منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  نشوء الكون من العدم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 نشوء الكون من العدم 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 نشوء الكون من العدم Empty
مُساهمةموضوع: نشوء الكون من العدم    نشوء الكون من العدم I_icon_minitimeالإثنين 9 يوليو - 19:37



[center]خلق الكون من العدم

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,

فقد اختلف
علماء الفلك قديمًا عن نشأة الكون؛ وهل للكون بداية؟ وإذا كان للكون
بداية، كيف ومتى حصلت؟ من أنشأ هذه البداية؟ حتى أتى علم الفلك الحديث
وحسم هذه المسألة، وقدم الدليل المادي لنشأة الكون، وأجاب على بعض هذه
التساؤلات؟..في نظرية علمية سنتطرق لدراستها في هذا البحث.


ونحن المسلمون نؤمن أن الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ هو خالق كل شيء، والوكيل عليه، وقد خرج هذا الكون إلى الوجود بكلمة واحدة هي(كن) قال تعالى:﴿بدِيعُ السّماواتِ والأرْضِ وإِذا قضى أمْراً فإِنّما يقُولُ لهُ كُن فيكُونُ ﴾[ البقرة117],وقال تعالى :﴿وما أمْرُنا إِلّا واحِدةٌ كلمْحٍ بِالْبصرِ ﴾[ القمر50] , وقال تعالى:﴿ قالتْ
رُسُلُهُمْ أفِي اللّهِ شكٌّ فاطِرِ السّمواتِ والأرْضِ يدْعُوكُمْ
لِيغْفِر لكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ويُؤخِّركُمْ إِلى أجلٍ مُسمًّى قالُوا
إِنْ أنْتُمْ إِلّا بشرٌ مِثْلُنا تُرِيدُون أنْ تصُدُّونا عمّا كان
يعْبُدُ آباؤُنا فأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾[ إبراهيم: 10], وقال تعالى:﴿الْحمْدُ
لِلّهِ فاطِرِ السّمواتِ والأرْضِ جاعِلِ الْملائِكةِ رُسُلًا أُولِي
أجْنِحةٍ مثْنى وثُلاث ورُباع يزِيدُ فِي الْخلْقِ ما يشاءُ إِنّ اللّه
على كُلِّ شيْءٍ قدِيرٌ ﴾[فاطر:1]


ومعنى الإبداع والفطر للسماوات والأرض في الآيات السابقة أي الابتِداءُ والاختراع لا على مثالٍ سابق,(1) أو إحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة(2).

كما
أشارت السنة إلى هذا الأمر في الحديث الذي رواه البخاري عنْ عِمْران بْنِ
حُصيْنٍ قال إِنِّي عِنْد النّبِيِّ صلّى اللّهُ عليْهِ وسلّم إِذْ
جاءهُ قوْمٌ مِنْ بنِي تمِيمٍ فقال اقْبلُوا الْبُشْرى يا بنِي تمِيمٍ
قالُوا بشّرْتنا فأعْطِنا فدخل ناسٌ مِنْ أهْلِ الْيمنِ فقال اقْبلُوا
الْبُشْرى يا أهْل الْيمنِ إِذْ لمْ يقْبلْها بنُو تمِيمٍ قالُوا قبِلْنا
جِئْناك لِنتفقّه فِي الدِّينِ ولِنسْألك عنْ أوّلِ هذا الْأمْرِ ما كان قال: "كان اللّهُ ولمْ يكُنْ شيْءٌ قبْلهُ وكان عرْشُهُ على الْماءِ ثُمّ خلق السّمواتِ والْأرْض وكتب فِي الذِّكْرِ كُلّ شيْءٍ"(3)


وفي صحيح مسلم عنْ عبْدِ اللّهِ بْنِ عمْرِو بْنِ الْعاصِ قال: سمِعْتُ رسُول اللّهِ صلّى اللّهُ عليْهِ وسلّم يقُول : "كتب اللّهُ مقادِير الْخلائِقِ قبْل أنْ يخْلُق السّماواتِ والْأرْض بِخمْسِين ألْف سنةٍ"(4)

هذه
الأخبار الواضحة البينة عن خلق الكون وتقدير السنن المنظمة له تدل على أن
الكون محدث في لحظة زمنية معينة هي لحظة صدور الأمر الإلهي(كن) كما قال سبحانه:﴿إِنّما أمْرُهُ إِذا أراد شيْئًا أنْ يقُول لهُ كُنْ فيكُونُ ﴾ [يس:82].


والله عز قد أمرنا بالسير في الأرض لمعرفة كيفية بدء الخلق قال تعالى: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فانْظُرُوا كيْف بدأ الْخلْق ثُمّ اللّهُ يُنشِئُ النّشْأة الآخِرة إِنّ اللّه على كُلِّ شيْءٍ قدِيرٌ ﴾[العنكبوت:20] وسخر
سبحانه وتعلى لهذا الإنسان الوسائل التي من خلالها يستطيع معرفة بعض
الإشارات الكونية والتي قد تدله على بعض التفاصيل في نشأة هذا الكون.


فتق السماوات والأرض

القرآن
الكريم يخبرنا عن أمر غيبي في بداية الخلق ويعطي السؤال المطروح عن نشأة
الكون الإجابة الصريحة وهو أن الأرض كانت جزءً من السماء وأنهما كانتا
أصلاً واحداً ففصل الله بينهما قال تعالى:


﴿أولمْ ير الّذِين كفرُوآ أنّ السّماواتِ والأرْض كانتا رتْقًا ففتقْناهُما وجعلْنا مِن الْمآءِ كُلّ شىْءٍ حىٍّ أفلا يُؤْمِنُون﴾ [الأنبياء 30]

وحتى نفهم المعنى المراد من هذه الآية فلابد من النظر في المعاني اللغوية للآية الكريمة مع فهم المفسرين لهذا الأمر

المعاني اللغوية للآية:

أولاً: معنى الرتق: الرّتْقُ إلحام الفتق وإصلاحه(5)والرّتْقُ ضدّ الفتْق وقد رتق الفتْق فارْتتق أي الْتأم(6)

ثانياً: معنى الفتق: فتق الشيء شقّه(7)والفتق هو الفصْلُ بين المُتّصِلين(8): وفتقْت الثّوْب فتْقًا مِنْ بابِ قتل نقضْتُ خِياطتهُ حتّى فصلْتُ بعْضهُ مِنْ بعْضٍ فانْفتق(9).

فهم المفسرين للآية:

لقد تعددت آراء المفسرين في فهم هذه الآية, ننقل منها الأقوال الآتية:

1) " كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما " كما روي عن ابن عباس والضحاك والحسن وقتادة(10)وسعيد بن جبير(11) وعطاء وكعب(12).

2) " كانت السموات مؤتلفة طبقة ففتقها الله فجعلها سبع سموات وكذلك الأرضين كانت مرتقة طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبعاً." عن مجاهد وأبي صالح والسدي(13).

3) " كانت السماء رتقاً لا تمطر والأرض رتقاً لا تنبت ففتقت الأرض بالنبات، والسماء بالمطر " رواية عن ابن عباس(14) وعكرمة وعطية وابن زيد(15) واختاره ابن جرير معللاً ذلك بدلالة قوله تعالى بعده ﴿…وجعلْنا مِن الْماءِ كُلّ شيْءٍ حيٍّ أفلا يُؤْمِنُون﴾[ الأنبياء:30] ونسبه النيسابوري لكثير من المفسرين(16)ونسبه أبو السعود لأكثرهم(17) .

4) " كانتا ملتصقتين ففصلهما فجعل السموات سبعاً والأرضين كذلك وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء فأمطرت السماء وأنبتت الأرض " قاله ابن كثير(18).

5) " كانتا رتقاً ففتقناهما بالنور، لأن الليل قبل النهار .رواية عن ابن عباس(19).

6) الرتق: حالة العدم، والفتق: الإيجاد، كقوله تعالى:﴿فطر السّماواتِ والْأرْض﴾[الأنعام:79] والفطر: الشق ، قاله ابو مسلم الأصفهاني(20).

7) الرتق:
انطباق منطقتي الحركتين الأولى والثانية الموجب لبطلان العمارات وفصول
السنة، والفتق:افتراقهما المقتضي لإمكان العمارة ولتغيير الفصول.نقله النيسابوري عن بعض علماء الإسلام وقال: فيه بعد(21).


محاولة الإنسان لمعرفة بدء الخلق

لقد
عجز البشر عن معرفة هذه البداية وظلوا يتخبطون في النظريات والاستنباطات
العقلية المحضة، ونتيجة لحصيلة جهد الإنسان عبر آلاف السنين، تطورت
المعارف والعلوم والتقنيات والوسائل التي ابتكرها الإنسان حتى وصل إلى
مرحلة لا يستطاع فيها إنكار نظريات العلم التي أثبتت التجارب والأرصاد
الفلكية صحتها بل يمكن أن تحل نظرية محل أخرى تصحيحاً لها واستكمالاً
لمحتواها، وقد برزت في علم الكونيات نظريتان:


النظرية الأولى:نظرية الأزلية:

التي تفترض أن الكون موجوداً منذ الأزل وإنّ تشتت المادة الناجم عن التمدد المرصود للكون يعوض بالخلق المستمر لمادته(22).

النظرية الثانية: نظرية الانفجار العظيم:

التي
تفترض أن الكون بدأ انطلاقاً من حالة ابتدائية حرارتها وكثافتها من الشدة
بحيث لم تسمحا بوجود أي شيء خلا الإشعاع والجسيمات الأولية، وبعد ذلك تمدد
الكون وتبرد مخلفاً النجوم والمجرات(23).


وهذه النظرية هي التي سادت لاعتمادها على أدلة علمية أساسية لحدوث الانفجار العظيم,ولنتطرق إلى شيء من التفصيل حول هاتين النظريتين.

النظرية الأولى:نظرية الأزلية:

من الذي روج لنظرية الكون الأزلي؟

وضع أساس هذه النظرية ثلاثة من كبار علماء الفلك يعملون في جامعة كامبردج بلندن,وهم (فريد هويل, وهيرمان بوندي , وتوم غولد) (24)

إن هذه النظرية تتلاءم مع فكرة " سرمدية الوجود " وتتطابق
مع الأفكار الأوربية المقتبسة من الفلسفة المادية، وهذه الفلسفة نمت
وتقدمت أصلاً في العالم الإغريقي القديم ,وتضمنت أن المادة كانت الشيء
الوحيد الموجود في الكون، وأن الكون وجد في الزمن اللانهائي، وسوف يبقى
إلى الأبد.


هذه
الفلسفة عاشت في أشكال مختلفة خلال الأزمنة الرومانية، لكن في فترة
الإمبراطورية الرومانية القريبة والعصور الوسطى صارت المادية تنحدر نتيجة
تأثير الكنيسة الكاثوليكية والفلسفة المسيحية, ثم بدأت تجد قبولاً واسعاً
بين علماء أوروبا ومثقفيها، وكان سبب ذلك الاتساع هو الحب الشديد للفلسفة
الإغريقية القديمة .


وفي عصر النهضة الأوربية تزعم بعض الفلاسفة بنشر مزاعم المادية ودافعوا عنها، وأعلنوا أن الكون سرمدي وموجود في كل الأزمان

ومع
بداية القرن التاسع عشر صارت فكرة أزلية الكون وعدم وجود لحظة لبدايته
مقبولة بشكل واسع، وتم نقل تلك الفكرة إلى القرن العشرين من خلال أعمال
الماديين الجدليين من أمثال (كارل ماركس) و(فريدريك أنجلز )(25).


تتلاءم
هذه الفكرة عن الكون اللامتناهي تماماً مع الإلحاد، وليس من الصعب معرفة
السبب لأن فكرة أن للكون بداية تقتضي أنه مخلوق، وطبعاً هذا يتطلب الإقرار
بوجود خالق وهو الله، لذلك كان من المريح جداً وأكثر سلامة بأن يدار العرض
بطريقة خادعة فتوضع أولاً فكرة أن " الكون موجود سرمدي " حتى ولو لم يكن
هناك قاعدة علمية ولو كانت ضعيفة لتأكيد تلك الفكرة(26).


تصريح أحد الماديين

يقول (بولتزر)-وهو من أنصار فكرة الكون السرمدي- في كتابه " المبادئ الأساسية في الفلسفة ":

((الكون
ليس شيئاً مخلوقاً، فإذا كان كذلك فهذا يقتضي أنه خلق في لحظة ما من قبل
إله، وبالتالي ظهر إلى الوجود من لا شيء، ولقبول الخلق يجب على الإنسان أن
يقبل في المقام الأول أنه كانت توجد لحظة لم يكن فيها الكون موجوداً، ثم
انبثق شيء من العدم، وهذا أمر لا يمكن للعلم أن يقبل به))(27).


ويظن
هذا الملحد أن العلم يدعم فكرته وذلك بقوله: ((وهذا أمر لا يمكن للعلم أن
يقبل به)) مع أن كلامه لا يقوم على أي أساس علمي بل إن العلم يعمل ضده,فلم
يمض زمن طويل حتى أثبت العلم ما كان يستبعده هذا الكاتب,ونحن نعلم أن الذي
دفعه لهذا الرأي هو أن الماديين لا يعتقدون أن للوجود خالقاً بل يقولون
بأن كل ما في الوجود أزلي صادر عن المادة ، والنواميس الطبيعية نشأت على
سبيل الصدف و الاتفاق و بلغت من الكمال و الارتقاء عن طريق التطورات
المتعاقبة ،وهذا هو عين الإلحـاد(28).


وقد تقدم العلم في أبحاثه وأقام الدليل المادي لنشأة الكون, وهذا ما سنعرفه في نظرية الانفجار العظيم.




النظرية الثانية: نظرية الانفجار الكبير(Big bang)


علم الفلك يكتشف أن للكون بداية !!

من
الأمور المتفق عليها أن كل شيء له علة توجده ، أو صانع يصنعه، فإذا نظر
الإنسان إلى الكون, واستعرض ما فيه من كائنات حصل له علم ضروري بأن هذه
الكائنات لم توجد صدفة بل لابد لها من موجد أوجدها وهذه الفطرة السليمة هي التي فطر الله الناس عليها.


ويعتبر
مجال الخلق‏,‏ وإفنائه‏,‏ وإعادة خلقه‏,‏ من المجالات الغيبية التي لا
يستطيع الإنسان أن يصل فيها إلى تصور صحيح بغير هداية ربانية‏,‏ ومن هنا
فإن العلوم التجريبية لا يمكن لها أن تتجاوز في تلك المجالات مرحلة
التنظير بمعنى وضع نظرية من النظريات أو اقتراح فرض من الفروض(29)


وقد
تقدم علم الفلك الحديث تقدماً كبيراً في هذا الجانب، وقدم الدليل المادي
لنشأة الكون، وأجاب على التساؤلات حول الكيفية التي بدأ بها الكون ؟..


‏الدراسات الفلكية

- في عام 1917م قام( ألبرت آينشتاين) بوضع نموذج للكون متوافق مع نظريته النسبية وكان نموذجه معتمداً على
الشكل الكروي. وقرّر بأن الكون ثابت منذ أن وُجد ولا يزال كذلك وسيبقى على
ما هو عليه، ومن أجل تحقيق هذا الهدف وضع ثابتاً كونياً سمّاه ثابت
آينشتاين.


- في عام 1922م كشف الفيزيائي الروسي( ألكسندر فريدمان)
حسابات بين فيها أن تركيب الكون ليس ساكناً . حتى أن أصغر اندفاع فيه ربما
كان كافياً ليسبب تمدد التركيب بأكمله أو لتقلصه وذلك طبقاً لنظرية
أينشتاين في النسبية .وكان الفلكي البلجيكي (جورج لوميتر)(30) أول من أدرك أهمية الأعمال التي كان فريدمان يقوم بها وبناء على تلك الحسابات أعلن لوميتر أن للكون بداية، وأنه في تمدد متواصل، وصرح أيضاً أن معدل الإشعاع يمكن استخدامه كمقياس عقب حدوث ذلك الشيء.


ولم تحض التأملات النظرية لهذين العالمين باهتمام يذكر في ذلك الحين(31).

- في عام 1929م توصل الفلكي الأمريكي( أدون هابل) الذي
يعمل في مرصد جبل ويلسون في كاليفورنيا إلى واحد من أعظم الاكتشافات في
تاريخ علم الفلك حيث اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في
ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التي نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا وكان لهذا الاكتشاف وقع الصاعقة في دنيا العلم(32).


فعندما
رصد عدداً من النجوم من خلال تلسكوبه العملاق اكتشف أن ضوءها كان منحرفاً
نحو الطيف الأحمر وبشكل حاسم، وأن ذلك الانحراف كان مرتبطاً مباشرة مع بعد
النجوم عن الأرض، وهذا الاكتشاف هزّ قواعد المفهوم الذي كان شائعاً للكون.


(وهكذا
تحققت استنتاجات فريدمان ولوميتر) ولقد صدم أنيشتاين ذاته باكتشافاته
فأضاف ثابتاً كونياً لمعادلاته لكي يجعل إجاباتها الناتجة عنها صحيحة، لأن
الفلكيين أكدوا له أن الكون ثابت وأنه لا توجد طريقة أخرى لجعل معادلاته
تتطابق مع مثل ذلك النموذج، وبعد سنوات اعترف أنيشتاين أن ذلك الثابت الكوني الذي أضافه كان أكبر خطأ ارتكبه في أعماله(33).


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ونفهم
من هذه النظرية أنه إذا كان الكون اليوم يتباعد فلابد أنه كان في يومٍ ما
متقارباً0 لكن متقارباً إلى أي حد ؟ تخيل هذه المجرات وهي تسير في الاتجاه
المعاكس , تخيلها وهي تجري مقترباً بعضها0 من بعض ربما
تتصور أنها ستكون كلها قطعة واحدة مساوية في حجمها لمجموع أحجام المجرات
المكونة لها, كما أنك إذا بنيت حائطاً من مجموعة من اللبنات فإن حجمه
سيكون مساوياً لحجم مجموع اللبنات المكونة له0


لكن
الفيزيائيين سيقولون لك: كلا, فإنها كلما اقتربت وتضامت ازدادت كتلتها
فازدادت شدة جاذبيتها , وكلما ازدادت قوة الجاذبية ازداد التلاصق , حتى
تتلاشى الفراغات بين النجوم المكونة


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للمجرات,
ثم يزداد ضغط الجاذبية على النجوم نفسها, وهكذا يستمر الضغط حتى تكون كل
المادة المكونة للكون في حجم الذرة, ثم يستمر الضغط إلى مالا نهاية له,
فيقل الحجم إلى مالا نهاية له, أي حتى يصير لاشيء! (34)


ويذكر بعض الباحثين بعض الأدلة على صحة نظرية الضربة الكونية الكبرى(Big bang) لنشأة الكون وسنذكر بعضا منها باختصار :

1- حركة التباعد المجرية الظاهرة التي أعلنها عالم الفلك الأمريكي هابل عام 1929م بأن المجرات تبتعد عنا بسرعة في جميع الاتجاهات(35)

2- اكتشاف الخلفية الإشعاعية للكون المدرك‏ في سنة‏1965‏ م
على هيئة إشارات راديوية منتظمة وسوية الخواص‏,‏ قادمة من كافة الاتجاهات
في السماء‏,‏ وفي كل الأوقات دون أدنى توقف أو تغير‏,‏ ولم يتمكنوا من تفسير تلك الإشارات الراديوية‏,‏ المنتظمة‏,‏ السوية الخواص إلا بأنها بقية للإشعاع الذي نتج عن عملية الانفجار الكوني العظيم‏.


وفي سنة‏1989‏ م أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (NASA)‏
مركبة فضائية باسم ((مستكشف الخلفية الكونية)) وذلك لدراسة الخلفية
الإشعاعية للكون من ارتفاع يبلغ ستمائة كيلو متر حول الأرض‏,‏ وقد أثبتت
هذه الدراسة تجانس مادة الكون وتساويها التام في الخواص قبل الانفجار
وبعده أي من اللحظة الأولى لعملية الانفجار الكوني العظيم‏,‏ وانتشار
الإشعاع في كل من المكان والزمان(36)


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

3- تصوير
الدخان الكوني على أطراف الجزء المدرك من الكون‏: كذلك قامت تلك المركبة
الفضائية بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عملية الانفجار العظيم على
أطراف الجزء المدرك من الكون‏(‏ على بعد عشرة مليارات من السنين
الضوئية‏),‏ وأثبتت أنها حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق السماوات
والأرض‏,‏(37)


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






4- إعلان وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا(NASA)‏ أن عمر الكون بـ13,7 مليار
سنة ضوئية وذلك من خلال استعمال مجسات فضائية متطورة جداً ومناظير
إلكترونية محمولة على أقمار صناعية، وهذا الاكتشاف إقرار من الوكالة إلى
أنه كان لهذا الكون بداية(38).


5- تبين
أن العناصر التي تكون قشرة الأرض هي نفسها العناصر التي تتكون منها النجوم
واعلي والكواكب وذلك من خلال دراسة الأطياف الضوئية التي تصدر عن ذرات
العناصر التي تكون النجوم واعلي ومقارنتها مع الأطياف اللونية التي تصدر عن العناصر والذرات في الأرض(39).


6- تبرد
الكون (قانون الديناميكا الحرارية الثاني): الذي يقول إن الكون يستمر
باستنفاد طاقته حتى يصل إلى حالة التوازن (أي تساوي درجات حرارة جميع
أجزاء الكون) حتى يصل الكون في نهاية المطاف إلى ما يسمى عند الفيزيائيين
بالموت الحراري، وهذا يعني أن الكون لا يمكن أن يكون موجوداً بلا بداية
وإلا لوصل الكون إلى حالته الأخيرة من التوازن قبل زمن طويل لا حدود له(40).


7- يقول
العلماء إن الكون يتوسع من الضربة الكبرى، ولا يوجد دليل بأنه سيتمدد
للأبد بل إنهم يعتقدون أنه سوف يتباطأ تمدده تدريجياً، ثم يقف، وبعدها
ينقلب على نفسه، ويبدأ بالتراجع في حركة تقهقرية.


خلاصة النظرية:

وتتلخص النظرية في ((أن الكون كان في بدء نشأته نقطة متناهية الصغر ومتناهية الضخامة في ،كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة، ثم بتأثير الضغط الهائل المتأتي من شدة حرارتها حدث انفجار عظيم فتق الكتلة الغازية وقذف بأجزائها في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرّات))(41).

اعتراف لابد منه:

وهذا اعتراف أحد الذين كانوا يدافعون عن أزلية الكون عندما واجه دليل الانفجار الكبير وصف ذلك المأزق بقوله : " في البداية كان لي موقف مع هويل(42) لكن عندما بدأ الدليل بالتعاظم كان يجب عليّ أن أقبل بأن المباراة انتهت وأن نظرية الحالة الثابتة يجب أن تلغى "(43) وبهذه الأدلة العلمية سقطت مزاعم الماديين بل واعترف الكثير منهم بذلك ﴿ويأْبى اللّهُ إِلّا أنْ يُتِمّ نُورهُ ولوْ كرِه الْكافِرُون﴾[ التوبة32]

وجه الإعجاز

أخبرنا القرآن كيف بدأ الكون في آية واحدة قال تعالى: ﴿أولمْ ير الّذِين كفرُوآ أنّ السّماواتِ والأرْض كانتا رتْقًا ففتقْناهُما وجعلْنا مِن الْمآءِ كُلّ شىْءٍ حىٍّ أفلا يُؤْمِنُون﴾[ الأنبياء 30] وتتضح
عظمة وإعجاز هذه الآية الكريمة، أن جميع البشر- نتيجة للحقائق المشاهدة
اليوم- يجمعون على أن الأرض والسماء كانتا ملتصقتين ثم انفصل بعضها عن بعض
-بصرف النظر عن الكيفية- وهذا ما أخبرنا به القرآن الكريم قبل أربعة عشر
قرناً من الزمان, في وقت ما كان يتصور أحد
أو يتخيل هذا الأمر ، إلى أن يسر الله تعالى الوسائل التي مكنت البشرية من
رؤية هذه الحقيقة [أضف عبارة : رؤية تكاد تكون ، لأن الرؤية بعين اليقين
لم تتم تى الآن]عين اليقين لتكون آية من آيات الله تعالى في الآفاق التي
وعد البشرية بالكشف عنها، وتأكيدا لصدق رسالة محمد صلى الله عليه وآله
وسلم وأن هذا العلم الذي جاءنا به وحي من عند الله تعالى عالم الغيب
والشهادة.


وإذا أمعنا النظر في أقوال المفسرين سنلاحظ التفاوت في تفسير هذه الآية والذي
يرجع إلى اختلاف المفسرين في درايتهم وثقافة العصر الذي عاشوا فيه، وكذلك
إلى عدم قدرتهم على تصور أن الأرض كانت جزءاً من السماء، وهذا دليل من
أدلة الإعجاز القرآني، فالمفسرون جاءوا بعد قول هذه الحقيقة بقرون ومع هذا لم تستطع أفهامهم أن تتصور الكيفية التي أشارت إليها الآية فحاول بعضهم أن يصرفوها إلى معاني وإلى كيفيات تقبلها عقولهم، أي فسروها حسب درايتهم وأولوها برأيهم وفقاً لمعلومات عصرهم وإدراكهم الشخصي, إلاّ أن المفسرين الذين التزموا بظاهر اللفظ القرآني تطابقت أقوالهم مع الحقيقة العلمية أو بعض تفاصيلها كما رأينا ذلك في القول الأول والثاني والرابع والقرآن الكريم يقرر هذه الحقيقة بجلاء ويقيم الحجة على الكافرين فينكر عليهم عدم إيمانهم﴿ ...أفلا يُؤْمِنُون﴾[ الأنبياء 30] ففي هذا الأمر من أدلة الإيمان ما يكفي للكافرين.


وفي هذه الآية جانب آخر من جوانب الإعجاز كما يقول الشيخ عبدالمجيد الزنداني(44),إذ ((أنها
تتسع للتعبير عن كيفيات عديدة، فالسموات والأرض كانتا رتقاً ثم انفصلتا،
والسماء كانت(رتقاً) كتلة واحدة ثم انفصلت إلى سبع سموات ، والأرض كانت
(رتقاً) فتكونت منها سبع طبقات ، واليابسة كانت قارة واحدة ثم انفصلت إلى
عدد من القارات)).


تطابق النظرية مع ما جاء في القرآن الكريم

بغض
النظر عن التفاصيل التي تتضمنها هذه النظرية والتي قد لانوافقها في بعض
تفاصيلها, كتحديد عمر الكون أو تحديد البداية بالانفجار أو غير ذلك فهذه
لا تزال في طور النظرية وإن كان بعض علماء الفلك يعتبرها كحقيقة علمية لكن
موضوع استشهادنا بهذه النظرية هو أنها تتوافق مع ما جاء في القرآن الكريم
في عدة أمور وهي:


أولاً: إقرار أصحاب النظرية بعدم أزلية الكون وأن للكون بداية من نقطة الصفر ولو أصابوا في التعبير لقالوا من لاشيء أي من العدم وهذا من البديهيات ويتوافق مع قوله تعالى:﴿بدِيعُ السّماواتِ والأرْضِ وإِذا قضى أمْراً فإِنّما يقُولُ لهُ كُن فيكُونُ ﴾ [البقرة117].

ثانياً: انفصال الأرض عن السماء بعد أن كانتا شيئاً واحداً -بغض النظر عن الكيفية- يتوافق مع قوله تعالى: ((﴿أولمْ ير الّذِين كفرُوا أنّ السّماواتِ والْأرْض كانتا رتْقاً ففتقْناهُما وجعلْنا مِن الْماءِ كُلّ شيْءٍ حيٍّ أفلا يُؤْمِنُون﴾ [الأنبياء: 30]

ثالثاً: التوسع المستمر للسماء يتوافق مع قوله تعالى: ﴿والسّماء بنيْناها بِأيْدٍ وإِنّا لمُوسِعُون﴾ [الذاريات:47]

رابعاً: مرور الكون بمرحلة الدخان التي سادت الكون بعد الانفجار الكبير يتوافق مع قوله تعالى:

﴿ثُمّ اسْتوى إِلى السّماءِ وهِي دُخانٌ فقال لها ولِلْأرْضِ ائْتِيا طوْعاً أوْ كرْهاً قالتا أتيْنا طائِعِين﴾[فصلت:11]

خامساً: تقول النظرية أن الكون سيستنفد طاقته ويعود في النهاية إلى نقطة البدء (الانكماش) وهذا يتوافق مع قوله تعالى: ﴿يوْم نطْوِي السّماء كطيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كما بدأْنا أوّل خلْقٍ نُعِيدُهُ وعْداً عليْنا إِنّا كُنّا فاعِلِين﴾ [الأنبياء:104]وسنفرد هذا ببحث مستقلٍ إنشاء الله.

إذاً
علم الفلك يثبت أن الكون له بداية وأنه خلق من العدم وبهذا يكون إثباتاً
علمياً أن لهذا الخلق خالق ابتدأ خلق الكون وهو الله سبحانه وتعالى﴿ اللّهُ خالِقُ كُلِّ شيْءٍ وهُو على كُلِّ شيْءٍ وكِيلٌ﴾ [الزمر:62].


ملاحظات

1-لقد حددت النظرية عمر الكون بـ13,7 مليار
سنة ضوئية وهذا التحديد وإن كان قائماً على دراسات فلكية إلّا أنها مقاييس
بشرية يعتريها القصور والضعف فمن الصعب الجزم المطلق بهذا التحديد لأنهم
يقولون أن الذي تم معرفته من الكون هو بنسبة 5% والباقي هو الطاقة المظلمة والمادة المظلمة وهي غير معروفة لديهم وتشكل نسبة95%


2- سميت النظرية بـ(الانفجار العظيم) ويفضل البعض مصطلح (الانفتاق أو الفتق الكوني) لأنه اللفظ الذي جاء به القرآن الكريم ولأن الانفجار يكون في العادة شيئاً مدمراً, أما الكون فمعروف بتوازنه وتناسقه وإحكامه.

3- نقول لأصحاب نظرية
الانفجار العظيم أو الانفجار الكبير إذا كان الانفجار قد حدث بطريقة دقيقة
كما تقولون فإن القوة، التي أحدثت هذا الانفجار وخططت له، لن تكون إلاّ
قوة عظيمة ما دامت قد أحدثت شيئاً عظيماً ! فلماذا إذاً لا تتساءلون عن ما
قبل الانفجار ؟ و عن محدث الانفجار؟ و عن موجد هذا الكون العظيم, أفلا
تعتقدون أن القوة التي أحدثت هذا الانفجار هي التي يجب أن تكون أزلية
الوجود وسرمدية البقاء؟ نخاطب الفئة التي لازالت على الكفر بخطاب القرآن ﴿أفلا يُؤْمِنُون﴾[الأنبياء: 30].


4- إن بعض التفاصيل التي جاءت بها النظرية عن المراحل التي مر بها الكون بعد الانفجار العظيم قد لا يستطيع الإنسان أن يجزم بها(45) سيما
والنظرية لم يقر بها كل علماء الفلك فالخوض في هذه التفاصيل بغير دليل
يقيني وجازم يعتبر خوض في الغيب الذي لم يشهده أحد من الخلق كما قال تعالى: ﴿ما أشْهدْتُهُمْ خلْق السّمواتِ والأرْضِ ولا خلْق أنفُسِهِمْ وما كُنتُ مُتّخِذ الْمُضِلِّين عضُدًا ﴾ [الكهف:51 ]


وخلاصة
الأمر أن الكون لم يكن موجوداً وهكذا استقر الأمر على هذه النظرية التي
صمدت أمام جميع الاختبارات إلى وقتنا الحاضر وحظيت بالقبول الواسع في
تفسير بدء خلق الكون ، ونفي أزليته وتقرير أنه حادث فهي أقرب إلى ظاهر
المعنى القرآني وأقرب إلى تفسير النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وقد
يأتي العلم بنظرية أكثر قرباً تعيننا على فهم تلك النصوص فنأخذ بها من باب
التفسير العلمي للقرآن(46).

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
نشوء الكون من العدم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التسارع عبر الكون من سلسة الكون المعجز ( وثــآئقي )
»  الفيلم الوثائقي الكون المعجز : الأحجام في الكون
»  نشوء المجموعة الشمسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ البيئة والفضاء ][©][§®¤~ˆ :: عالم الفضاء-
انتقل الى: