى المدرسة فقد كان
يمل كل ألوان الدراسة ويرى نفسه فى ورشة يتعلم صنعة. فكثيرا ما كان يقف
امام ورشة الاسطى "على" ذلك النجار الذى أصبح دون أن يعرف مثله الأعلى.
ذات يوم ذهب محمود الى والده أبلغه بانه لا يهتم بالتعليم وأن حلمه أن
يعمل فى ورشة النجارة. وافق الأب على رغبة محمود وفى الصباح بدلا من أن
يذهب الابن الى المدرسة أصطحبه الى ورشة الأسطى "على"، وبدأ اليوم الأول
فى تعلم فنون النجارة. مرت الأيام والأسابيع وفى نهاية كل أسبوع كان يحصل
محمود على 80 جنيها حصيلة عمله. كان يخترق شوارع المطرية حيث كان يمر فى
الشارع المؤدى الى الورشة على مجموعة من أصدقاء الدراسة وأبناء المنطقة
يلعبون الكرة. وفى كل مرة كانوا يدعونه ليلعب معهم ولكنه كان يتعلل بأنه
فى طريقه لشراء بعض مستلزمات الورشة وأنه لو تأخر سوف ينال عقابا شديداً
من الأسطى، ذات مرة إقترب منه خالد ذلك الصبى الأسمر مدمن البانجو وشم
"الكُلة" وأمسك برقبته معنفاً لعدم لعبه معهم إلا أن تدخل جمال ذلك الفتى
الأكبر انقذه وأصطحبه لمكان بعيد عن الباقين وراح يفتش جيوبه بحثا عن أية
نقود ليأخذها منه. لم يجد جمال ايه نقود مع محمود فتركه يذهب فى طريقه،
وما ان عاد جمال الى الشارع إجتمع من حوله الصبية وسألوه ماذا وجد مع
محمود؟ فاجابهم بانه لا يملك مليما فقد كان يتمنى أن يجد معه أية نقود
ليشترى بها بانجو، إلا أن احمد الطالب والذى كان زميلا لمحمود فى مدرسته
لم يصدق ذلك فقال أنه سوف يذهب الى محمود فى بيته ويتقرب اليه ليعرف منه
ما هو مكسبه، وفي الصباح ذهب احمد الى بيت محمود فأخبره والده أنه فى
الورشة فأسرع إليه هناك وطلب من الاسطى أن يتحدث لمحمود ، وما ان جلس اليه
حتى عرف منه متى سينتهى من عمله، وفى المساء ذهب اليه وعرف منه أن الاسطى
يطلب منه شراء مواد للورشة خاصة "الكُلة"، أسرع احمد الى خالد وجمال وحكى
لهما عما قاله محمود. مرت الايام وفي يوم عثر الأهالى على محمود مقتولا
وقد تحطمت رأسه بحجر. رجال الأمن عندما أسرعوا الى مكان العثور على الجثة
وجدوا أنه كان فى طريقه لشراء بعض مستلزمات الورشة وأن خط سيره كان لابد
من ان يمر فى شارع التقاء
الثلاثة أحمد وخالد وجمال.